تشاهد صفحة من الموقع القديم لـ Iran International لم تعد محدثة. قم بزيارة iranintl.com لعرض الموقع الجديد.

تأثير هبوط الليرة التركية على الحياة اليومية للإيرانيين في تركيا

 

"كنت أشعر دائمًا وكأنني قد رأيت هذه الأحداث سابقًا"

كان أميد قد استعد وفق برنامج أعده من قبل لكي يختار إسطنبول مكانا للهجرة، حتى يستطيع في الوقت نفسه أن يتمتع بالحريات النسبية الموجودة في هذا البلد، وكذلك يستطيع النجاح بسبب سجل عمله وتعليمه، هذا النجاح الذي لا يمكن له تحقيقه نتيجة وجود كثير من العراقيل.

"عندما فقدت الليرة التركية في الأسبوع الماضي ما يقارب 20 في المائة من قيمتها إزاء الدولار الأميركي، شعرتُ بأن جميع أحلامي ذهبت إدراج الرياح، أحسست، ووفق حسابات دقيقة، كم سيكون ما أتقاضاه من حقوق يوميًا، وذكرني الانخفاض اليومي المستمر بما أنفقه يوميا، وإيجاد السبل لزيادة دخلي من أجل الحفاظ على التوازن بين الإنفاق والدخل، وقد ذكرتني بنفس الظروف التي كنت أعيشها في إيران والتي كانت السبب وراء قراري بترك بلادي والهجرة منها".      

 

لا يزال القلق قائمًا بعد الهجرة:

كما أن فرزام كان قد حسم أمره في العام الماضي بالسفر إلى إسطنبول، كان يعتقد أن برنامج هجرته مدروس جيدا ويسير مرحلة بعد الأخرى، كما أن شأنه شأن كثير من أصدقائه، ونتيجة معاناتهم الاقتصادية، لا يرون تركيا بديلا مناسبا للهجرة، إلا أنه كان هو وزوجته قد هاجرا إلى تركيا.

كان يقول إن قناعة أخيه النسبية، والذي يعمل ويعيش في تركيا، هو الذي كان له تأثير كبير على قرارهم..

"تحسبا لما قد يحدث، استعدت أسرتنا الصغيرة بشكل مناسب لمواجهة المشكلات المالية، ولكن كل يوم كنا نبتعد عن قسم كبير من آمالنا، في حين أن ثلاثتنا كنا نأمل في أن الاقتصاد التركي سوف يخرج من هذه الأزمة سالمًا، إلا أن ما أثار عجبي هو عجز الحكومة عن السيطرة على هذه الأزمة.

"شبنا قبل المشيب".. زوجة فرزام ليست متفائلة مثله

أما ندى التي يئست من العمل الذي تحبه في تركيا فكانت تقول: "أشعر كل يوم أنني قد ابتعدت أميالا عن برامج حياتي، كما أن مشاكل إيران قد شيبتنا قبل المشيب، والآن هنا يتكرر كل شيء، وأعتقد أنه ليس هناك مكان آخر للهجرة إليه، مرة ثانية، بالنسبة لي وكسائر كثير من الإيرانيين المقيمين في تركيا فإن سهولة ذهاب وإياب العوائل له دور كبير، ومع  تذبذبات الصرف الأجنبي في إيران وتركيا كل يوم، لم يعد السفر سهلا مثل ما كان عليه في الماضي".

 

"السياحة.. الورقة الرابحة على الدوام في تركيا"

ربما أصبحت الزيارات بين إيران وتركيا أكثر صعوبة، إلا أن المواطنين العاملين في مكاتب السياحة مشغولون بعملهم، ويسعون إلى أن ينظروا إلى النصف الممتلئ بالماء من الكأس.

إنه يقول: "إن عطلة عيد الأضحى، التي أصبحت هذا العام ونتيجة للتسهيلات الحكومية، تسعة أيام، بالإضافة إلى عطلة أغسطس (آب)، وزيادة قيمة اليورو أمام الليرة، أدت إلى أن تصبح الزيارات السياحية الداخلية بديلا عن الزيارة السياحية إلى المدن الأوروبية. وفي المقابل، فإن الأجانب وبسبب رخص السفر، فضلوا السفر إلى تركيا على سائر البلدان المجاورة لليورو، لذلك فإن سفر الملايين والأموال التي تنتقل من مكان إلى آخر في البلاد خففت قليلا من هول الصدمة التي لحقت بالأسواق التركية".

أدت الجهود التركية، وبعد وصول حزب العدالة والتنمية، وسعيه الحثيث للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والحصول على القروض الأجنبية، وتطوير البنية التحتية مثل الخدمات المصرفية الإلكترونية، والوصول إلى الإنترنت، والالتحاق بالمعاهدات المالية الدولية، إلى أن تعطي تركيا ظهرها لإيران. وبالنتيجة فإن الإيرانيين الشباب الباحثين عن العمل أصبحت تركيا بالنسبة لهم بديلا أفضل من الدول الأوروبية بقوانين هجرتها المعقدة..

