مشهد تنتظر "كارثة رهيبة".. والرئيس الإيراني يصف قرارات حكومته في مجال كورونا بـ "الحكمة الجماعية"
في أعقاب أزمة كورونا في إيران وامتلاء المستشفيات في العديد من مراكز المحافظات، حذرت منظمة النظام الطبي في مشهد، شمال شرقي إيران، من "كارثة مروعة" في هذه المدينة.
وفي بيان لها يشير إلى النقص الحاد في أسرّة المستشفيات والمرافق الطبية في المدينة، وصفت منظمة النظام الطبي في مشهد، يوم السبت 31 يوليو (تموز)، حالة الطاقم الطبي بأنها "لا توصف"، وأفادت بأنهم يصابون تدريجياً بكورونا على الرغم من تلقي جرعتين من اللقاح.
وفي إشارة إلى وفاة 70 مواطنًا من مدينة مشهد في يوم واحد، طالب البيان المسؤولين بإغلاق المدينة تمامًا لمدة أسبوع على الأقل وسد جميع مداخل ومخارج المدينة "بشكل حقيقي"، بما في ذلك طريق السكك الحديدية، والطرق البرية والجوية وإنشاء مراكز علاج مؤقتة لاستشفاء المرضى.
ويبدو أن تركيز منظمة النظام الطبي في مشهد على إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى هذه المدينة يرجع إلى تدفق المرضى من المدن والمحافظات الأخرى، وخاصة محافظة بلوشستان.
وقال مدير العلاقات العامة في جامعة مشهد للعلوم الطبية، حميد رضا رحيمي، اليوم السبت، إن 30 في المائة من المرضى الذين تم إدخالهم إلى مستشفيات مشهد ليس لديهم الرمز الوطني لهذه المدينة، مضيفاً أن 67 في المائة من فنادق مشهد تؤكد حدوث موجة من الرحلات إلى مشهد لا يمكن السيطرة عليها.
وفي الأيام الأخيرة، نشر مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية مقاطع فيديو تظهر مرضى كورونا مستلقين في حديقة مستشفى الإمام الرضا في مشهد.
وقد أكد "رحيمي" هذه التقارير، قائلاً إن عددًا من المرضى الذين ليس لديهم مكان للجلوس للحصول على حقنة "رمدیسیویر" وجب أن ينتظروا في طابور في المساحة الخضراء بالمستشفى.
كما أعلنت فاطمة نوروزيان، المتحدثة باسم جامعة هرمزكان للعلوم الطبية، السبت، أن معدل وفيات كورونا في المحافظة ارتفع بنسبة 81 في المائة في الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع السابق، مضيفةً أنه في الأسبوعين الماضيين، زاد عدد حالات الرقود في مستشفيات هذه المحافظة بنسبة 24 في المائة وزاد عدد الراقدين في وحدة العناية المركزة بنسبة 19 في المائة.
في غضون ذلك، تم الإعلان أن وضع كورونا في طهران حرج، لدرجة أنه وفقًا لما ذكره مسؤولون في بعض مستشفيات العاصمة، بما في ذلك مستشفى الخميني، كان هناك نقص في الأسرّة في الأسابيع الأخيرة.
وقال خسرو صادق نيت، رئيس مجمع مستشفيات الخميني، يوم السبت، إن الوضع صعب وإنه كان هناك ضغط كبير على الطاقم الطبي.
كما أفاد بنقص المرافق الطبية في المستشفى، بما في ذلك الأكسجين، قائلاً إنه بسبب ارتفاع تكلفة توفير الأكسجين، فقد ارتفع سعر الأكسجين السائل، مما دفع المصانع إلى طلب ثمنه بشكل نقدي، وعندما يعاني المستشفى من مشكلة في السيولة، نواجه مشكلة في توفير الأكسجين.
وفي الأسابيع الأخيرة، ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس "دلتا" بشكل حاد في جميع أنحاء البلاد، مع قفزة مفاجئة في عدد الضحايا.
وبحسب آخر إعلان صادر عن وزارة الصحة يوم الجمعة 30 يوليو (تموز)، ارتفع عدد المدن الحمراء من 232 إلى 285 مدينة.
وتتواصل الزيادة في إحصائيات كورونا فيما تسير عملية التطعيم في إيران بشكب بطيء حتى الآن، ووفقًا لوعد المسؤولين فمن المتوقع أن تتسارع هذه العملية في الأسابيع المقبلة.
وفي هذا الصدد، دافع حسن روحاني، السبت، في الاجتماع الأخير للمقر الوطني لكورونا، عن قرارات حكومته في مجال كورونا، واصفًا إياها بـ "الحكمة الجماعية"، قائلاً إنه لا يمكن إيجاد حالة فيها "تتعارض مع المبادئ العلمية أو تتجاهل التجربة العالمية".