انعكس إعلان وزارة الصحة الإيرانية عن إصابة أكثر من 35 ألف شخص ووفاة 357 آخرين بكورونا خلال 24 ساعة على الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 28 يوليو (تموز)، والتي أعربت عن مخاوفها من حدوث كارثة صحية في ظل شح الإمكانات العلاجية ونفاد طاقات المستشفيات الاستيعابية.

وعنونت العديد من الصحف بموضوع كورونا وتداعياته على الوضع الصحي في البلاد، فصحيفة "همدلي" أشارت إلى الموضوع وكتبت: "عمليات دلتا في طهران" معرضة بما أعلنت عنه وزارة الاستخبارات الإيرانية بأنها قد استطاعت القضاء على خلية للموساد الإسرائيلي خلال عمليات لها في محافظة خوزستان.

وخاطبت صحيفة "آفتاب يزد" وزير الداخلية وقالت: "يا سيد رحماني فضلي هل لديكم إجابة؟"، وانتقدت قرار العطلة لستة أيام في العاصمة طهران، والذي جاء تنفيذا لاقتراح وتوصيات وزارة الداخلية.

وعلى صعيد آخر دافعت الصحف الأصولية عن مشروع تقييد عمل وسائل التواصل الاجتماعي، وذكرت صحيفة "كيهان" أن هذا المشروع لا يزال ضمن جدول أعمال البرلمان، ولم يتم التخلي عنه وإن البرلمان سوف يناقش هذا المشروع في اجتماع غير معلن.

أما صحيفة "قدس" فنقلت كلام المتحدث باسم اللجنة الثقافية في البرلمان، والذي قال للصحيفة إن هذا المشروع يعد "حراسة سيبرانية" لحدود البلاد، وإن البرلمان سوف يناقشه بكل تأكيد، ولن يتأثر بالأجواء والانتقادات.

وفي موضوع آخر تناولت الصحف موضوع اقتراب مراسم تسليم السلطة في إيران إلى الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، وتحديات الحكومة في الجانب الاقتصادي والسياسي، واستندت صحيفة "آرمان ملي" إلى كلام الخبير في الشؤون الدولية، علي بيكدلي، الذي قال للصحيفة إن حكومة رئيسي سوف تحقق النجاح بشرط واحد، وهو أن تنجح في رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.

كما أشارت بعض الصحف إلى أزمة الاحتجاجات التي اندلعت من محافظة خوزستان، وحاولت الصحف أن تتجاهل كليا انتقال هذه التظاهرات إلى محافظات عدة، وحاولت أن تتطرق فقط إلى الأزمة في خوزستان. فصحيفة "اقتصاد سرآمد" مثلا أشارت إلى كلام رئيس البرلمان حول الأزمة وكتبت على لسان قاليباف: "ليس لدينا إجابة عن سوء الإدارة في محافظة خوزستان".

وتظهر الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي استمرار الاحتجاجات في إيران، أمس الثلاثاء 27 يوليو، حيث تجمع المتظاهرون في ساحة ولي العصر في بهارستان بأصفهان وفي إيوان غرب. وتُظهر مقاطع الفيديو العديدة متظاهرين يتجمعون في بهارستان ويرددون هتافات مناهضة للجمهورية الإسلامية.

يشار إلى أن جولة جديدة من الاحتجاجات في إيران انطلقت منذ نحو 13 يومًا في مدن مختلفة بمحافظة خوزستان، بسبب تفاقم أزمة المياه، وعدم كفاءة الحكومة في السيطرة على الأزمات.

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"جوان": المهمة الاقتصادية لرئيس البرلمان في الشام

أشارت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري إلى زيارة رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى سوريا ولقائه بالمسؤولين السوريين، ورحبت الصحيفة بالزيارة واصفة إياها بأنها "مهمة اقتصادية" في الشام، يقوم بها رئيس البرلمان بهدف تمهيد الظروف لإعادة إعمار سوريا والاستثمار في الأسواق السورية.

وذكرت الصحيفة أنه وبعد حصول سوريا على استقرار نسبي بعد 10 سنوات من الحرب والخراب، حان الوقت لحضور إيران في سوريا للمساعدة في إعادة الإعمار، وإصلاح الخراب الذي نتج عن الحرب، منتقدة حكومة روحاني التي أهملت جانب التعاون والعمل الاقتصادي المشترك مع الحكومة السورية.

"سبزينه": الوضع الاقتصادي في إيران أقل استقرارا من الدول التي تشهد حروبا

وفي الوقت الذي تتباهى صحيفة "جوان" باستعداد إيران للعمل على إعمار سوريا بعد الحرب ذكرت صحيفة "سبزينه" أن الاقتصاد الإيراني في الوقت الحاضر أصبح أسوأ وأقل استقرار من الدول التي تواجه الحروب في المنطقة، منوهة إلى أن الارتفاع الكبير للتضخم والبطالة أصبح يؤلم الطبقة المتوسطة، ناهيك عن الطبقة الدنيا والفقيرة في المجتمع.

وذكرت الصحيفة أن التضخم في إيران أعلى من دول تشهد حروبا مثل العراق وأفغانستان، مضيفة أن 122 دولة في العالم لديها تضخم أقل من 3 في المائة، لكن إيران تعمل جاهدة لكي تخفض نسبة التضخم لديها إلى 22 في المائة.

"جهان صنعت": زيارة قاليباف إلى سوريا متصلة بزيارة الكاظمي إلى واشنطن

كما علقت صحيفة "جهان صنعت" على زيارة رئيس البرلمان الإيراني إلى سوريا، واعتبرت هذه الزيارة بأنها متصلة بزيارة مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأميركية، والحصول على تفاهمات سرية مع روسيا وأميركا.

وعلى الرغم من أن الإعلان الرسمي عن الزيارة يشير إلى إن الزيارة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا، إلا أن الخبير في الشأن الإقليمي، بير محمد ملازهي، يرى أن الهدف من زيارة قاليباف لسوريا هو معرفة ما يجري خلف الكواليس بين أميركا وروسيا والتوافقات التي حصلت بين البلدين، وتأثير ذلك على قضايا المنطقة.

"ایران": في ظل وضع كورونا الحالي لابد من إنشاء مستشفيات ميدانية

قال نادر توكلي، عضو لجنة مكافحة كورونا في طهران لصحيفة "إيران" الحكومية إن الإمكانات العلاجية في طهران قاربت على النفاد، بعد أن وصلت نسبة المترددين على المستشفيات يوميا أكثر من 10 آلاف حالة، مشيرا إلى ضرورة إنشاء مستشفيات ميدانية. 

كما قال حميد سوري رئيس لجنة الوبائيات في إيران إن الأزمة ليست فقط في أن إمكانات المستشفيات قاربت على النفاد، بل إن الكوادر الطبية أصبحت منهكة، مضيفا أن البروتكولات الصحية أصبحت لا تنفذ على الأرض وإنه يتم الاكتفاء بالإبلاغ عنها فقط، ولا توجد مؤسسات رقابية على هذه التوصيات والتوجيهات.