خاص لـ"إيران إنترناشيونال": وزير الداخلية الإيراني يحذر من عصيان مدني بسبب عدم توفير لقاح كورونا
حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على نسخة من رسالة بعث بها وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، إلى رئيس الجمهورية، حسن روحاني، انتقد خلالها إدارة أزمة كورونا، محذرا من عواقب أمنية في هذا الخصوص.
وطالب رحماني فضلي في رسالته بشكل صريح باعتماد "الحكمة" اللازمة فيما يتعلق بفرض القيود المتعلقة بأوضاع كورونا، لأن حالات العصيان المدني آخذة في التزايد، على حد قوله.
وأعلنت الرسالة المؤرخة بيوم 3 فبراير (شباط) الماضي عن ارتفاع حالات مراجعة المستشفيات، وهو ما يتعارض مع البيانات الرسمية للمسؤولين الإيرانيين حول أعداد المصابين ووفيات كورونا.
وبينما تسعى العديد من الدول في العالم إلى تطعيم شعبها بسرعة، فإن عملية التطعيم في إيران تأخرت بسبب تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، حيث كان المرشد الإيراني قد منع في وقت سابق استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية، وهما الدولتان اللتان تصنعان أكثر اللقاحات أمانا وشعبية.
وأدت أوامر علي خامنئي إلى استيراد عدد محدود جدا من اللقاحات الروسية والصينية، وهي اللقاحات التي لم تتم الموافقة عليها حتى الآن من قبل منظمة الصحة العالمية.
يأتي هذا بينما تشهد مختلف المدن الإيرانية موجات جديدة من تفشي فيروس كورونا، ولا يزال المسؤولون الإيرانيون يواصلون التمجيد وإلإشادة بطريقة إدارتهم في احتواء كورونا، على عكس العديد من الدول التي اتخذت عمليا إجراءات صارمة ضد هذا الفيروس من خلال فرض الحجر الصحي وبرامج التطعيم المنظمة والدؤوبة.
وفي السياق، قال وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، إن العالم مندهش من طريقة احتواء كورونا في إيران، وهو تصريح قريب مما قاله الرئيس الإيراني، الذي زعم في الصيف الماضي أن 3 من زعماء العالم أبلغوه بأنهم يريدون الاقتداء بإيران في هذا الخصوص.
وفي الأثناء، تشهد العديد من المحافظات الإيرانية، بما فيها محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، أوضاعًا حرجة وخطيرة من تفشي فيروس كورونا ومنها السلالة المتحورة من هذا الفيروس. وقد أصدر محافظ خوزستان، أمس الخميس، أوامر بفرض الحجر الصحي على هذه المحافظة بعد إصرار العديد من المسؤولين.
يشار إلى أن رسالة وزير الداخلية تعكس مخاوف النظام الإيراني إزاء العصيان المدني في إيران، والذي حدث آخر مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، احتجاجا على ارتفاع أسعار البنزين المفاجئ والذي قوبل بقمع عنيف من قبل النظام الإيراني، مما أسفر عن مقتل 1500 شخص.
وقتها قطع النظام الإيراني شبكة الإنترنت عن الشعب وانقطع اتصال الإيرانيين بالعالم، ثم حدثت المجزرة.
تجدر الإشارة إلى أن تحذير وزير الداخلية هو تأكيد على تصريحات روحاني التي أدلى بها في مجلس الأمن القومي في أبريل (نيسان) 2020؛ فبحسب وثيقة حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، كان روحاني قد أكد أنه "إذا أغلقنا الأعمال والمحال التجارية، فسنواجه بعد ذلك احتجاجات 30 مليون جائع في الشوارع".
وشدد روحاني أيضًا على أنه حتى لو فقد مليونا شخص حياتهم بسبب مرض كورونا، فلا يمكن إغلاق البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية. والآن، يطالب وزير الداخلية في رسالته بالتعامل الأمني والقضائي مع أولئك الذين ينتقدون إدارة أزمة كورونا في إيران على الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام.
مجتبى بور محسن: "إيران إنترناشيونال"