في الليلة الثانية عشرة للاحتجاجات الإيرانية: أهالي "البرز" يتضامنون مع الأهواز بهتافات "الموت لخامنئي"
بعد مضي اثنتي عشرة ليلة على بدء الاحتجاجات في خوزستان، جنوب غربي إيران، وصل مساء يوم الاثنين 26 يوليو (تموز)، نطاق الاحتجاجات إلى محافظة البرز (قرب طهران) ونزلت مجموعة من أهالي فرديس إلى الشوارع وتظاهروا دعمًا للاحتجاجات، ورددوا هتافات مثل "من كرج إلى خوزستان.. اتحاد.. اتحاد" و"الموت للديكتاتور".
وبحسب التقارير ومقاطع الفيديو، خرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع مساء الاثنين 26 يوليو، في شوارع فرديس وكرج، بما في ذلك شارع شهداء فرديس. وردد متظاهرو فرديس وكرج خلال هذه التظاهرات هتافات مساندة لاحتجاجات أهالي خوزستان.
وقد وصلت يوم الاثنين موجة من الاحتجاجات إلى طهران، وتظاهر مئات المتظاهرين بالقرب من شارع جمهوري بين شارع 30 تير وساحة بهارستان.
وردد المتظاهرون هتافات مثل "خامنئي اخجل واترك البلاد" و"لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران" و"الموت للديكتاتور"، و"ليرحل الملالي.. لن تنفعهم الدبابة والمدفع والصاروخ".
في غضون ذلك، ربط محافظ طهران، أنوشیروان محسنیي بندبي، الاحتجاجات بـ"الاستهلاك غير المنتظم وعدم دفع فواتیر الكهرباء"، قائلًا إنه "عندما انقطعت الكهرباء، احتجت مجموعة أخرى تسعى إلى قضايا محددة".
الليلة الثانية عشرة.. استمرار احتجاجات خوزستان وانقطاع الإنترنت
وفي محافظة خوزستان وفي الليلة الثانية عشرة منذ بداية الاحتجاجات، قالت مصادر مطلعة إنه على الرغم من انتشار الآلاف من القوات الخاصة وقوات الحرس الثوري ومئات السيارات الخاصة لمكافحة الشغب في شوارع وميادين خوزستان الرئيسية، إلا أن الاحتجاجات مستمرة في بعض المدن، بما في ذلك الأهواز والفلاحية، ومعشور، والخفاجیة، بطريقة مبعثرة، مع التركيز على الأحياء.
ويأتي ذلك في ظل استمرار انقطاع الإنترنت في مدن خوزستان، نتيجة أن الوضع في مدن المحافظة لم يعد إلى طبيعته بالنسبة للمسؤولين الأمنيين بعد اثنتي عشرت ليلة منذ بداية الاحتجاجات.
وقد انقطعت خدمة الإنترنت عبر الهاتف المحمول في مدن الأهواز، والخفاجية، والشوش، والفلاحية، والحميدية، وإيذه، ومعشور، ودزفول، وأنديمشك، وعبادان، والمحمرة/خرمشهر وغيرها من مدن خوزستان.
وقالت مصادر محلية إن الإنترنت عبر الهاتف المحمول مقطوعة حتى صباح اليوم، لكن خدمة الإنترنت المنزلي في بعض المدن، بما في ذلك الشوش ودزفول والمحمرة/خرمشهر كانت متصلة، لكن حركة المرور الخاصة بها تتم على شبكة المعلومات الوطنية ولا يزال من غير الممكن للمستخدمين المنزليين الاتصال بالإنترنت العالمي.
وفيما يتعلق بموجة الاعتقالات ضد النشطاء المدنيين والشباب المحتجين في المحافظة قالت مصادر محلية إن هذه الموجة مستمرة، لا سيما في مدن الأهواز والخفاجية والحميدية والفلاحية ومعشور والجراحي وحي طالقاني في معشور، وإيذة. وذلك على الرغم من إعلان مسؤولين في النظام الإيراني، ومنهم غلام حسين محسني إجه إي، رئيس القضاء الإيراني حاليًا، قبل يومين، عن صدور أمر الإفراج لمعظم معتقلي خوزستان.
وقالت بعض المصادر المقربة من أهالي المعتقلين في خوزستان إن هؤلاء الأهالي الذين يتابعون أوضاع أبنائهم وأقاربهم، لم يتم تزويدهم بأية معلومات حول أماكن وجود أبنائهم، وفي كثير من الحالات رفض المسؤولون القضائيون والمسؤولون الأمنيون تأكيد اعتقال أبناء هذه العوائل وأعربوا عن عدم معرفة أوضاعهم.
وبحسب مصادر مطلعة، فمن بين العدد الكبير من الأطفال والمراهقين المعتقلين خلال الاحتجاجات في مدن مختلفة من خوزستان، تم إبلاغ عائلاتهم في حالات قليلة أنه يمكن إطلاق سراحهم بكفالة تصل إلى عدة مئات من ملايين التومان.
وأفادت وكالات الأنباء الإيرانية، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أن محافظ خوزستان قاسم سليماني دشتكي صرح بأن "جزءًا من مطالب أهالي خوزستان في الاحتجاجات الأخيرة حق وصحيح، لكن جانبًا آخر من القضايا يعود إلى ضغوط المعاندین للنظام وراء الكواليس الذين يحاولون إثارة كل شيء".
وأضاف "دشتكي": عدد من المشاكل مثل قضايا العمالة، والتوظيف، وحالة مياه الشرب والصرف الصحي في محافظة خوزستان تراكمت وضغطت على الناس.