أثارت الشعارات التي يطلقها مرشحو الرئاسة انتقادات الصحف اليومية التي تصدر في إيران، سواء الإصلاحية أو الأصولية منها، كما سخر خبراء الاقتصاد من هذه التصريحات والشعارات التي يرفعها مرشحو الرئاسة الإيرانية، غافلين عن حقيقة معروفة وهي أن خزانة الدولة باتت فارغة بشكل كبير.

وكانت صحيفة "كيهان" قد أوصت قبل أيام مرشحي الرئاسة بالابتعاد عن إعطاء "الشعارات الفارغة". ونقلت صحيفة "اقتصاد سرآمد" تأكيد أحد الخبراء الاقتصاديين وعضو في الغرفة التجارية الإيرانية بأنه لم يلاحظ حتى الآن أي برنامج قابل للتقييم من قبل مرشحي الرئاسة. أما صحيفة "جهان صنعت" فأشارت إلى البرنامجين الاقتصاديين للمرشحين محسن رضائي وعبدالناصر همتي، ورأت أنهما يعطيان "وعودا فضائية".

وفي سياق متصل وفي تبيان للمواقف حول دعم التيار الإصلاحي لمرشح بعينه وعلى الرغم من توصيات الشخصيات الإصلاحية البارزة بضرورة عدم مشاركة الإصلاحيين في هذه الانتخابات، بعد أن تم إبعاد أبرز وجوههم التي ترشحت للانتخابات، فإن صحفا إصلاحية مثل" اعتماد" و"آفتاب يزد"، تحاول الدعوة إلى المشاركة في الانتخابات من خلال طرح فكرة ضرورة الإجماع بين الإصلاحيين للاختيار بين عبدالناصر همتي، ومحسن مهرعليزاده، واللافت أن أيا من هذين المرشحيْن لم يطلبا رسميا حتى الآن من التيار الإصلاحي دعمه وحمايته. 

على صعيد آخر وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين في الحكومة أن المفاوضات في فيينا لم تصل إلى طريق مسدود، ألا إن وسائل إعلام كثيرة تحدثت عن وجود تحديات كثيرة تواجه مسار المفاوضات النووية في فيينا.

 وعنونت صحيفة "أفكار" بكلام المتحدث باسم وزارة الحكومة، علي ربيعي، الذي أكد أن "المفاوضات في فينا لم تصل إلى طريق مسدود".

في شأن متصل أشارت بعض الصحف اليومية إلى ما صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقرير حول نشاط إيران النووي ورد طهران عليها. وعنونت صحيفة "ابرار" بالقول: "رسالة صالحي إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد انتشار تقرير الوكالة حول إيران"، أما صحيفة "سياست روز" الأصولية فطالبت بقطع العلاقة مع الوكالة؛ ردا على تقرير الوكالة الذي يتهم طهران بانتهاك القوانين الدولية من خلال زيادة نسبة التخصيب، وكشف آثار نووية في بعض المواقع غير المرخصة. 

يمكن لنا أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى:

"شرق": على الإصلاحيين عدم المشاركة في الانتخابات لاستعادة شعبيتهم المفقودة

رأت صحيفة "شرق" المقربة من الحكومة أن دعم الإصلاحيين لهمتي أو مهرعليزاده سيترتب عليه هزيمة كبيرة للإصلاحيين، مشددة على ضرورة أن لا يضر الإصلاحيون بسمعتهم ومكانتهم من خلال دعم هؤلاء المرشحين، واقترحت في المقابل "المشاركة غير النشطة". 

وأوصت الصحيفة الإصلاحيين بضرورة الإعلان عن عدم المشاركة، وبينت أنه ينبغي على الإصلاحيين أن يوضحوا أن عدم المشاركة هذه لا يعني "ضعفا سياسيا " من جانبهم، بل هو فرصة لاستعادة الشعبية المفقودة. 

"كيهان": على الإصلاحيين أن يشكروا مجلس صيانة الدستور 

وصف مدير تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، مجلس صيانة الدستور بالمؤسسة "النبيلة" بعد رفضه تزكية المرشحين الإصلاحيين قبل أن يتم رفضهم من قبل الناس في صناديق الاقتراع، مؤكدا أنه بذلك قد تفضل على الإصلاحيين، مستغربا من السبب الذي يمنع الإصلاحيين من شكر مجلس صيانة الدستور على إبعاده لهم من خوض السباق الرئاسي!

كما رأت الصحيفة في تقرير لها أن الإصلاحيين يحاولون الآن التبرؤ من حكومة روحاني بعد أن دعموها 4 سنوات، ويريدون الآن اعتماد استراتيجية "الابتعاد عن حكومة روحاني" للإبقاء على شعبيتهم وسمعتهم، التي تضررت كثيرا في عهد الحكومة الحالية، وذلك بإقرار واعتراف شخصيات إصلاحية بارزة. 

وأضافت الصحيفة "ما يمكن استخلاصه الآن من مواقف الإصلاحيين ووسائل الإعلام التابعة لهم هو أن مجلس صيانة الدستور، ومن خلال إبعاده للمرشحين الإصلاحيين، قدم خدمة جليلة للتيار الإصلاحي لأنه يكون بذلك قد منع "الموت الدائم للإصلاحيين". 

"جهان صنعت": المفاوضات في فيينا وصلت إلى طريق مسدود

قال المحلل والخبير السياسي، علي بيكدلي، لصحيفة "جهان صنعت" إن المفاوضات في فيينا قد وصلت إلى طريق مسدود، وذلك بسبب مواقف الجمهورية الإسلامية التي تعرقل الحصول على نتيجة في المفاوضات.

كما لفت الكاتب أن المحادثات بين إيران والسعودية قد توقفت، وهذا لا يعد خبرا سارا، معتقدا أن عودة العلاقات بين السعودية والعراق وسوريا قد يكون فيها ضرر لإيران. 

وذكر الكاتب أن الضغوط على إدارة بايدن في الولايات المتحدة الأميركية قد ازدادت بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة وتصريحات إسماعيل هنية وشكره لإيران.

كما نوه بيكدلي إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وأكد أن التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الإيراني وإبعاد الإصلاحيين من التنافس الرئاسي أظهر أن تغيير الحكومة لا يحل أي مشكلة في إيران على صعيد السياسة الخارجية.

"اقتصاد بویا": توزيع اللقاح الإيراني دون موافقة الصحة العالمية

أشارت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى محاولات الحكومة بدء التطعيم الشامل باستخدام لقاح كورونا المصنع داخليا.

 وأعربت الصحيفة عن مخاوفها لعدم حصول اللقاح الإيراني على تصريح من منظمة الصحة العالمية، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "توزيع اللقاح الإيراني دون موافقة منظمة الصحة العالمية".

وقال الخبير الطبي محمد رضا محبوبفر للصحيفة إن اللقاح الإيراني لم يحصل بعد على تأييد منظمة الغذاء والدواء الإيرانية، ناهيك عن منظمة الصحة العالمية، مضيفا "إذا رخصت وزارة الصحة استخدام اللقاح الإيراني وتوزيعه على المواطنين فهذا يعني ان اللقاحات المستوردة لم تلبِ حاجات البلد للقاح".

ونوه الكاتب أن لقاحات كورونا المعتبرة في إيران أوشكت على النفاد، ولهذا تحاول الحكومة ولكي تتخلص من الضغوط أن ترخص استخدام اللقاح الإيراني، داعيا الحكومة على تحمل المسؤولية في توزيع هذا اللقاح بين المواطنين الإيرانيين.