روحاني ورئيس القضاء الإيراني يحذران من "الأعداء المندسين" في الجمعيات الخيرية
التقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ورئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، في لقاءين منفصلين مع ممثلين عن الجمعيات الخيرية، ووجها تحذيرات أمنية إلى هذه الجمعيات من "الأعداء المندسين"، ودخول أشخاص "فاسدين" إلى الجمعيات المذكورة.
وخلال لقائه، اليوم الأحد 10 مايو (أيار)، مع بعض اللجان الشعبية والمجموعات الجهادية، قال رئيسي: "إن بعض التيارات المناوئة للثورة- بناء على طلب أعدائنا- تسعى إلى تشكيل مجموعات تنشط في المجال الخيري الذي يجلب رضاء الناس".
وأَضاف: "عندما ندرس جذور وغاية هذه الأمور، نجد أنهم لا يسعون إلى الإحسان للناس بل إلى أمور ضارة".
واعتبر رئيس السلطة القضائية أن زيادة الجمعيات الخيرية من "محاور" تخطيط أميركا وأوروبا لتحقيق "أهدافهما السياسية وفسادهما" في إيران.
ومن جهته، وجه الرئيس الإيراني، أمس السبت، أيضًا تحذيرات أمنية مماثلة، خلال لقائه مع الجمعيات الخيرية واللجان الشعبية.
وأشار روحاني إلى ضرورة بناء "الثقة والمصداقية" من قبل الجمعيات الخيرية، داعيا إلى منع دخول "أشخاص فاسدين" إلى هذه الجمعيات.
وقال: "قد يستغل أشخاص الأعمال الخيرية ويسيئون استخدامها.. يجب أن لا نسمح لهم".
يشار إلى أن تحذير الرئيس الإيراني ورئيس السلطة القضائية إلى اللجان الشعبية يأتي بعدما ضاعفت الجمعيات الخيرية عملها من أجل مساعدة المحتاجين والمصابين وذوي الدخل المنخفض، بعد تفشي فيروس كورونا وتفاقم الأوضاع المعيشية لدى هؤلاء المواطنين.
وكان مركز دراسات البرلمان الإيراني قد أعلن، في وقت سابق، أن التداعيات الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا سيكون لها تأثير أكبر على الأوضاع المعيشية لذوي الدخل المنخفض في المجتمع.
وفي ظل هذه الأوضاع المتفاقمة، أثارت التحذيرات التي أطلقها روحاني ورئيسي حول قضية "الأعداء المندسين" في الجمعيات الخيرية، أثارت مخاوف بشأن احتمال مواجهة نشاط هذه اللجان ومنعها من مساعدة الناس.
طرح قضية المندسين.. وطرد "أطباء بلا حدود"
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد بعث سابقا برسالة بمناسبة عيد النوروز، تزامنًا مع اندلاع تفشي فيروس كورونا في إيران، وجه خلالها اتهامات بـ"تخليق نسخة خاصة لإيران من فيروس كورونا"، ودور الولايات المتحدة في تخليقها.
وعقب تحذير المرشد الإيراني، وصف عدد من المسؤولين العسكريين والسياسيين في إيران استمرار أنشطة منظمة أطباء بلا حدود بأنه إهمال خطير، وطالبوا بإخراجهم.
وأدى هذا الموضوع إلى إصدار أوامر رسمية تم بموجبها وقف أنشطة هذه المنظمة التطوعية التي كانت قد سافرت إلى إيران من أجل بذل المساعدات للمصابين بفيروس كورونا.
أما الآن ومع استمرار هذا الوباء ومواصلة اللجان الشعبية والخيرية عملها من أجل مواجهة التداعيات الاجتماعية والمعيشية، فيبدو أن تحذيرات المسؤولين الإيرانيين يمكن أن يكون لها عواقب أمنية جديدة على النشطاء في هذا المجال.
يذكر أن الحكومة الإيرانية سبق لها أن تعاملت مع ناشطين مدنيين متطوعين ممن سعوا إلى بذل المساعدة في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحة والبيئة ومواجهة الأزمات، واعتقلت عددًا منهم.
وفي عام 2008، سافر الطبيب والأستاذ الجامعي في جامعة نيويورك والخبير الصحي الدولي، كاميار علائي، إلى إيران مع شقيقه آرش علائي، من أجل العمل في مجال الوقاية من مرض الإيدز، ولكن تم اعتقاله من قبل القوات الأمنية الإيرانية.
إلى ذلك، اعتقلت القوات الأمنية في عام 2017 كلا من النشطاء البيئيين: سام رجبي، وأمیر حسین خالقي، وهومن جوکار، وسبیده کاشاني، ونیلوفر بیاني، وطاهر قدیریان، وعبد الرضا کوهبایه ومراد طاهباز، وتمت إدانتهم بالسجن لمدد تتراوح بين 4 إلى 10 سنوات.