اهتمت الصحف اليومية الإيرانية الصادرة اليوم الخميس، الأول من يوليو (تموز)، بدخول أغلب المدن الإيرانية في الموجة الخامسة لكورونا من بينها العاصمة طهران، وحظي هذا الموضوع باهتمام رئيسي في الصحف.

وكان مساعد الشؤون العلاجية في مقر مكافحة كورونا بالعاصمة الإيرانية، نادر توكلي، قد أعلن أن الموجة الخامسة من الفيروس بدأت قبل أسبوع في طهران، مشيرا إلى أنه في حال استمرار الأوضاع الحالية فسوف تصنف العاصمة في الحالة الحمراء (شديدة الخطورة)، من المرض الأسبوع القادم.

وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى الموضوع وكتبت أن البلاد قد دخلت عمليا في الموجة الخامسة، وانتقدت مسار التطعيم ونوهت إلى أن إيران لا تزال تعاني من "سوء الإدارة" في جائحة كورونا، ولم تحقق السيطرة على الفيروس، كما أن عملية التطعيم ليست مقبولة حتى الآن.

كما لفتت صحيفة "اعتماد" إلى الانتشار الواسع لكورونا في شرق إيران، وتحديدا في محافظة سيستان وبلوشستان. وكان المدعي العام في مدينة زاهدان، عاصمة المحافظة، مهدي شمس آبادي حذّر وزير الصحة الإيراني من أن "تسونامي الموت" سوف ينتشر في جميع البلاد في حال عدم اتخاذ إجراءات جدية.

في شأن آخر غطت صحف أخرى اللقاء الذي جمع الرئيس المنتخب، إبراهيم رئيسي، بمنافسيه الستة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وأعربت صحيفة "اسكناس" في أن تكون فترة المنافسة السياسية قد انتهت، وأن الفرقاء السياسيين قد دخلوا فعلا في مرحلة البحث عن حلول للمشاكل التي يعيشها المواطنون.

كما لفتت صحف أخرى إلى الجدل الذي يدور بين اللاعبين السياسيين في إيران حول الأحداث الجارية في أفغانستان، الجارة الشرقية للجمهورية الإسلامية، وتغيير بعض المواقف تجاه حركة طالبان. وانتقدت صحيفة "مردم سالاري" هذا التغيير، وكتبت في عنوانها الرئيسي: "لا يمكن الوثوق بطالبان". 

أما صحيفة "ستاره صبح" فخصصت تقريرا حول هذا الموضوع، كما دار مقالها الافتتاحي حول هذه المخاطر، وقال كاتبه المختص بالشأن الافغاني، بير محمد زهي، إن هناك 3 أنواع من المخاطر على إيران تترتب على وصول حركة طالبان إلى السلطة.

أما صحيفة "جمهوري إسلامي" والتي تعد من أكثر المعارضين لتغيير النهج في إيران تجاه حركة طالبان، فهي لا تزال تصر في جميع عناوينها وذكرها للحركة على ربطها بصفة "الإرهاب"، وقد حذرت من تنامي هذه القوة للحركة، وقالت في صفحتها الأولى: "تحذير: خطر إرهابيي طالبان في الحدود الشرقية لإيران"، وذكرت أن تقدم طالبان في الأراضي الأفغانية يتم عبر ضوء أخضر إقليمي، في إشارة إلى موافقة النظام الإيراني على هذه التطورات الحاصلة في أفغانستان.

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"مردم سالاري": لا يمكن الوثوق بطالبان

حذرت صحيفة "مردم سالاري" المسؤولين الإيرانيين من الوثوق بحركة طالبان الأفغانية، وانتقدت التوجه الجديد لدى بعض الأطراف الإيرانية، والتي قررت بعد سنين أن تتخذ موقفا جديدا حيال الحركة.

ونوهت الصحيفة إلى أن القول بأن "طالبان هي أمر واقع في أفغانستان" يدل بحد ذاته على وجود تغيير في الرؤية الإيرانية تجاه الحركة، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الغربية باتت تنظر إلى هذا التغيير في الرؤية تجاه طالبان بأنه تغيير كبير بنسبة 180 درجة، حيث أصبحت إيران اليوم حليفة لطالبان، بعد أن كانت عدوا لها في السابق.

"ستاره صبح": طالبان فرصةٌ أم تهديد؟

تساءلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية عما إذا كانت حركة طالبان الأفغانية تشكل فرصة لإيران أم تهديدا عليها، واستندت إلى كلام خبراء سياسيين ومهمتين بالشأن الأفغاني، حيث أكدوا للصحيفة أن تنامي قدرة طالبان في الأراضي الأفغانية يشكل عامل تهديد لطهران.

وانتقدت مواقف صحيفة "كيهان" الأصولية التي زعمت أن حركة طالبان قد تخلت عن نهجها السابق وجرائمها المروعة التي كانت تمارسا سابقا.

"سياست روز": الاتفاق النووي يعيش حالة من الغموض

رأت صحيفة "سياست روز" الأصولية أن اعتقاد بعض الأطراف الداخلية بأن المفاوضات الجارية في فيينا يمكن لها أن ترفع العقوبات عن طهران، وكذلك "توهم" بعض الأطراف الخارجية من إمكانية استغلال هذا الحماس لدى بعض الأطراف في الداخل في تحقيق مزيد من الامتيازات، هو العامل في جعلِ هذه المفاوضات تعيش حالة من الغموض.

كما انتقدت الصحيفة موقف الأطراف الغربية تجاه الاتفاق النووي ودفاعها عن المخاوف الإسرائيلية من امتلاك طهران لقنبلة نووية، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الألماني وتأكيده على ضرورة تقييد قدرات إيران الصاروخية. 

"شرق": لولا البيروقراطية الداخلية لتم رفع العقوبات عن إيران

أشار الدبلوماسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، في مقال له بصحيفة "شرق"، المقربة من الحكومة، إلى ما كشف عنه الرئيس الإيراني المنتهية ولايته، حسن روحاني، عن أن البيروقراطية في الداخل الإيراني تمنع من إنجاح المفاوضات النووية، وتأكيده على أنه لو لم تكن هذه البيروقراطية موجودة في الداخل الإيراني لتم رفع العقوبات.

وشدد الكاتب على ضرورة أن تحدّد الحكومة القادمة موقفها من الاتفاق النووي والعقوبات المفروضة على طهران، مضيفا: "يجب وبدل أن نسلي أنفسنا بالوعود الجميلة أن نعيش في الواقع العملي وأن ندرك نقاط ضعفنا ونعمل على معالجتها".

وعدد هاشمي طبا عددا من المقدمات الضرورية لتحقيق النجاح في معالجة الواقع الإيراني منها أن يؤمن الساسة الإيرانيون بوجود بعض الفرص المحدودة أمام إيران، وأنه لا يمكن تحقيق شعار تحويل البيت الأبيض إلى "حسينية"، وأن يؤمنوا كذلك بأن أعداء طهران ليسوا مجردين من العقول، ويكفوا عن الاعتقاد بأن إيران وحدها صاحبة العقل والدهاء في العالم.