كندا: التحقيق الإيراني في إسقاط الطائرة الأوكرانية ليس مستقلًا ولا شفافًا
قالت الحكومة الكندية في تقرير جديد حول إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري إن النظام الإيراني لا يحقق بشكل صحيح في إسقاط الطائرة، ولا تزال العديد من الأسئلة بلا إجابة.
وقال رالف غودايل، وزير السلامة العامة الكندي السابق، الذي تم تعيينه ممثلًا خاصًا لكندا في قضية إسقاط الطائرة الأوكرانية، "لم يتم الكشف عن العديد من التفاصيل الرئيسية لهذا الحادث المروع بعد".
وصرح بأن "إيران مسؤولة عن هذا الوضع ولم تُجرِ تحقيقاتها (الأمنية والجنائية) بشكل مستقل وموضوعي وشفاف، والأسئلة المهمة لم تتم الإجابة عنها".
وأشار "غودايل" في تقريره إلى أنه كان على إيران أن توضح كيف قيّمت خطر الطائرات المدنية في مجالها الجوي وما هي التعليمات التي وجهتها لمشغلي الدفاع الجوي.
وأضاف: "كان على إيران أن توضح سبب تركها المجال الجوي مفتوحًا في ذلك التوقيت، ولماذا بالضبط قرر الحرس الثوري تدمير تلك الطائرة".
وشدد "غودايل" على أن كندا - إلى جانب دول أخرى فقدت مواطنيها في هذا الحادث - مارست ضغوطًا على إيران لتقديم "شرح كامل وواضح لما حدث بالضبط" بالإضافة إلى دفع تعويضات، والاعتذار رسميًا.
وأضاف التقرير: "في هذه القضية، بقدر ما هو واضح، هناك دلائل على عدم الكفاءة واللامبالاة وعدم الاحترام المتعمد لحياة البشر".
وقال غودايل إنه بالنظر إلى قطع العلاقات بين كندا وإيران بسبب دعم إيران لـ"الإرهاب الحكومي"، فإن هذا جعل القضية "صعبة ومعقدة" بالنسبة لأوتاوا.
وفي إشارة إلى أن إيران رفضت تقديم معلومات في الأيام الأولى للإسقاط، قال التقرير إن النظام الإيراني لم يقبل المسؤولية عن المأساة الدموية إلا عندما "واجه أدلة دامغة".
وذكر التقرير أن "إيران وجهت اتهامات لستة أشخاص على صلة بإسقاط الطائرة، لكن لم يتم تقديم مزيد من التفاصيل، بما في ذلك: من هم وما هي مسؤولياتهم ومواقفهم وما هي الأدلة المتوفرة ضدهم وما هي دفاعاتهم، وكذلك ما هو الإجراء القضائي الدقيق في تحديد الجاني؟".
وفي إشارة إلى مزاعم أُسَر الضحايا بأنهم تعرضوا للتهديد وأنهم يعتبرون إيران مسؤولة عن التهديدات، دعا غودايل الشرطة الكندية ووكالات الأمن القومي إلى التحقيق في أي تهديدات أو مضايقات وتقديم الجناة إلى العدالة.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الكندي فرانسيس فيليب شامبين في مقابلة مع قناة "سي بي إس" عن شكوكه في دقة التحقيق الإيراني. وقال "أنا أشكك في كل ما يقولونه ولا يهمني المظهر. لديَّ العديد من الشكوك لأنهم لم يردوا على كثير من الأسئلة".
وقال "شامبين" في المقابلة إنه لا يعتقد أن الحادث ناجم عن "خطأ بشري"، لكنه لم يعلق على السبب المحتمل.
وقال: "رأينا أن الصواريخ أُطلقت على الطائرة، وهذا يثير كل أنواع الأسئلة بالنسبة لي".
جدير بالذكر أن رحلة الخطوط الجوية الدولية 752 كانت رحلة ركاب دولية مجدولة من طهران إلى كييف تديرها الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية. وفي 8 يناير (كانون الثاني) 2020، أسقط الحرس الثوري طائرة تلك الرحلة، وهي من طراز بوينغ 737-800، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، وأرجع الحادث إلى خطأ بشري.