بعثت أسر قتلى الاحتجاجات في إيران، وضحايا الطائرة الأوكرانية، وكذلك أسر السجناء السياسيين في إيران، برسالة بمناسبة العام الإيراني الجديد، طالبوا خلالها بإنهاء "الظلم والجور" في إيران وكذلك تحقيق "الحرية والسلام" للجميع.

ودعت السيدة إيران الهياري، والدة مهرداد معين فر، أحد المقتولين في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، في رسالتها بمناسبة عيد النوروز؛ دعت الشعب الإيراني إلى "الوقوف بوجه الظلم والجور" كما "لم يقف ابنها مكتوف الأيدي بوجه الظلم والجور". وتمنّت للشعب الإيراني "السلام والهدوء والصداقة" في العام الجديد.

كما أطلق منوشهر بختياري، والد بويا بختياري، أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019 في إيران، على العام الجديد عام "لا للجمهورية الإسلامية".

وقال إنه يأمل أن تكون هذه التسمية "رمزًا لإنهاء 43 عامًا من العذاب والفقر والجوع والبؤس التي ألحقها هؤلاء الظالمون عديمو الضمير الأجانب، بأرضنا الطيبة".

وشدد "بختياري" أيضًا على أن "الحركة المطالِبة بالعدالة للشعب الإيراني ستسعى دائمًا من أجل حرية الشعب وإحياء هذه الأرض مجددًا حتى الإطاحة بالنظام الفاسد والإجرامي".

وفي رسالتها بعيد النوروز، أعربت فرزانه أنصار فر، شقيقة فرزاد أنصاري فر، أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019، عن تمنياتها "بالسلام والطمأنينة والصحة، وقبل كل شيء الحرية" للشباب الإيراني.

وقالت مخاطبةً مسؤولي النظام الإيراني: "لم تقتلوا فرزاد فقط، بل مزقتم أسرتي أيضًا، وسلبتم منا كل التمنيات والسعادة التي كنا نشعر بها بوجود فرزاد. لقد أخذتم الضحك من شفاهنا وأعطيتمونا دموعًا وتنهدات ودمًا وأنينًا".

وتابعت مخاطبة قوات النظام: "بأي سعادة تحتضنون أطفالكم وتقبّلونهم وتهنئونهم بينما تحطمون أدمغة فلذات أكباد الآباء والأمهات".

من جانبه، قال حامد إسماعيلون، الذي لقيت زوجته وابنته مصرعهما في حادث تحطم الطائرة الأوكرانية بصاروخ الحرس الثوري، في رسالته بمناسبة النوروز، التي حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"، إن العام الماضي كان عامًا صعبًا للإيرانيين وعائلات الرحلة 752.

وهنأ "إسماعيليون" جميع أولئك الذين يحتفلون بالنوروز، معربًا عن أمله في أن يكون العام الإيراني الجديد "عام اكتشاف الحقيقة وعام تحقيق العدالة لعائلات الضحايا وكل الذين تعرّضوا للقمع والظلم".

من جهتها، بعثت فرنغيس مظلوم، والدة السجين السياسي سهيل عربي برسالة بمناسبة النوروز، قالت خلالها إنها ووالدة سجين سياسي آخر ذهبتا إلى سجن إيفين لمد مائدة النوروز (هفت سين) هناك، لكن القوات الأمنية منعتهما من القيام بذلك. ومع ذلك، فقد تمكنتا من مد المائدة أبعد قليلًا من سجن إيفين تخليدًا لذكرى ابنيهما المسجونيْن داخل السجن.

وهنأت والدة سهيل عربي بالعام الجديد، معربةً عن أملها في "أن يكون هذا العام عام حرية وأن نعيش معًا في سعادة".

وفي رسالة بمناسبة نوروز أرسلتها إلى "إيران إنترناشيونال"، تمنت شايا غولدوست، المتحولة جنسياً والناشطة في القضايا الجنسية، أن يكون العام الجديد عام "الحرية والمساواة للجميع".

كما أعربت عن أملها في بذل جهد جماعي "لفهم الآخرين وقبول الأشخاص الذين يعيشون من حولنا، على الرغم من كل الاختلافات بيننا وبين بعضنا البعض".

وأكدت الناشطة في قضايا الجنسين أن "العالم مكان جميل على الرغم من هذا التنوع والاختلافات، وسيكون العالم الملون بطبيعة الحال عالمًا أكثر جمالًا لنا جميعًا."

وقال محمد شريفي مقدم، وهو صوفي جونابادي معتقل، في رسالة صوتية من السجن: "لم أعد في الحبس الانفرادي مثل العام الماضي، والآن لديّ الفرصة للجلوس على مائدة النوروز (هفت سين) مع سجناء العنبر العام".

وتابع: في الأعياد الأربعة التي قضيتها في السجن، لم يمر عام لم أشعر فيه بحزن جديد من الغيابات والخسائر. هذا العام أيضًا، سأحيي ذكرى أيتام بلوشستان، ووالدات بهنام ونويد ومهدي وغيرهم ممن قُتلوا على يد الجبناء المتوحشين، وسنوات الدم التي تتوالى".

وأكد السجين السياسي: "يذكّرنا التاريخ بالسنوات التي لم يكتف فيها النظام بالاستغلال وكان بحاجة إلى دم الإنسان للبقاء على قيد الحياة، فكم فقدنا من الأعزاء. هذا العام الجديد أيضًا سأتخيل وقتًا أجمل لا تُكسَر فيه أيدي الكتّاب، ولا تمزَّق فيه صدور المطالبين بالحرية، ولا يتم فيه قطع رؤوس المتظاهرين، معنا أو بدوننا".

يذكر أن مائدة مائدة النوروز (هفت سين) التي رتبتها بهيه نامجو، والدة نويد أفكاري، على قبره، حظيت باهتمام كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان نويد أفكاري قد اعتقل خلال احتجاجات أغسطس (آب) 2018، وأُعدم في سبتمبر من العام الماضي، على الرغم من تدشين حملة افتراضية واسعة النطاق تطالب بالعفو عنه، ولا يزال شقيقاه حبيب ووحيد أفكاري في الحبس الانفرادي.