ردود فعل الصحافة البريطانية على احتجاز ناقلة النفط في إيران
في أعقاب احتجاز ناقلة النفط التي ترفع علم بريطانيا من قبل القوات العسکرية الإيرانية، ألقت وسائل الإعلام البريطانية اللومَ على حکومة تيريزا ماي بشكل أساسي.
وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة "الديلي تلغراف"، أمس الأحد 21 يوليو (تموز)، عن اعتزام وزراء الحکومة البريطانية، في اجتماع معالجة القضايا الطارئة، فرض عقوبات على طهران، بما في ذلك تجميد الأصول الإيرانية في المراكز المالية البريطانية.
وکتبت "التلغراف": "من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، من خلال إصدار بيان، ردًا على توقيف ناقلة النفط البريطانية من قبل قوات الحرس الثوري، عن إطلاق مجموعة من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية الخاصة ضد إيران، والتي تشمل تجميد الأصول الإيرانية في البلاد".
ووفقًا لـ"التلغراف"، يمكن للحكومة البريطانية أن تطلب أيضًا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إعادة فرض جميع العقوبات التي ألغيت بعد الاتفاق النووي في عام 2015.
وكانت إيران قد نجحت بعد الاتفاق النووي في الحصول إلى مليارات الدولارات من أصولها المجمدة في البنوك الأجنبية، واستئناف صادراتها ومبيعاتها من النفط إلى الأسواق العالمية.
يأتي رد الحکومة البريطانية على احتجاز الناقلة "ستينا أمبرو" بينما رفضت رئيسة وزراء المملكة المتحدة، تيريزا ماي، اقتراح انضمام بريطانيا إلى "تحالف للقوات البحرية" لتوفير مرور آمن للسفن التجارية والعسكرية في مضيق هرمز.
وقال أحد المسؤولين البريطانيين لوسائل الإعلام البريطانية إن القادة العسكريين البريطانيين والقوات البحرية رحبوا باقتراح واشنطن ووصفوه بأنه "فرصة عظيمة واستثنائية"، لكن داوننغ ستريت (مكتب رئيس الوزراء) رفض قبول ذلك لقلقه من تفسير سياسة الحكومة البريطانية بأنها "تتبع مواقف ترامب العنيدة تجاه إيران".
كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي، طلبت من وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، الامتناع عن التعليقات "الحادة وغير البناءة" بشأن احتجاز ناقلة النفط البريطانية، والسماح لوزير خارجية البلاد، جيريمي هانت، بأن "يحل هذه القضية دبلوماسيًا" مع وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد جواد ظريف.
وفي الوقت نفسه، کتبت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، في ضوء عملية انتخاب رئيس وزراء المملکة المتحدة الجديد، في الأسبوع القادم، أن بوريس جونسون المرشح الأوفر حظًا لهذا المنصب، يجب عليه فور دخوله لمکتب رئاسة الوزراء "تركيز اهتمامه الكامل على حل الأزمة الإيرانية، وإلا فإنه سيواجه خطر دخول بريطانيا في حرب جديدة في الشرق الأوسط".
ونشرت "الأوبزرفر"، في هذا الصدد، مقالاً بقلم الأدميرال لورد ويست، القائد السابق للبحرية البريطانية، جاء فيه: "ركّز الهيكل السياسي لبلدنا بشكل کبير على اختيار رئيس وزراء جديد في الأسابيع الأخيرة، بينما واجهت البلاد أزمة دولية بعد احتجاز الناقلة البريطانية. هذا التوتر موجود أمام أعين السياسيين والحكومة البريطانية، لكن تركيزهم كان على اختيار رئيس وزراء جديد. يجب على أي شخص يفوز في هذه الانتخابات أن يواجه أزمة عالمية في أسرع وقت ممكن، وأن لا يهمل ذلك بذريعة الانسحاب المفترض للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت). كما أن أي خطأ في الحسابات أو عمل غير عقلاني يمكن أن يؤدي إلى حرب".
وفي الأثناء، قال المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية البريطانية، أليستير بيرت، لصحيفة "الغارديان": "سيواجه رئيس الوزراء المستقبلي مشاكل داخلية وخارجية کثيرة، لكن منذ اليوم الأول ستكون لديه قضية كبيرة، وهي قضية إيران، للنظر فيها على الفور".
إلى ذلك، علّق جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال البريطاني، على الأزمة القائمة، ودعا الحكومة الإيرانية إلى إطلاق سراح الناقلة في أسرع وقت ممكن مع طاقمها، لحل القضية دبلوماسيًا. مع هذا انتقد جيريمي كوربن حكومة ترامب بسبب "تمزيق الاتفاق النووي"، قائلًا إن "العودة إلى الاتفاق النووي بعد المفاوضات الجديدة أمر ضروري لمنع خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط".
ومن جهته، غرد وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، على "تويتر"، مذكرًا كوربن بأن "الناقلة الإيرانية تم توقيفها في جبل طارق بسبب عقوبات الأمم المتحدة ضد سوريا وليس لها أي علاقة بمواقف ترامب ضد إيران".