رئيس البنك المركزي الإيراني: نود تقديم مساعدات دون فائدة.. لكن العقوبات الأميركية لا تسمح
في أعقاب تشديد الانتقادات إزاء عدم كفاية التسهيلات المالية التي تقدمها الحكومة الإيرانية للأسر ذات الدخل المنخفض، خلال أزمة فيروس كورونا، أعلن رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، اليوم السبت 11 أبريل (نيسان)، أنه لن يكون بمقدور الحكومة إلغاء فائدة القرض البالغ مليون تومان، والذي سيتم منحه إلى متلقي معونات الدعم الحكومية الشهرية.
وكتب همتي على صفحته الشخصية في تطبيق "إنستغرام": "إن هذه القروض بسعر الفائدة البالغ 12 في المائة، أصبحت ممكنة بمساعدة البنك المركزي، وتعديل معدلات الاحتياطي القانوني، وانخفاض سعر الفائدة أكثر من هذا غير ممكن، نظرا للمهام الأخرى التي تقع على عاتق البنوك".
واعتبر همتي أن العقوبات الأميركية وانخفاض أسعار النفط وإنفاق الحكومة المترتب على جهود مكافحة فيروس كورونا، كلها أمور تضغط مجتمعة على الميزانية العامة، وتؤدي إلى عدم قدرة الحكومة على خفض الفائدة أكثر من 12 في المائة.
يشار إلى أن الحكومة الإيرانية قررت منح قروض بقيمة مليون تومان بفائدة 12 في المائة إلى متلقي المعونات الحكومية الشهرية، كما ستمنح الحكومة للأسر ذات الدخل المنخفض القرض نفسها بفائدة 4 في المائة فقط، ويأتي ذلك في إطار حزم الدعم المعيشية خلال جائحة كورونا.
يشار إلى أن هذا القرار الحكومي قوبل بانتقادات موظفي الغرف التجارية والمواطنين وبعض البرلمانيين الإيرانيين.
الغرف التجارية لا تستطيع الدفع
وفي السياق، قال رئيس غرفة التجارة في طهران، قاسم نوده فراهاني، في تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء "إرنا"، إن عمال الغرف التجارية طلبوا منه أن يطالب بإلغاء فائدة القرض خلال اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا.
كما لفت إلى الحاجة لتأمين ضد البطالة لمدة 3 إلى 4 أشهر لعمال الغرف التجارية، مضيفًا أن هؤلاء الأشخاص يجدون صعوبة في دفع مبلغ القرض، ناهيك عن دفع الفائدة.
كما دعا البرلمانيان الإيرانيان، حسين علي حاجي دليكاني، ومحمد إسماعيل سعيدي، في وقت سابق، الحكومة الإيرانية إلى إلغاء سعر فائدة القرض المذكور.
وقد اعتبر سعيدي أن هذا النوع من القروض سيعود "بالضرر على الشعب ومتلقي المعونات الحكومية"، بينما وصفه حاجي دليكاني بـ"المقلق".
وتداول بعض نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، منشورات في موقعي "تويتر"، و"إنستغرام"، انتقدوا خلالها عدم كفاية الدعم الحكومي في ظل جائحة كورونا، مؤكدين أنهم سيضطرون إلى الخروج من منازلهم لمواصلة أعمالهم اليومية على الرغم من خطر كورونا.
وأفاد استطلاع للرأي أجراه القسم الاجتماعي والثقافي في بلدية طهران ومركز الفكر (إيسبا) خلال الأيام الماضية، بأن ثلث سكان طهران يواجهون مشاكل في توفير تكاليف معيشتهم اليومية، بينما قال ثلث آخر إنهم سيتحملون هذه الأوضاع حتى شهر أو شهرين فقط.