خطيب زاهدان بلوشستان: العرب في إيران يتعرضون للقمع والتمييز.. والحكومة الجديدة الأمل الأخير
انتقد خطيب جمعة زاهدان السني الوضع في البلاد وإدارة قادة النظام الإيراني، قائلا إن الاحتجاجات الأخيرة في خوزستان "لا تتعلق فقط بالمياه".
ووصف مولوي عبد الحميد، في مقابلة مع موقع "سني أون لاين" الأربعاء 28 يوليو (تموز)، حكومة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي بأنها "أمل إيران الأخير" وقال إن "القوى المختلفة في البلاد تتوحد الآن وهناك مجال للتحسين".
وأضاف خطيب جمعة زاهدان السني: "إذا فشل السيد رئيسي في اتخاذ قرار بناءً على الحقائق، فليس لدينا أمل في المستقبل في أن يأتي رئيس آخر ويفك عقدة المشاكل، أعتبر الحكومة الجديدة الأمل الأخير لإيران".
يذكر أن مولوي عبد الحميد، وعدد من قادة السنة الآخرين في بلوشستان، دعموا إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية في يونيو (حزيران).
وفي إشارة إلى الاحتجاجات في خوزستان، قال مولوي: "الفقر والحرمان متفشيان بسبب سوء الإدارة، من الطبيعي أن تتسبب هذه المشكلة في التعقيد وعدم الرضا، هذه الاحتجاجات لا تتعلق بالجفاف فقط، بل تشمل جميع هذه القضايا".
وقال مولوي عبد الحميد: "مواطنونا العرب يقارنون أوضاعهم بوضع عرب الكويت والدول المطلة على الخليج، إنهم يرونهم في رخاء وراحة ويرون أنفسهم في مصاعب الحياة، ليس لديهم رفاهية جيدة، ولا يلعبون دورًا في تحديد مصيرهم، وهم يتعرضون للقمع والتمييز، بينما أراضي أجدادهم في وضع أفضل وأعلى من تلك البلدان من حيث الاحتياطيات والمناجم والثروة والماء".
وخلال الأسبوعين الماضيين، ركزت الاحتجاجات الواسعة في خوزستان على مشكلة شح المياه، وقد واجهتها قوات الأمن بعنف، ولم يعرف بعد العدد الدقيق للقتلى والجرحى.
وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن 4 متظاهرين وشرطي قتلوا حتى الآن. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن 8 أشخاص على الأقل قتلوا في الاحتجاجات.
يشار إلى أن النظام الإيراني قد قطع الإنترنت في خوزستان، في الأيام الأخيرة، وتشير التقارير إلى أنه تم اعتقال "مئات" الأشخاص.
ولم تقتصر الاحتجاجات على خوزستان، ففي الأيام الأخيرة جرت أيضًا مظاهرات في مختلف مدن إيران، بما في ذلك تبريز وأصفهان ويزد وطهران وسقز وبجنورد وإيلام والبرز.
ووصف مولوي عبد الحميد، أحد أبرز الشخصيات في المجتمع السني في إيران، وضع الجماعات العرقية في البلدان المجاورة والدول الخليجية بأنه أفضل بكثير مما هو عليه في إيران.
وانتقد "تجاهل الحقائق في البلاد" من قبل مسؤولي النظام الإيراني، قائلًا: "إن أوضاع الأكراد في العراق وتركيا أفضل بكثير من أوضاع الأكراد في إيران؛ هناك العديد من الوزراء والمسؤولين الأكراد في تركيا، وهناك حوالي 70 ممثلًا كرديًا في البرلمان. لدينا أيضًا إقليم كردستان في العراق ونرى أن رئيس العراق كردي. وأضاف: "لكن الأكراد في إيران يعانون من تمييز وضغوط شديدين ولا يتم الاستفادة من كفاءاتهم".
ووفقًا لما قاله عبد الحميد، "تم تعيين العديد من البلوش من أصول إيرانية كوزراء وسفراء في دول الخليج وبحر عمان، وتقلدوا مناصب مهمة في القوات المسلحة كرئيس أركان القوات المسلحة. لكننا هنا نناضل من أجل قائمقام أو مدير عام، ولسنا محل ثقة في بلدنا، ولم يتم استخدام كفاءات هذه القومية".
ووفقًا لقوانين النظام الإيراني، فإن الإيمان بالمذهب الرسمي للبلاد، أي الشيعة، هو أحد الشروط الرئيسية لمرشحي الرئاسة في إيران، ولا يمكن للأقليات الدينية وغير الدينية التي لا تعتنق المذهب الشيعي أن تترشح للمنصب الرئاسي.
وعلى الرغم من عدم وجود حظر قانوني على مناصب أخرى، مثل الوزارة ونائب الرئيس، لم يتم انتخاب أي فرد من الأقليات الدينية لمثل هذه المناصب حتى الآن.