ملف صوتي تحصل عليه "إيران إنترناشيونال": يكشف استخدام البلطجية لقمع معتقلي 2009
حصلت قناة "إيران إنترناشيونال" على ملف صوتي يظهر أن السلطة القضائية الإيرانية استخدمت البلطجية الذين قام الحرس الثوري بتنظيمهم، لقمع المعتقلين في احتجاجات عام 2009.
وفي هذا الملف الصوتي، يتطرق علي هاشمي، النائب الأسبق في وزارة الاستخبارات الإيرانية، ورئيس لجنة الأمن في مجمع تشخيص مصلحة النظام في عام 2009، إلى كيفية استخدام "البلطجية" في قمع احتجاجات الشعب، وكذلك مأساة سجن كهريزك.
وأشار هاشمي في الملف الصوتي إلى تصريحات حسين همداني، أحد قادة الحرس الثوري الذي لقي حتفه في سوريا، والذي قال حول قمع الاحتجاجات الشعبية في عام 2009 إنه تم تحديد 5 آلاف شخص ممن وصفهم بـ"الأشرار والأوباش"، وتم استخدامهم لقمع هذه الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في إيران آنذاك.
وقال: "إذا أردنا تدريب المجاهدين، يجب توظيف هؤلاء الذين يتعاملون مع الأسلحة البيضاء والسواطير على الدوام".
كما أشار هاشمي في هذا الملف الصوتي إلى قمع المشاركين في أحداث السكن الطلابي لجامعة طهران عام 1999، التي تم خلالها توظيف "البلطجية" لقمع الطلاب، حيث جاء توظيف البلطجية عام 2009 بناء على تجربة أحداث سكن جامعة طهران.
وأضاف هاشمي في الملف الصوتي أنه "تم استخدام 250 شخصا من البلطجية والأوباش لإسقاط الطلاب الجامعيين من أعلى مباني السكن الجامعي".
وأردف أن تجربة تنظيم "البلطجية" تم استخدامها بعد أحداث عام 1999، خلال الاحتجاجات الشعبية في عام 2009. كما تم توظيف هؤلاء الأشخاص في الاحتجاجات العارمة التي اندلعت عام 2017، و2018، و2019.
وفي عام 2007 أيضا، تم تنفيذ مشروع تحت اسم "تعزيز الأمن الاجتماعي" حيث تم خلاله جمع مئات الأشخاص من البلطجية والمتواطئين معهم، وعلقوا أباريق في أعناقهم وتجولوا بهم في المدينة ثم قاموا باحتجازهم في سجن كهريزك.
ونقل هاشمي عن همداني قوله، إنه تم تدريب هؤلاء البلطجية لاحقًا في 3 كتائب، مثل الباسيج، لقمع الاحتجاجات الشعبية "دفاعًا عن النظام".
يشار إلى أن علي هاشمي شغل في عام 2007، منصب رئيس لجنة الأمن في مجمع تشخيص مصلحة النظام. وكان هاشمي قبل أحداث عام 2009 وبعد التعامل مع البلطجية، قد طلب من أحمد رضا رادان، نائب قائد الشرطة الإيرانية آنذاك، الإدلاء بإيضاحات حول هذه القضية وتمكن رادان من إقناعهم بأن هؤلاء "الأوباش والبلطجية" أشرار خطيرون.
ولكن بعد قمع الاحتجاجات الشعبية في عام 2009، نقل أحد الناجين من أحداث مركز اعتقال كهريزك ويدعى أميد رسولي، إلى علي هاشمي وعدد من أعضاء لجنة الأمن التابعة لمجلس تشخيص مصلحة النظام، ما قامت به قوات العميد همداني مع المعتقلين.
يذكر أنه في عام 2009 أصدر المدعي العام آنذاك في طهران، سعيد مرتضوي، أوامر باعتقال المحتجين على نتائج الانتخابات الرئاسية، وتم تعذيب المعتقلين في سجن كهريزك، جنوب شرقي طهران، بناء على أوامره، مما أدى إلى وفاة عدد من الشباب المعتقلین الذین نقلوا إلى السجن في الساعات الأولى من الاحتجاجات. ومنذ ذلك الحين تحول اسم كهريزك إلى إحدى المفردات الأكثر تداولاً في إيران، عقب أحداث الانتخابات الرئاسية عام 2009.
ووصف هاشمي في هذا الملف الصوتي حادثة كهريزك بأنها "جريمة وكارثة". وقال لو كانت "تصريحات هذا الشخص [أميد رسولي] قد انتشرت آنذاك، لحرق الناس النظام الإيراني بالكامل. هذا بخصوص أحداث كهريزك، ناهيك عما حدث في الشارع".
ويأتي نشر هذا الملف الصوتي تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لقتل السجين السياسي علي رضا شير محمدي، الذي تم قتله على يدي سجينين من البلطجية طعنا بالسكين.
وبعد جريمة القتل هذه، تم عزل رئيس سجن طهران الكبير من منصبه لعدم مراعاته مبدأ الفصل بين الجرائم، ولكن بعد عام، مع اندلاع الاحتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 قاموا بنقل المعتقلين في الاحتجاجات إلى عنبر السجناء الجنائيين مجددا.