الاحتجاجات في الأهواز.. وتخوفات من اتساع رقعة المظاهرات.. ودور البرلمان في فشل الاتفاق النووي.. أبرز عناوين اليوم
لليوم الثاني على التوالي شهد عدد من المدن في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، مظاهرات ليلية احتجاجًا على نقص المياه.
وعلى الرغم من نشر وسائل الإعلام الإيرانية ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة من احتجاجات المواطنين في مدن الأهواز على شح المياه وسوء إدارة المسؤولين بهذا الخصوص، اعتبر قاسم دشتكي، محافظ الأهواز، مقاطع الفيديو المتداولة بأنها "مزيفة".
وجاءت الصحف اليوم لتغطي هذه الاحتجاجات على نطاق واسع بعد أن أصبح التعتيم عليها غير ممكن بسبب اتساع دائرة الاحتجاجات وكثرة المقاطع التي توثقها.
وتناولت صحف من كلا التيارين هذه الاحتجاجات، حيث أشارت "آرمان ملي" و"آفتاب يزد" و"اعتماد" إلى الموضوع، كما كتبت صحف أصولية مثل "كيهان" و"وطن امروز" وغيرهما عن الاحتجاجات في مدن الأهواز، مدّعية أن الأزمة التي تشهدها المحافظة هي ليست إرادة النظام وإنما هي نتيجة للسياسات الخاطئة للحكومة، أو أنها بسبب عوامل طبيعية، حيث أشارت "كيهان" في عنوانها وكتبت "جراح خوزستان من قسوة الطبيعية إلى فقدان التدبير لدى المسؤولين".
أما "آفتاب يزد" فوضعت النقاط على الحروف وكتبت "شح المياه في خوزستان نتيجة لسياسات إنشاء السدود غير العلمية"، وقالت "ابتكار": "العطش في أرض خوزستان الخصبة".
كما لفتت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، وأيضًا صحيفة "خراسان" الأصولية، إلى توافد المسؤولين في طهران إلى محافظة خوزستان خشية تفاقم الأوضاع واتساع رقعة الاحتجاجات.
على صعيد آخر، لفتت بعض الصحف إلى حالة الجمود والتعليق التي تعيشها المفاوضات وتساءلت صحيفة "كيهان" في مقال كتبه النائب البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، وقالت "هل إيران هي الخاسر الرئيسي من تعليق المفاوضات؟"، كما تساءلت صحيفة "شرق" بالقول "هل البرلمان هو السبب في فشل الاتفاق النووي؟"، فيما قالت "ستاره صبح": "حل المشاكل الاقتصادية يحتاج إلى سياسة خارجية بنّاءة".
في شأن آخر، أشارت بعض الصحف إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس الإيراني المنتخب، إبراهيم رئيسي، مع مجموعة من الخبراء في مجال الاقتصاد لمناقشة التحديات التي تواجه حكومته وسبل الخروج من الأزمة الخانقة التي تمرّ بها البلاد. وكتبت صحيفة "جهان صنعت" حول الموضوع، وقالت: "الاقتصاديون واندهاش رئيسي"، وقالت "إيران" الحكومية "وصفة الاقتصاديين لحكومة رئيسي"، وكتبت "فرهيختكان" في صفحتها الأولى "الاقتصاديون يُجمعون مع رئيسي على تأزم الوضع الاقتصادي".
يمكن لنا أن نقرأ عناوين باقي الصحف الأخرى
"آفتاب يزد": لماذا لا تشهد المحافظات التي لا تتمتع بموارد مائية كبيرة جفافًا كما هو الحال في الأهواز؟
قال الخبير في الشؤون الجغرافية، مهران فاطمي، لصحيفة "آفتاب يزد" إن السبب الرئيسي لشح المياه في محافظة خوزستان يعود إلى سوء الإدارة، مؤكدًا أن محافظة خوزستان هي محافظة غنية بالمياه ولا تبعد كثيرًا عن مياه الخليج، كما تكثر فيها الأنهار بشكل كبير.
