أفادت معلومات تلقتها قناة "إيران إنترناشيونال" بوفاة شاهين ناصري في سجن طهران الكبير، وهو أحد الشهود على تعذيب السجين السياسي نويد أفكاري الذي تم إعدامه العام الماضي.

ونقلت مصادر مقربة من أسرة شاهين ناصري، في تصريح أدلت به إلى قناة "إيران إنترناشيونال"، عن عدة أشخاص داخل السجن، نبأ وفاة هذا السجين، لكن أسرة ناصري لم تتلق ردا من مسؤولي السجن بهذا الخصوص.

كما بعث فرهاد سلمان بور ظهير، أحد السجناء في سجن طهران الكبير، بملف صوتي من داخل السجن حصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، أكد خلاله أنه تلقى، اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر (أيلول)، نبأ وفاة شاهين ناصري في السجن.

وقال إن ناصري تم نقله إلى مكان مجهول في ذكرى إعدام نويد أفكاري، وتبين اليوم الثلاثاء أنه سبق وتم نقله إلى "زنزانة انفرادية" لحرمانه من المكالمات الهاتفية والزيارات.

كما قال شقيق شاهين ناصري، اليوم الثلاثاء، لمنظمة حقوق الإنسان الإيرانية، إن أصدقاء هذا السجين نقلوا إلى أسرته خبر مقتله في "الزنزانة الانفرادية"، ولم يجر حتى الآن أي مسؤول اتصالا هاتفيا مع أسرة ناصري.

كما أكد فرهاد سلمان بور ظهير في ملفه الصوتي أن احتمال انتحار شاهين ناصري مستبعد "بشدة"، وعلى الرغم من أن المسؤولين قد يذكرون الانتحار سببا لوفاته، ولكن ناصري "لم يكن مكتئبا بل كان متزوجا ولديه أطفال وكان متفائلا بمستقبله". كما أكد أن ناصري لم يكن يعاني من أي مرض خاص أو مزمن.

ماذا كانت شهادة شاهين ناصري؟

وكان شاهين ناصري قد بعث، في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، برسالة رسمية ومسجلة من السجن شهد خلالها بأنه كان شاهدا بنفسه على تعذيب نويد أفكاري، في مركز تحقيق شيراز، جنوبي إيران.

وأكد ناصري في شهادته أن المحققين لكموا نويد أفكاري عدة مرات في ذراعه، بينما كان هو ملقى على الأرض وكان يمسك رأسه بيديه، وبعد وابل من الإهانات والألفاظ البذيئة، قالوا له: "كل ما نقوله نحن صحيح".

كما قال السجين في شهادته أن النقيب وحيدي يار عندما رآه وهو يشاهد عمليات تعذيب نويد أفكاري، لكمه بقوة في بطنه وأسقطه أرضا ثم عصب عينيه وأخرجه من المكان.

وكتب ناصري في شهادته الرسمية أنه عندما رأى نويد أفكاري في مركز الاعتقال في وقت لاحق من ذلك اليوم، أخبره نويد أن "عباسي، ضابط الملف، كسر ذراعي".

يشار إلى أن إعدام المصارع والمعارض، نويد أفكاري، يوم 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، قوبل بموجة من الاحتجاجات، حيث أشار عدد من الأفراد والمنظمات الحقوقية إلى العديد من العيوب الشكلية والموضوعية في هذه القضية، وأدانوا تعذيبه.

وكان نويد وشقيقه وحيد قد بعثا بملفات صوتية من داخل السجن أعلنا خلالها بتعرضهما لأشكال مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي خلال عامين في الاعتقال.

وقد ندد نويد نفسه مرارًا وتكرارًا بالتعذيب، قائلًا: "الاعتراف المنتزع بعد التعذيب والإيذاء الجسدي أو النفسي ليس له أي شرعية قانونية".

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت في وقت سابق ملفا صوتيا لشاهين ناصري، حيث أعلن خلاله أنه تعرض للتهديد من قبل المحقق بسبب شهادته حول تعذيب نويد أفكاري.

وقال ناصري في هذا الملف الصوتي، إن محقق القضية، الذي كان غاضبًا من "تدخل" ناصري في "القضية الأمنية" لنويد أفكاري، قال له: "سأفعل بك شيئا أجعلك تذوب".