وإلى جانب الهجرة من أجل العمل، فإن تركيا في السنوات الأخيرة كانت بديلا مناسبًا لأولئك الطلاب الذين يريدون مواصلة دراساتهم الجامعية، نظرًا للمستوى الأكاديمي الأفضل للجامعات التركية مقارنة بالجامعات الإيرانية، وخاصة في فترة فرض العقوبات والرسوم الدراسية التي كانت تتناسب مع ميزانية الطبقة الوسطى، ما جعل الطلاب- مثل ستارة- يختارون تركيا من أجل مواصلة دراستهم.

"لقد أخطأت"

خلافًا لمعظم طلاب الدراسات العليا الذين غادروا تركيا نحو الجامعات الأوروبية والأميركية، فضلت ستارة أن تكمل مرحلة الدكتوراه في تركيا أيضًا. وهو قرار ليست راضية عنه كثيرًا هذه الأيام.

لقد ابتعد قلقها على مستقبل عملها كثيرًا، وأصبحت تواجه المسائل اليومية، مثل: "ميزانية  الجامعة من أجل تأمين أدوات المختبر التي تُدفع بالليرة، في حين يجب علينا أن ندفعها باليورو أو بالدولار، فالميزانيات انخفضت في الحالة العادية أيضا، والآن مع هبوط الليرة التي تنخفض يوما بعد يوم، ليس مستبعدا أن يختل عملنا اليومي في المختبرات بسبب فقدان المواد الأولية، إن الاختلاف الوحيد بين الوضع الحالي في تركيا وإيران، هو وضع العقوبات الأميركية ضد الاقتصاد الإيراني، وإذا فرضت مثل هذه العقوبات على تركيا، فلن أستطيع أن أميز الفارق بين البلدين".

إن الأوضاع الاقتصادية المضطربة في كلا البلدين تركت تأثيرها الملموس على المقيمين الإيرانيين في تركيا، الذين لا يزال دخلهم بالريال.

"نحن أكثر تجربة"

“سبنود” التي هاجرت قبل ثلاث سنوات مع ابنتها إلى تركيا، لا تزال تحافظ على عملها في إيران،  وتعتقد أن هبوط الريال كان قد ترك تأثيرًا كبيرًا على برنامج حياتها، كما أن موجة التضخم والغلاء في تركيا سوف تترك أثرها أيضا..

"عندما نشاهد مثل هذه الأوضاع، فإن أول شيء يتبادر إلى أذهاننا هو تشابه القضايا والأمور  التي بدأت في الستينات في إيران، ومن ثم ونتيجة لبيروقراطية قادة البلاد في السيطرة على الاقتصاد، لذلك يجب علي أن أعمل أكثر حتى أستطيع تغطية الاحتياجات، ولكن في الوقت الراهن ليس لدي برنامج للخروج من تركيا وأرى نفسي أنني أكثر تجربة من المواطنين الأتراك”.

ربما سوف تؤدي هذه التجربة واجتياز الظروف المشابهة لها في إيران، في أن يدرس الإيرانيون البدائل الموجودة من أجل الحصول على إمكانية العمل والدراسة في بقية البلدان، إلا أنهم لا يزالون يفكرون برغبة الذهاب إلى تركيا، حيث يشاهد سكان إسطنبول يوميا وصول الإيرانيين إلى مطار أتاتورك ببطاقة ذهاب بلا عودة، وهم يحملون حقائب ممتلئة، وذلك من أجل شراء بيوت لهم في تركيا بغية الحصول على الإقامة.

إيران بالمختصر
ذكرت صحيفة "همشهري" الإيرانية أن بعض الأشخاص، ومن خلال وصولهم إلى أنظمة وزارة الصحة، يقومون بإصدار شهادات لقاح "استرازينكا" مزورة بمقابل يتراوح ما...More
قال صدر الدين عليبور، مدير منظمة إدارة النفايات في بلدية طهران، إن المنظمة قررت استبدال صناديق النفايات الموجودة في طهران بصناديق مغلقة؛ حتى "لا...More
أعلن محمود نيلي، رئيس جامعة طهران، عن إرسال رسالة إلى رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجه إي، من أجل الإفراج عن الطالب السجين كسرى...More
ذكرت صحيفة "شرق" أنه لا يمكن للإيرانيين المقيمين في جورجيا العودة إليها. وكتبت أنه حتى الإيرانيون الذين يحملون جوازات سفر وبطاقات إقامة جورجية ظلوا...More
أفادت وسائل إعلام هندية عن إيقاف زورق إيراني يحمل هيروين. وكانت وسائل إعلام هندية قد قالت إن حرس الحدود وشرطة مكافحة الإرهاب ضبطوا زورقًا إيرانيًا...More