وأشار "فاطمي" إلى محافظات أخرى مثل يزد وأصفهان وسمنان وكرمان، وقال "لماذا مثل هذه المحافظات التي لا تتمتع بموارد مائية كبيرة لا تشهد جفافًا كما هو الحال في الأهواز؟ لماذا محافظة خوزستان المليئة بالموارد المائية تواجه أزمة في المياه؟ السبب في ذلك هو عدم الاهتمام، وعدم تخصيص الميزانيات لهذه المحافظة".
كما نوّه "فاطمي" بأن محافظة خوزستان تعاني كذلك من أزمة في الغاز، مضيفًا: "ضعف الإدارة المحلية والإدارة المركزية هو الذي جعل محافظة خوزستان تصل إلى هذه المرحلة من التأزم".
"شرق": هل البرلمان هو السبب في فشل الاتفاق النووي؟
أشارت صحيفة "شرق" المقربة من رئاسة الجمهورية إلى دور البرلمان في فشل الاتفاق النووي وعدم نجاح الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات عن طهران، وذكرت أن رئيس الجمهورية قد شكا في تصريحاته الأخيرة من تدخل المؤسسات في عمل حكومته وانتقد عدم توزيع المهام والمسؤوليات في البلاد، كما شكا من فقدان التنسيق بين السلطات الثلاث في البلد.
ونوهت الصحيفة بأن الجميع قد تواطأ لكي لا يستطيع الرئيس الحالي حسن روحاني أن يجني ثمار الاتفاق النووي في حكومته، مشيرة إلى تصريح ممثل المرشد، أحمد علم الهدى، الذي وصف الاتفاق النووي بـأنه "شر" استطاع البرلمان أن يقتلعه من جذوره بعد أن صادق على قانون يقيّد عمل الحكومة ويجبر المسؤولين على عدم فرض هذا الاتفاق على الحكومة المقبلة.
"فرهيختكان": "رئيسي" سيتسلم مهام الحكومة في ظل صعوبات جمة
بعد فوز المرشح الأصولي، إبراهيم رئيسي، في الانتخابات الرئاسية، بدأت الصحف الأصولية تمهد الظروف لتبرير عدم وفائه بوعوده، حيث تحاول تضخيم المشاكل الاقتصادية والقول بأن البلاد تعيش ظروفًا استثنائية، وهو ما يسهل على "رئيسي" مهمة التهرب من وعوده الانتخابية وإلقاء اللوم على الحكومة السابقة.
فصحيفة ""فرهيختكان" التي يديرها مستشار المرشد للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، جاءت بتقرير حول الوضع الاقتصادي بعنوان "الوضع الاقتصادي في حالة طوارئ"، وذكرت أن جميع الخبراء الاقتصاديين يتفقون مع رئيسي حول هذه النقطة، ألا وهي أن الوضع الاقتصادي في البلاد أصبح متأزمًا وأن رئيسي سوف يتسلم مهام الحكومة من روحاني في ظروف استثنائية وصعوبات جمة.
"اعتماد": ليست لدينا أدوات الديمقراطية ولا نجيد قواعدها
نقلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية كلام "ناطق نوري"، المقرب من الإصلاحيين، حول الوضع السياسي في إيران، حيث أكد "نوري" في تصريحاته الصحافية أن إيران تفتقر إلى أدوات الديمقراطية المتمثلة في وجود الأحزاب، وأوضح أن الديمقراطية تحتاج إلى وجود أحزاب.
وأضاف "نوري": "المشكلة الأخرى هي أننا لا نعرف أيضًا قواعد لعبة الديمقراطية، فالعالم لديه أدوات الديمقراطية ويعرف قواعد هذه اللعبة، فمثلًا إذا فاز الحزب الجمهوري أو الديمقراطي في أميركا، فالقاعدة تقول إن الرئيس ووزراءه ومستشاريه ومساعديه يكونون من الحزب الفائز، لكن ما دون ذلك من المناصب لا يتم تغييرها بل تتم الاستعانة بالمتخصصين مهما كان انتماؤهم الحزبي".
وتابع بالقول: "لكن عندنا وعندما يفوز إصلاحي أو أصولي فإنه يغير جميع المسؤولين الذين قد عينهم الرئيس السابق حتى مسؤولي القرى والأرياف. بعد 42 عامًا لم نستطع أن نكون مثلهم؛ مثل أميركا والغرب في ممارسة الديمقراطية الصحيحة".