أظهرت وثيقة أرسلتها مجموعة "عدالة علي" إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أن استخبارات سجن إيفين بعثت العام الماضي وبعد إعدام نويد أفكاري برسائل سرية طالبت خلالها بتشديد "الرقابة الخاصة" على جميع اتصالات المتهمين الأمنيين لمنع تسريب ملفات صوتية مماثلة لملف المعدوم نويد أفكاري والذي تطرق خلاله إلى تعذيبه في السجن.

وجاء الكشف عن هذه الرسالة من قبل مجموعة "عدالة علي" التي اخترقت مؤخرا كاميرات سجن إيفين، متزامنا مع الذكرى السنوية لإعدام نويد أفكاري.

وفي هذه الرسالة التي تم إعدادها في سبتمبر (أيلول) 2020، قال رئيس استخبارات إيفين إلى مسؤولي السجن إنه "قبل شهر على الأقل" من إعدام المدانين الأمنيين ومعارضي الجمهورية الإسلامية، يجب الإبلاغ عن الموضوع  لـ"توقع الملاحظات الأمنية" بخصوصهم.

ويظهر نشر هذه الرسالة جهود النظام الإيراني لمواجهة ضغط الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنع التداعيات السياسية والحقوقية لإعدام المعارضين.

الموظفون القضائيون.. مرتزقة وجلادون

وفي جزء آخر من الرسالة، أشار رئيس أمن واستخبارات السجن إلى أن عناصر السلطة القضائية تتم الإشارة إليهم في الفضاء الافتراضي بأنهم "مرتزقة النظام"، و"جلادون"، و"منفذو أحكام الإعدام". وأن النشطاء يحاولون معرفتهم.

وعليه، حذر هذا المسؤول القضائي، العناصر التابعين للسلطة القضائية من عدم نشر صور لهم ولأفراد عائلاتهم على أيقونات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي وقت سابق، تمكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من التعرف على وجوه وأسماء بعض المحققين الأمنيين والكشف عن تاريخهم في التعذيب والضرب والإهانة، بناءً على صور نشرت في وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني.

الضغط على أقارب القتلى 

وفي الوقت الحالي ومع تشديد الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي ضد ملفات الإعدام وقتل معارضي النظام في الاحتجاجات العامة، وفي ظل تزايد دعم المواطنين لعائلات القتلى، أمر المسؤولون في النظام الإيراني بعدم إقامة مراسم أعياد الميلاد أو ذكرى الوفاة للقتلى.

وبهذا الخصوص، تم إلقاء القبض على سعيد أفكاري شقيق نويد أفكاري بعد تعرضه للضرب على أيدي عناصر الأمن. وكان سعيد قد أعلن في وقت سابق أن أسرته تلقت تهديدات من القوات الأمنية الإيرانية لكي لا تقيم مراسم ذكرى وفاة شقيقه نويد أفكاري.

تناقضات جديدة في قضية نويد افكاري

وتزامنا مع الكشف عن هذه الوثيقة، نشر حساب "1500 صورة" على "تويتر" وثائق تظهر تناقضات في مقاطع الفيديو التي نشرتها وكالة أنباء "فارس" المقربة من الحرس الثوري الإيراني خلال الأيام الأخيرة حول نويد أفكاري وشخص آخر وصفته بـ"المطلع على القضية".

وبعد أن أصبحت هذه التناقضات علنية، قامت "فارس" بحذف مقاطع الفيديو من موقعها.

وفي جزء من مقطع الفيديو الذي نشرته وكالة أنباء "فارس" عن سعيد أرجمند دشتكي، قال إنه صديق لنويد ووحيد أفكاري وقد التقى بهما بعد مقتل حسن تركمان، موظف الحراسة في دائرة المياه والصرف الصحي في شيراز، وقالا له إنهما ضربا هذا الموظف.

التناقض في أسلوب الهجوم

ومن التناقضات في فيديو وكالة أنباء "فارس" أن "المطلع على القضية" نقل عن نويد أفكاري قوله إنه طعن الضحية في "ظهره أو كتفه"، ويأتي هذا بينما تظهر وثيقة الطب الشرعي أنه تلقى ضربة "تحت وخلف أذنه" مما كان "سببا رئيسيا لوفاته".

وبالإضافة إلى ذلك، كانت هناك طعنة أخرى في الذراع اليسرى. كما تم نشر صورة وثيقة الطب الشرعي  من قبل حساب "1500 صورة" على "تويتر".

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحساب ينشر معلومات حول ضحايا الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران.