تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

النفط الروسي بديلاً للنفط الإيراني

 

في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب للإطاحة بالنظام الإيراني، حسب تصريح وزير الخارجية الأميركي الأسبق، جون كيري، يعد خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، من أهم عناصر الجولة الثانية من العقوبات.

في هذه الأجواء، أعلن حسين كاظم بور أردبيلي، ممثل إيران في منظمة أوبك، يوم السبت 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، في مقابلة مع وكالة أنباء "شانا"، أن روسيا والمملكة العربية السعودية تسعيان إلى "الاستيلاء على جزء من حصة إيران" في سوق النفط العالمية.

في سياق هذه العلاقات الاستفزازية، بين طهران والرياض، توارد خبر لا يثير الدهشة بأن السعودية تسعى للاستيلاء على جزء من حصة إيران في سوق النفط، لكن ما يثير الدهشة هو سماع ممثل إيران في منظمة أوبك، وهو يقول إن روسيا تتطلع إلى الاستيلاء على حصة إيران من سوق النفط العالمية.

جاء إعلان کاظم‌ بور أردبیلي بعد ثمانية أيام من لقاء فلاديمير بوتين وآية الله خامنئي، في زيارته إلى طهران، يوم 7 سبتمبر (أيلول) الحالي، حيث دعا الأخير إلى زيادة التعاون بين البلدين من أجل "كبح جماح الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى عقوبات واشنطن ضد موسكو وطهران.

الآن، وحسب إعلان کاظم‌ بور أردبیلي، يتضح لنا أن روسيا لا تسعى إلى كبح جماح الولايات المتحدة، بل تسعى للتعاضد مع واشنطن لتخفيض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر. وبعبارة أخرى، إذا لم تتخذ روسيا مثل هذا الإجراء، فإن منع الولايات المتحدة بيع النفط الإيراني سيزيد من تأزم سوق النفط العالمية، وستزداد الضغوط على ترامب أيضا، لكن تعاضد بوتين والرئيس الأميركي يتسبب بوصول الضغوط الاقتصادية على إيران إلى قمتها، دون خوف من حدوث أي أزمة في أسواق النفط العالمية. وبذلك تكون قد تحققت النتيجة التي تنبأ بها جون كيري.

وفق ما سبق، لماذا وافقت روسيا على التعاون مع الولايات المتحدة في الاستيلاء على حصة إيران من سوق النفط العالمية، إلى جانب المملكة العربية السعودية، رغم تعاون طهران وموسكو في سوريا؟ ثم، هل يمكن لروسيا أن تكون شريكًا "استراتيجيًا" لإيران؟

وعلى سبيل المثال، في 16 أغسطس (آب) 2016، وردًا على جدل إقلاع المقاتلات الروسية من قاعدة نوجه الجوية إلى سوريا، قال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني: "إن تعاوننا مع روسيا تعاون استراتيجي"، فيما قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، بعد يوم واحد، يوم 17 أغسطس 2016، إن "النظر إلى الشرق يتطلب علاقة مصيرية واستراتيجية مع دول مثل روسيا والصين".

فهل روسيا هي الشريك الاستراتيجي لإيران، كما قال المسؤولان الرفيعان في الجمهورية الإسلامية؟

روسيا لا تعتبر علاقتها مع إيران "استراتيجية"

هناك العديد من المؤشرات التي لا یمکن معها أن نزعم أن موسكو تعتبر علاقتها مع طهران علاقة "استراتيجية". المثالان الواضحان لهذه الحقيقة هما:

تعلل موسكو في إنشاء محطة بوشهر للطاقة.

وتأخرها فی نقل منظومة صواريخ "إس 300".. وهو أمر واضح للجميع.

الأسوأ من ذلك، هو التصويت بالموافقة وتوقیع موسكو علی جمیع قرارات مجلس الأمن ضد إيران.

لكن الأفضل من هذه المؤشرات، الرجوع إلى "وثيقة مبدأ السياسة الخارجية الروسية" التي وقّعها فلاديمير بوتين، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، حيث تبیّن دراسة هذه الوثيقة مکانة الجمهورية الإسلامية ووضعها في السياسة الخارجية الروسية، وفي الوقت نفسه وضع ومكانة منافسي إيران في المنطقة.

على سبيل المثال، تضع هذه الوثيقة الهند والصين ضمن الدول التي لدى روسيا "شراكة استراتيجية" معها، فیما تصف الاتحاد الأوروبي بأنه "شريك اقتصادي تجاري هام"، وليس شريكًا استراتيجيًا لروسيا.

وبالنظر إلى هذا المثال، فإننا نتطرق إلى وضع جمهورية إيران الإسلامية في السياسة الخارجية الروسية. فقد جاء في الفقرة 94 من هذه الوثيقة: "تتبع روسيا مسار التطویر الشامل للتعاون مع جمهورية إيران الإسلامية، وكذلك تسعی إلى استمرار تنفيذ الاتفاقية النووية الإيرانية الشاملة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 المبرم بتاريخ 20 يوليو (تموز) 2015، کما تسعی موسکو إلى العمل حسب قرارات مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وستتعاون بشكل كبير في هذه العملية".

تؤكد هذه الفقرة القصيرة فقط على "التطویر الكامل للتعاون مع إيران". والأهم من ذلك أن روسيا حددت امتداد تعاونها "بما يتماشى مع قرارات الوكالة، وتقتصر على قرار مجلس الأمن رقم 2231". ومن الواضح أنه لا النص ولا مفهومه، یدلان علی أن تعاون روسيا مع إيران تعاون استراتيجي.

وعندما نعرف فحوى الفقرة التالية (فقرة 95)، ستزداد أهمية هذه الملاحظة؛ حيث يشار في الفقرة التالیة إلی "الحوار الاستراتيجي مع مجلس التعاون العربي"، والفارق بين هاتين الفقرتین لا یخفی على أحد، حيث تميل روسيا نحو حوار استراتيجي مع مجلس التعاون العربي، في الوقت الذي يعتبر أعضاء هذا المجلس، خاصة المملكة العربية السعودية، منافسين لجمهورية إيران الإسلامية. 

مع ذلك، وعلى افتراض أن حوار روسيا الاستراتيجي مع هذه الدول سيحقق نتيجة إيجابية، فإن شرط هذا المجلس لتنمية العلاقات مع روسیا هو تقليص العلاقة بين طهران وموسكو.

والآن أصبح تنسيق روسيا والمملكة العربية السعودية، بهدف الاستيلاء على جزء من حصة إيران في سوق النفط العالمية، دليلاً آخر على لعب موسكو بالورقة الإيرانية.

ولا ينبغي أن ننسى ما حدث في الأول من أغسطس (آب) 2016، حين أعلنت وسائل إعلام روسية نبأ استخدام موسكو لقواعد إيرانية، حيث انتقد وزير الدفاع الإیراني السابق، حسین دهقان، روسيا، في موقف يندر حدوثه، بسبب كشفها عن استخدام قاعدة نوجة لشن ضربات في سوريا، ووصفها بـ"ناکثة العهد".. ومن البديهي أنه لا يمكن لأي شريك "ناکث العهد" أن يكون شريكًا "استراتيجيًا".



 

محلل سياسي ودبلوماسي سابق
إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More