وزير النفط الإيراني يقر بنجاح الأميركيين في تحقيق أهدافهم من العقوبات النفطية
وصف وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، اليوم السبت 8 يونيو (حزيران)، الوضع الحالي في إيران، بأنه أصعب من أيام الحرب مع العراق. وأکد أن "الأميرکيين في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، وصلوا بعقوباتهم الذکية إلى مرحلة شيطانية".
وأضاف زنغنه: "هذه العقوبات مختلفة تمامًا عن العقوبات الماضية، ونحن الآن نواجه أشد العقوبات المنظمة في التاريخ".
وقال وزير النفط، في حوار مع وکالة البرلمان الإيراني الإخبارية الرسمية: "الفرق بين هذه الفترة وفترة الحرب، أننا كنا قادرين آنذاك على بيع نفطنا، إذا لم يقم صدام بالقصف، كما لم تكن هناك مشكلة فيما يتعلق بإمدادات السفن، وبالطبع کنا نستطيع استلام عوائدنا النفطية من أي بنك في العالم، وکنا نشتري منها أي بضاعة نحتاجها.. أما الآن، فالجمهورية الإسلامية تواجه مشكلة في بيع النفط وتوفير السفن وتبادل الأموال، وحتى شراء الكثير من السلع".
ورفض وزير النفط الإيراني الحديث عن حالة مبيعات النفط الإيرانية بعد إلغاء إعفاءات عملاء النفط الإيراني في الثاني من مايو (أيار) الماضي، وقال: "لم أقل أي شيء حول الرقم، لا في الفترة السابقة ولا الآن، حتى ترفع العقوبات".
وأكد بيجن زنغنه أن عقوبات الفترة الحالية تختلف عن عقوبات الفترة السابقة أيضًا في أن "الفترة السابقة، لم تشهد حظر مكثفات الغاز"، مضيفًا أنه خلال العقوبات الحالية "تمت إضافة المكثفات الغازية أيضًا إلى قائمة العقوبات، هذا غير العقوبات المفروضة على الشحن والخدمات المصرفية".
كما ذکر وزير النفط الإيراني أن تعليق واردات النفط الصينية من إيران هو سمة أخرى من سمات العقوبات الجديدة، وأن "الصين لم تخفض وارداتها النفطية من إيران خلال فترة العقوبات السابقة، لكنها لم تستورد أي برميل نفط من إيران منذ شهر مايو (أيار) الماضي".
وقال زنغنه عن العملاء الأوروبيين للنفط الإيراني: "قلت في جلسة غير معلنة للبرلمان إن اليونان وإيطاليا، حتى في الأشهر الستة التي تم إعفاؤهما فيها لم يردا على هاتفنا، لأنهما لم يرغبا في شراء النفط ولم يشتريا نفطنا تمامًا".
وأضاف زنغنه: "ليس لدى إيران خطط للانسحاب من أوبك، ونأسف لأن بعض أعضاء أوبك حولوا المنظمة إلى مركز سياسي لمواجهة مؤسسي أوبك، وهما: إيران وفنزويلا".
وتابع: "هناك دولتان تعاديان إيران في المنظمة. وقد حولتا أوبك إلى منظمة سياسية تستخدم النفط كسلاح في الأسواق العالمية ضدنا".
وردًا على سؤال حول قدرة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على تعويض نقص النفط الإيراني في الأسواق العالمية.. قال زنغنه: "لا أحد يستطيع تعويض هذا النقص".
ومن ناحية ثانية، أكد وزير النفط الإيراني تعاون رستم قاسمي، أحد قادة الحرس الثوري السابقين ووزير النفط في حکومة أحمدي نجاد، للتحايل على العقوبات، وقال: "رستم قاسمي 100 في المائة معنا. لا أقول 90 في المائة، بل أقول الآن هو 100 في المائة بجانبنا".
وحول بعض الخطط لبناء مصافي تكرير صغيرة في المناطق الحدودية وتصدير المنتجات النفطية إلى دول الجوار، قال زنغنه: "إذا بنينا مصافي تكرير على حدودنا مع أفغانستان وباكستان، فعلينا أن نحمل النفط الخام بالصهاريج لأننا لا نملك خطوط أنابيب في هذه المناطق، لكن حتى لو قمنا بنقل هذا النفط، فإن استهلاك أفغانستان وباكستان من إيران أقل من 50 ألف برميل يوميًا، لذا فإن بناء مصافي تكرير في المناطق الحدودية غير فعال بالنظر إلى ارتفاع التكلفة، حيث إن صادرات إيران من النفط بلغت في مايو (أيار) 2018 نحو مليونين وثمانمائة ألف برميل في اليوم".
وبسؤاله عن عدم ارتفاع سعر النفط مثلما حدث في العقوبات السابقة، رغم تراجع صادرات النفط الإيرانية، ختم زنغنه حديثه بالقول: "في فترة العقوبات السابقة، لم ترتفع أسعار النفط، وخلال هذه الفترة أيضا لم تكن هناك زيادة في السعر.. وفي رأيي، تحاول الولايات المتحدة منع ارتفاع أسعار النفط من خلال الاعتماد على إمبراطوريتها الإعلامية".