نشطاء وحقوقيون: انتخاب إيران في "لجنة المرأة" الأممية.. "يوم أسود لحقوق الإنسان"
بالتزامن مع نشر التقارير الدولية عن زيادة التمييز بين الجنسين وارتفاع معدل إعدام النساء في إيران، تم انتخاب إيران كعضو في لجنة "وضع المرأة"، وهي مجموعة فرعية من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
ووصفت هيئة مراقبة تابعة للأمم المتحدة انتخاب إيران بأنه "يوم أسود لحقوق المرأة وحقوق الإنسان".
وخلال الدورة 65 لهذه اللجنة، الاثنين الماضي، تم انتخاب إيران عضوا في اللجنة لمدة 4 سنوات من 2022 إلى 2026 بأغلبية 43 صوتا، إلى جانب اليابان ولبنان وباكستان والصين.
يذكر أن لجنة "وضع المرأة"، التي أنشئت في عام 1946، وضعت هدف "المساواة بين الجنسين والمساهمة في النهوض بالمرأة" على جدول أعمالها، ويصفها البعض بأنها أعلى هيئة إشرافيه للمرأة في الأمم المتحدة.
وموضوع هذه الدورة من اجتماع اللجنة هو "المشاركة الكاملة للمرأة في صنع القرار والحياة العامة" وكذلك "القضاء على العنف" بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز جميع النساء والفتيات.
تاريخ اختيار إيران
وكانت إيران قد تم اختيارها كعضو في هذه اللجنة عام 2010، وفي هذا العام، كانت موجات الاحتجاجات السياسية والنقابية والاجتماعية والعمالية على مستوى البلاد من بين أهم التحديات التي تواجه النظام الإيراني في الداخل وفيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وقد أدى اشتداد القمع والقيود المفروضة على النساء، على وجه الخصوص، إلى مزيد من الانتقادات لهذه العضوية في ذلك العام، وفي هذا العام أيضًا.
من ناحية أخرى، في السنوات الأخيرة، أشارت تقارير المقررين الخاصين للأمم المتحدة المعنيين بحقوق الإنسان، مرارًا وتكرارًا، إلى انتهاكات حقوق النساء، والسجينات السياسيات والمدنيات، وحرمانهن وقمع النساء الناشطات.
"مسبب الحريق أصبح رئيسا لمنظمة المطافئ"
وقال هيليل نوير، المدير التنفيذي للمنظمة: "إن انتخاب إيران لحماية حقوق المرأة يشبه تعيين مسؤول الحريق رئيسًا لإدارة الإطفاء في المدينة".
ودعا مراقب الأمم المتحدة المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة والحكومات الأوروبية إلى إدانة عضوية إيران.
موقف سريالي
وقد قوبل هذا الاختيار أيضًا بردود فعل من نشطاء حقوق المرأة الإيرانية والصحافيين.
وقد وصفته الصحافية، مسيح علي نجاد، بأنه "سريالي" بالمعنى الحرفي، واحتجاجًا على هذا الاختيار أشارت في صفحتها على "تويتر" إلى قيود النظام الإيراني على النساء واعتبارهن "مواطنات من الدرجة الثانية".
وأشارت علي نجاد إلى حالات مثل السجن لعدم ارتداء الحجاب الإجباري، ومنع الغناء، ومنع دخول الملعب، واستحالة السفر إلى الخارج دون إذن الزوج، كأمثلة يجب أخذها في الاعتبار في سياق عضوية إيران.
كما أعربت كايلي مور غيلبرت، الباحثة الاسترالية - البريطانية التي كانت مسجونة في إيران لأكثر من عامين، عن دهشتها من أنباء عضوية إيران.
المعدل الأول لإعدام النساء
ويأتي انتخاب إيران كعضو في هذه المنظمة النسائية ذات النفوذ، في وقت تشير فيه التقارير الدولية إلى تكثيف الوضع غير الملائم والقيود المفروضة على المرأة.
وأظهر التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، أمس الأربعاء، عن الوضع العالمي لعمليات الإعدام، أن إيران تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث عدد عمليات إعدام النساء.
من ناحية أخرى، صنف المنتدى الاقتصادي العالمي مؤخرًا، في تقريره السنوي، إيران في "الفجوة بين الجنسين" في المرتبة 150 من بين 156 دولة شملها الاستطلاع وتحتل المرتبة الأخيرة في الجدول.
ووفقًا للتقرير، فقد تراجعت إيران 42 مرتبة في العالم مقارنة بما كانت عليه قبل 15 عامًا في قضايا مثل ضمان المساواة للمرأة في التعليم والصحة، وأسواق العمل، والوصول إلى الممتلكات والأصول، ونصيبها في السلطة السياسية.