ردود فعل دولية حول إنهاء الإعفاءات النفطية الإيرانية
بعد أقل من يوم على إعلان الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات النفطية الإيرانية، تداولت الصحف والدوائر الاقتصادية العالمية، اليوم الثلاثاء 23 أبريل (نيسان)، ردود فعل دولية متباينة حول القرار الأميركي.
وكانت أبرز ردود الفعل ما أعربت عنه الرياض وبغداد من استعدادهما لتعويض نقص النفط الذي سيشهده العالم، فيما كانت أنقرة هي الدولة الوحيدة التي عارضت القرار الأميركي.
وبعد تصريح الولايات المتحدة بأن السعودية ستلعب دورًا رياديًا في تعويض إمدادات النفط العالمية، أيد وزير النفط السعودي التصريحات الأميركية، مؤكدًا المتابعة الدقيقة لتطورات سوق النفط، وقال إن السعودية واثقة من "وجود ما يكفي من النفط في السوق للمستهلكين، وتضمن استقرار الأسواق النفطية".
ومن جهة أخرى، اتخذ العراق، ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في أوبك، موقفًا مماثلاً للمملكة العربية السعودية، وأعلن عن استعداده لزيادة صادراته النفطية البالغة 250 ألف برميل يوميًا، لتعويض نقص النفط.
وقد اتخذ العراق هذا الموقف، رغم أن رئيس الوزراء العراقي، اتفق مع الجانب الإيراني، خلال زيارته الأخيرة لطهران، على تعزيز العلاقات التجارية، علمًا بأن العراق یستفيد في الوقت الراهن من الإعفاء من خلال شراء الكهرباء والغاز من إيران.
وفي السياق، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القرار الأميركي بأنه "مهم للغاية" لبلاده.
أما تركيا فقد وصفت الولايات المتحدة بـ"المسوّق النفطي للبلدان الأخرى"، وقالت إنه من الصعب على أنقرة تغيير مواردها النفطية.
ورفض وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بإنهاء الإعفاء من العقوبات الأميركية بداية من 2 مايو (أيار) المقبل، مؤكدًا أن "هذا القرار یعارض قوانین منظمة التجارة العالمية ولا يخدم السلام والأمن في المنطقة".
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان لها، أنها ستواصل المباحثات لتمديد الإعفاء.
كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية، بأن سيول تعتمد على إيران في مجال المكثفات الغازية، موضحًا أن المحادثات تجري باستمرار على جميع المستويات مع الولايات المتحدة، لتمديد الإعفاءات.
وقالت الهند، التي کانت تصر سابقًا على تمديد الإعفاءات الأميركية، إنها أجرت دراسات حول الآثار المترتبة على القرار الأميركي، وإنها لن تواجه مشكلة في توفیر النفط البدیل.
وقد صرح وزير النفط والغاز الطبيعي الهندي، دارمندرا برادان، الیوم الثلاثاء 23 أبریل (نیسان)، بأن الهند ستحصل على إمدادات إضافية من دول رئيسية منتجة للنفط وذلك لتعويض إمدادات النفط الإيراني.
وقال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الیاباني، هيروشيجي سيكو، للصحافيين إن الیابان لن تواجه مشکلة بعد القرار الأميركي.
وطالبت الولايات المتحدة، أمس الاثنين، أن يوقف جميع مشتري النفط الإيراني وارداتهم، بحلول أول مايو (أيار)، أو مواجهة عقوبات واشنطن، في مسعى لتجفيف منابع إيرادات طهران من النفط، مما دفع أسعار خام القياس العالمي لأعلى مستوياتها في ستة أشهر.
إلى ذلك، طمأن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أسواق النفط بعد قرار وقف تمديد الإعفاءات، وقال إن السعودية ودولا أخرى في "أوبك" ستعوّض تمامًا أي نقص في إمدادات النفط الإيراني.