"فورين بوليسي": الضغط على إيران لوقف غسل أموال حزب الله ليس كافيًا
نشرت مجلة "فورين بوليسي"، اليوم الجمعة 14 يونيو (حزيران)، تقريرًا ذكرت فيه أنَّ العقوبات الصارمة التي فرضتها حكومة ترامب على إيران خلقت مشكلة لحزب الله، كما أن واشنطن إذا ما استهدفت حزب الله على نحو أكثر فعالية، فيمكنها الضغط على طهران أيضًا.
وتضيف المجلة السياسية والاقتصادية في تقريرها: "تمنح طهران 700 مليون دولار سنويًا لحزب الله اللبناني الذي وضعته الولايات المتحدة على قائمة الجماعات الإرهابية. وتقدر الميزانية السنوية لهذه الجماعة بنحو مليار دولار. ويبدو أن طهران خفضت من دعمها المالي لحزب الله بسبب ضغط العقوبات".
ومع ذلك، تذكر "فورين بوليسي" أنه من غير المرجح أن تؤدي العقوبات المفروضة على إيران إلى إفلاس حزب الله، لأنه يكسب 300 مليون دولار سنويًا، أو أكثر من ذلك، من خلال مصادر مستقلة، بما في ذلك الأنشطة غير القانونية خارج الحدود.
ويذكر التقرير أن حزب الله اللبناني وحلفاءه في تجارة الكوكايين المربحة في أميركا اللاتينية لديهم عصابات تزودهم بخدمات آمنة لغسل الأموال.
ووفقًا لما جاء في "فورين بوليسي"، فما دامت حكومة ترامب لا تربك أرباح حزب الله، فإنه سيستمر.. لقد أظهر حزب الله الآن أنه يواصل العمل رغم العقوبات الصارمة ضد إيران.
يذكر أنه بين عامي 2006 و2014، فرض المجتمع الدولي تدريجيًا عقوبات صارمة على طهران ليجبر السلطات الإيرانية على التسوية النووية. ومع ذلك، لم يكن للعقوبات تأثير كبير على قدرة حزب الله على تعزيز موقعه في السياسة الداخلية للبنان ومواصلة الحرب في سوريا.
وفي الواقع، زادت إيران من مساعداتها رغم العقوبات، وزادت ميزانية هذه المجموعة في كل تلك السنوات، حيث إنه خلال العقدين الماضيين، وسّع حزب الله مصادر إيراداته بخطط نقدية غير قانونية في أميركا اللاتينية.
وقد وعدت حكومة ترامب بمراقبة أعمال حزب الله اللبناني في أميركا اللاتينية، لكن حتى الآن لم تُفرض أي عقوبات أو تهديدات على شركاء حزب الله في أميركا اللاتينية.
ومن الواضح أن واشنطن لم تقف مكتوفة الأيدي باتجاه استهداف حزب الله في أميركا اللاتينية. منذ يناير (كانون الثاني) 2017، فقد حظرت وزارة الخزانة عددًا من قادة حزب الله وعملائه وشركائه ومصادر دخله. كما صنفت وزارة العدل الأميركية حزب الله على أنه واحد من خمس منظمات إجرامية عابرة للحدود تهدد أمنه القومي. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فرض الكونغرس الأميركي أيضًا عقوبات جديدة على حزب الله، والتي منحت الرئيس مزيدًا من الصلاحيات في متابعة أنشطته الاقتصادية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المتابعة المستمرة لعمليات حزب الله في أميركا اللاتينية تقدم نتائج مهمة، حيث أكدت حكومة ترامب أن رئيس الاستخبارات الفنزويلية السابق هوغو كارفاخال سيقدم قريبًا معلومات قيمة للولايات المتحدة حول أنشطة حزب الله غير القانونية في نصف الكرة الغربي.
وفي السياق، كتبت "فورين بوليسي": "العلاقة غير الشفافة بين فنزويلا وإيران وحزب الله توسعت خلال فترة هوغو كارفاخال. وكان قد تم اعتقاله في إسبانيا في أبريل (نيسان) الماضي وينتظر حاليًا تسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة تهريب المخدرات، التي تم فتح ملفها في عام 2011".
ويضيف التقرير: "بالاعتماد على المصادر تم توفير الأدلة التوثيقية على شبكات حزب الله المالية غير القانونية، وأحدها هو أيمن جمعة رئيس أحد برامج غسل الأموال الضخمة التابعة لحزب الله، والتي اعتبرته إدارة مكافحة المخدرات الأميركية في تحقيقاتها جزءًا من مشروع كاساندرا".
تجدر الإشارة إلى أن الشبكة التي أطلقها جمعة كانت تستخدم الشركات الأميركية بشكل غير قانوني لشراء السيارات المستهلكة لبيعها في غرب أفريقيا؛ وكان هذا جزءًا من جهاز غسل أموال عائدات المخدرات التي كانت تعود لعصابات التهريب.
وينتظر جمعة الآن حكمه في الولايات المتحدة الأميركية. وفي عام 2017، تطوع للكشف عن المئات من الصفقات التجارية والاقتصادية بين لبنان وفنزويلا من خلال تقديم الوثائق. وتتضمن هذه الوثائق اسم وتفاصيل مالكي الشركات، ورقم الحساب المصرفي ومعلومات أخرى.