أكد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية، أنه "إذا كان جو بايدن يريد الوفاء بالتزامات الولايات المتحدة، فيمكننا العودة فورًا إلى جميع التزاماتنا بالاتفاق النووي".

وأضاف: "هذه العملية ورفع العقوبات لا يستغرقان وقتا طويلًا على الإطلاق، وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تصبح عضوًا في الاتفاق النووي، فنحن مستعدون لمناقشة كيف يمكنها أن تصبح عضوًا في هذا الاتفاق".

وقال ظريف: "إذا أصبح جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة وتولى منصبه في البيت الأبيض، فيمكنه رفع جميع العقوبات بثلاثة أوامر تنفيذية".

وشدد وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "إيران" الموالية للحكومة، على أن "الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بوضع شروط"، وقال: ولكن ما هو تلقائي ولا يتطلب مفاوضات أو شرطًا هو أن الولايات المتحدة، كعضو في الأمم المتحدة، يجب أن تنفذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 ولا تحتاج إلى أن تكون عضوًا في الاتفاق النووي، مثل اليابان، التي ليست عضوًا في الاتفاق ولكنها ملتزمة بتنفيذ القرار 2231.

وأكد أنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها [تنفيد القرار 2231]، فإن ما نقوم به سيكون سريعًا، أي إننا سنعود إلى الالتزامات في الاتفاق النووي. هذا لا يحتاج إلى التفاوض، ولكن "الخطوة التالية التي تحتاج إلى التفاوض هي عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي".

وأضاف ظريف أن الولايات المتحدة "من أجل العودة إلى الاتفاق النووي والامتيازات التي كانت تتمتع بها في هذا الاتفاق، يجب أن تعيد هذه الامتيازات، لأن دونالد ترامب فقد تلك الامتيازات ويجب على جو بايدن الحصول عليها إذا أراد ذلك".

وأضاف ظريف: "إنه لأمر جيد جداً أن بايدن يريد العودة إلى الاتفاق النووي، وجزء من ذلك هو الوفاء بالتزاماتهم كعضو في الأمم المتحدة، ويجب عليهم رفع العقوبات. يجب وقف أفعال ترامب الهدامة، في انتهاك للقرار 2231 . ثم هناك الجزء الثاني وهو الاتفاق النووي الذي إذا أرادوا العودة إليه، فليسوا في وضع يسمح لهم بوضع شروط ".

وقال في تأكيده على أن "الطرف الذي يمكنه وضع شروط هو إيران": "يجب أن تكون إيران راضية ويجب أن يقتنع باقي أعضاء "4 + 1" بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، لكن يجب على الولايات المتحدة الوفاء بالتزاماتها وليس لديها خيار آخر. خيار أميركا هو العودة".

وقال ظريف: بالطبع، فإن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ليست مستحيلة، وسوف يرحب الجميع بالتأكيد بالولايات المتحدة التي تحاول تحقيق هذا الامتياز، لكن يجب على الولايات المتحدة العمل، ويجب أن يُتخذ إجراء من جانب الولايات المتحدة يظهر أن الاتفاق النووي ليس بابًا دوّارًا للدخول من جانب والخروج من الجانب الآخر، إنه مثل شباك التذاكر السينمائي حيث يتعين عليك الحصول على تذكرة للدخول.

وشدد ظريف على أنه "يجب أن يكون واضحًا أن إيران لا تقبل الشروط"، وأضاف "إننا لا نشتري حصانًا مرتين ولا نبيعه مرتين. ما في الاتفاق النووي هو نتيجة مفاوضات طويلة". "أولئك الذين تفاوضوا في الاتفاق النووي لم يقرأوا الاتفاق كلمة بكلمة فحسب، بل ناقشوا كل كلمة فیه".

وأشار إلى أن "قضية الصواريخ وقضايا إقليمية لم تُستبعد بسهولة من المفاوضات"، وقال إنه خلال المحادثات التي سبقت الاتفاق النووي "لم يكن لدى الأميركيين والغرب ما يقولونه بشأن هذه القضايا. 

وقال ظريف أيضًا إن "القيود" في الاتفاق النووي كانت موضع نقاش كبير وتمت مناقشتها كلمة كلمة والتوصل إلى نتيحة، وإن "الأميركيين لا يمكنهم تجاهل هذه الحقائق، لكن "دونالد ترامب تطرّف وابتكر أدبيات جديدة، وللأسف البعض يواصل هذه الأدبيات".

كما أضاف ظريف أن "جو بايدن لم يتمكن بعد من نشر فريقه، وقد يستغرق وقتًا أطول. إذا استقر بايدن وأراد الوفاء بالتزاماته بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231، فيمكننا أيضًا العودة فورًا إلى التزاماتنا الكاملة بالاتفاق النووي، وهذه العملية لا تستغرق وقتًا طويلًا على الإطلاق".

وقال وزير الخارجية الإيراني: إن ما يُقال عن أن الرئيس القادم للولايات المتحدة لن يكون قادرًا على رفع بعض العقوبات الأميركية هو مجرّد شائعات".