نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية: خطة مواجهة "البلطجية" مطلب المرشد
بالتزامن مع تنفيذ خطة التجول بالمتهمین بـ"البلطجة" في شوارع العاصمة طهران وبعض المدن الإيرانية الأخرى، أعلن مجيد مير أحمدي، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون المخابرات والأمن، عن وجود خطة تنظيمية أقرها "مجلس الأمن القومي" لـ"محاربة البلطجة" في عموم البلاد، قائلاً "إن المرشد علي خامنئي هو الذي طالب بهذه الإجراءات".
وفي هذا السياق، قام عدد من عناصر وحدة الشرطة الخاصة، الثلاثاء 6 أكتوبر (تشرين الأول)، بالتجول بعدة أشخاص متهمين بـ"البلطجة" في شاحنة صغيرة بمنطقة مشيريه بطهران. وتعد هذه هي ثالث قضية يتم فيها التجول بمتهم بـ"البلطجة" في الأيام القليلة الماضية.
وفي وقت سابق من يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، نشر نادي مراسلي الإذاعة والتلفزيون مقطع فيديو وصورًا للتجول بالمتهمين بـ"البلطجة" في حي طهران بارس، وكتب أنه أثناء التجول بهؤلاء المتهمين، "اعتذر البلطجية، الذين أصبحوا الآن فئرانًا، اعتذروا للناس عن أعمالهم الشريرة".
يشار إلى أنه خلال احتجاجات عام 2009، بعد تعيين حسين همداني قائدًا لفيلق محمد رسول الله، حددت القوات الخاصة بالعاصمة عددًا من المتهمين بالبلطجة ووضعتهم تحت سيطرتها.
وقال همداني، الذي قُتل في سوريا عام 2015، إنه خلال احتجاجات عام 2009، "فعلنا شيئًا في العمل الاستخباراتي أحدث ضجةً في طهران؛ حددنا وسيطرنا على 5000 شخص كانوا حاضرين خلال أعمال الشغب، لكنهم لم يكونوا أعضاء في الأحزاب والحركات السياسية، بل كانوا من الأوغاد والبلطجية. وفي اليوم الذي تصدر فيه دعوة للمظاهرات، تتم السيطرة عليهم ولا يُسمح لهم بمغادرة المنزل".
وقال همداني، قبل وفاته، في إحدى مقابلاته: "ثم جعلتهم أعضاء في ثلاث كتائب. وقد أظهرت هذه الكتائب الثلاث أنه إذا أردنا تربية مجاهدين، يجب علينا تجنيد هؤلاء الذين يتعاملون مع السكاكين والهراوات".
إلى ذلك، صدرت تقارير مختلفة عن انتشار هذه القوات في سوريا خلال الفترة التي تولى فيها حسين همداني قيادة الحرس الثوري في سوريا.
ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الإيرانيون أنه في أعمال الشغب في المدن أو الاحتجاجات على مستوى البلاد، ينضم جزء كبير من البلطجية إلى المتظاهرين، كما قال مجيد مير أحمدي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، قبل أسبوع، في اجتماع مع إمام جمعة أصفهان، يوسف طباطبائي، لقد "تم التوصل إلى أدلة تشير إلى دعم البلطجية من قبل الجماعات المعادية للثورة".
وكانت الشرطة الإيرانية قد قامت بتنفيذ خطتها التي أطلقت عليها اسم "مواجهة الأراذل والغوغائيين" في منطقة "طهران بارس"، شمال شرقي العاصمة طهران، بعد أسابيع من طرح هذه الخطة في وسائل الإعلام المحلية.
وفي هذا السياق قال قاسم رضائي، نائب قائد قوات الشرطة، إن "لجنة مواجهة الأراذل والغوغائيين" قد عقدت اجتماعًا في هذا الخصوص.
وذكر المسؤول في سلك الشرطة الإيرانية أن الغاية من هذه الخطة هي خلق "الرعب والإرهاب في قلوب الذين يخلون بالأمن والاستقرار في المجتمع".
وقال حسين رحيمي، رئيس شرطة طهران، يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي: "سنمرغ في التراب أنوف الأراذل والغوغائيين الذين يتطاولون ويعربدون".
وخلال العقود الأخيرة قامت السلطات الإيرانية بين الحين والآخر بتنفيذ خطة تطلق عليها اسم "مواجهة الأراذل والغوغائيين"، وتعرض لقطات من ضرب هؤلاء الأفراد أثناء اعتقالهم وتنشرها في وسائل الإعلام المحلية.
ويرى حقوقيون أن مثل هذه الإجراءات هي مخالفة للقانون وفيها انتهاك لحقوق هؤلاء الأفراد، ويرى مراقبون آخرون أن مثل هذه الخطط لن يكون لها تأثير في تراجع نسب الجريمة في المجتمع.
وبالتزامن مع خطة قوات الشرطة، أعلن الحرس الثوري تشكيل لجان خاصة تحت اسم "فرق الاقتحام" في مدن ومحافظات مختلفة وادعى أن الهدف من هذه الإجراءات هو "مواجهة السرقة والنهب"، و"مواجهة الأراذل والغوغائيين" في المدن والأحياء الإيرانية.
ومع ذلك يتخوف بعض المراقبين من أن يكون الهدف من هذه الخطط والإجراءات هو الاستعداد لـ"منع ومواجهة الاحتجاجات ضد الحكومة" التي من المتوقع أن تندلع في إيران إثر تدهور الوضع المعيشي والارتفاع الكبير في الأسعار.
وكان بعض قادة الحرس الثوري قد أقروا في أوقات سابقة أنه تمت الاستفادة من "الأراذل والغوغائيين" لمواجهة الاحتجاجات والمظاهرات المناهضة للنظام.