تفاقم أزمة شح المياه في إيران.. و153 مدينة تعاني نقصا حادا
حذر عيسى كلانتري، رئيس منظمة البيئة الإيرانية، اليوم الاثنين 7 يونيو (حزيران)، مرة أخرى من تفاقم أزمة المياه في إيران، وقال: "لقد وصلنا إلى مرحلة الشح المائي، وهو ما يعني أكبر مشكلة للبلاد".
وخلال مؤتمر صحافي عقد اليوم الاثنين، أضاف كلانتري أن الحقائق المتعلقة بأزمة شح المياه "مؤسفة أكثر مما يتحدث عنه المسؤولون المعنيون".
ولفت كلانتري إلى إحصاءات العقود الثلاثة الماضية بخصوص المياه، وقال إنه في عام 1988 في إيران، كان هناك "2300 متر مكعب" من المياه المتجددة لكل فرد في البلاد، ولكن الآن هناك أقل من "700 متر مكعب فقط".
وكان رئيس منظمة البيئة الإيرانية، قد أشار في 18 مايو (أيار) الماضي إلى تفاقم أزمة الموارد المائية في إيران، قائلًا: "بدأت حرب المياه بين المحافظات، وهذه الحرب تنتقل من المحافظات إلى القرى".
وقبله، أعلن إسماعيل نجار، رئيس منظمة إدارة الأزمات الإيرانية، في الثاني من مايو أن 7000 قرية- تضم كل واحدة أكثر من 20 أسرة- تم تزويدها بمياه الشرب عن طريق الصهاريج.
ومن جهته، قال قاسم تقي زاده خامسي، مساعد وزير الطاقة الإيرانية، اليوم الاثنين، في تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا): "إننا نمر بأسوأ عام من حيث هطول الأمطار خلال الـ52 عاما الماضية"، معلنا عن نشوب توترات بسبب المياه في 153 مدينة إيرانية.
وفي معرض إشارته إلى أن سدود المياه في إيران تسجل عجزا في تخزين المياه بنسبة 28 في المائة، أضاف تقي زاده خامسي: "لا يمكننا توفير المياه، خاصة للزراعة الصيفية، وفي حال انخفاض استهلاك المياه بإمكاننا توفيره للزراعة الخريفية في بعض أجزاء البلاد فقط".
وأضاف أن "انخفاض المياه الجوفية بمقدار 500 مليون متر مكعب، ووجود320 ألف بئر غير مرخصة في البلاد، من المشاكل الأخرى في قطاع المياه"، مؤكدا أن الماء هو أحد التحديات الرئيسية للبلاد في المستقبل.
ويُظهر تقدير معهد الموارد العالمية لعام 2019 أن إيران تتصدر قائمة البلدان التي تواجه "أزمة غير عادية"، وعلى شفا "اليوم الأخير"، وهو اليوم الذي قد تنفد فيه موارد المياه.
وصنف هذا التقرير إيران في المرتبة الرابعة بين الدول القريبة من "اليوم الأخير".
وقد أدى الجفاف ونقل المياه في بعض المحافظات الإيرانية في السنوات الأخيرة مرارًا وتكرارًا إلى مسيرات احتجاجية واشتباكات لاحقة بين المواطنين والشرطة، حيث نُظمت مسيرات احتجاجية بسبب شح المياه في برازجان، وكازرون، جنوبي إيران، وياسوج، وسامان جنوب غربي إيران.
وفي حالة أخرى، وقعت اشتباكات عام 2016 في بلداجي بمحافظة جهار محال وبختياري احتجاجًا على مشروع لنقل المياه، وتم اعتقال عدد من المزارعين، وتوفي واحد منهم.