قال كيومرث حيدري، قائد القوات البرية للجيش الإيراني، إن الجيش، بموافقة رئيس أركان القوات المسلحة، شارك في قمع الاحتجاجات وأعمال الشغب في المدن، ووصف ذلك بأنه عمل "مشرف" وعلامة على "الولاء".

وفي كثير من الأحيان، قام الحرس الثوري والباسيج مع عدة قواعد أمنية، منها قاعدة الإمام علي وقاعدة ثار الله، والوحدات الخاصة مثل كتائب الإمام علي وكتائب عاشوراء وكتائب الزهراء وكتائب الإمام الحسين والشرطة، مع الوحدة الخاصة ووحدة الإغاثة، بقمع الاحتجاجات.

لكن في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لمكتب حفظ ونشر أعمال علي خامنئي، أكد كيومرث حيدري قائد القوات البرية للجيش، مشاركة الجيش في قمع الاحتجاجات. وقال: "أعلنّا استعدادنا لمحمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة، وبموافقته كان لنا أثر كبير في إرساء الأمن داخل المدن المحتجة".

ووصف قائد القوات البرية وجود الجيش في قمع الاحتجاجات بـ "المشرف"، وأضاف أن "وجودنا الميداني يمكن أن يعيد ظهور ولائنا إلى الواجهة".

يأتي إعلان وتأكيد قائد القوات البرية على مشاركة الجيش في قمع الاحتجاجات، فيما ذكرت وكالة "رويترز" في تقرير نقلته عن ثلاثة من مسؤولي وزارة الداخلية الإيرانية في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2019، أن أكثر من 1500 شخص قتلوا في الاحتجاجات التي عمت إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها إن قوات الأمن الإيرانية استخدمت "سياسة إطلاق النار بنيّة القتل" ضد المتظاهرين خلال احتجاجات نوفمبر 2019.

وقال "حيدري" إنه بعد نزول الجيش لقمع الاحتجاجات، وصل تقريره إلى المرشد علي خامنئي "فأصدر أوامر خاصة بهذا الصدد، ستكون بالتأكيد أمام أعيننا في المستقبل".

كما وصف دخول هذه القوة في قمع الاحتجاجات بأنها "مهمة استنتاج" وقال: نطلق على هذا الوجود الميداني "مهام استنتاجية"، أي نستنتج أنه سيكون من الجيد أن نفعل ذلك.

وفي السياق نفسه، أكد عبد الرضا رحماني فضلي، وزير الداخلية في حكومة حسن روحاني، في برنامج متلفز في 25 نوفمبر 2019، استخدام النار من قبل الجيش خلال قمع الاحتجاجات في عدد من المدن. وقال وزير الداخلية في البرنامج التلفزيوني نفسه: "جئنا بالجيش لحماية الأماكن الحساسة والمهمة حتى تكون الشرطة حرة ويمكنها الذهاب إلى أماكن مختلفة".

إلا أن كيومرث حيدري قائد القوات البرية للجيش، في مقابلته، لم يشر إلى حماية الأماكن الحساسة، بل شدد على استخدام "القوات المدربة والولائية" خلال الاحتجاجات، قائلًا: "لقد تمكنّا من إحداث تأثير كبير في إرساء الأمن داخل المدن المحتجة".