أحمدي نجاد يبعث برسالة إلى ولي العهد السعودي يطلب فيها الوساطة لحل الأزمة اليمنية
بعث الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الأحد 26 يوليو (تموز) 2020، برسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أبدى خلالها رغبته في التوسط لحل الأزمة اليمنية، مقترحًا تشكيل لجنة "تضم عددًا من الشخصيات الموثوقة عالمياً" لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين بهدف إنهاء الأزمة.
افتتح أحمدي نجاد رسالته مخاطبًا بن سلمان بقوله: "كما تعرفون أن الحرب المدمرة في اليمن، التي اندلعت بسبب التنافسات والتدخلات الإقليمية وغير الإقليمية والتي ما زالت مستمرة لأكثر من خمس سنوات، حصدت حتى الآن عشرات الآلاف من الأرواح بين قتيل وجريح وخلّفت دماراً شاملاً".
وأضاف أن هذه الحرب "أدت إلى تفشي الفقر بين أبناء الشعب اليمني المظلوم، وسلبت منهم فرص الرُّقيّ والتطور، كما سجّلت لدول المنطقة- لا سيما المتناحرة منها- آثارًا سلبية لا تُنسى من الجانب المعنوي والإنساني، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، وذلك فضلًا عما حملته الحرب من خسائر بشرية واقتصادية فادحة".
واعتبر أن "هذه الحرب أدت إلى تشديد المنافسة والمعاداة، كما أدت إلى ابتعاد دول المنطقة وشعوبها عن التعاون البنّاء، وتدهور الأمن العام وتدمير المعالم الأثرية والأبنية التاريخية والثقافية في اليمن".
وفي رسالته، التي أرسل منها نسخة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال الرئيس الإيراني السابق: "لا يخفى على أحد أنه ومهما تطول هذه الحرب، لا تثمر غير الدمار وقتل الأبرياء للجانبين، وأساسًا ليس فيها منتصر، ففي نهاية المطاف سيخسر الكل وسيحل محل تنديد الشعوب".
وتابع نجاد: "على الرغم من أن القوى العالمية تزعم أن لها مصالح في هذه الحرب، فإنها لو تبصر حقًا لرأت أن هذه الكارثة الإنسانية لا تؤمّن مصالح لأي طرف من الأطراف".
وشدد على أن "المصالح الحقيقية لكل شخص ولكل شعب تكمن في الحفاظ على الكرامة الإنسانية وتعزيز السلام، والعدالة، والحرية، والمحبة، والإعمار، والتعاون الودي والبناء"، معتبرًا أن "كل المحاولات من أجل السيطرة على الآخرين ستفني الحقيقة الإنسانية، ولا تخلف غير الخسران للشعوب".
وعاد نجاد مرة أخرى ليخاطب ولي العهد السعودي بقوله: "من جهة أعرف أن الوضع القائم لا يُرضيكم، وأن ما يحدث يوميًا ويَذهب ضحيته الأبرياء وتُدمَّر البنى التحتية، قد يلُم بكم الهم والحزن، حيث تُصرَف موارد شعوب المنطقة للدمار بدلًا من أن تُصرَف للإعمار والارتقاء بالرخاء والأمن والتطور، ولذلك ترحبون بسلام عادل".
وأردف قائلًا: "من جهة أخرى، أثق تمامًا بمرافقتكم، وبتعاونكم البنّاء يمكننا تطبيق مبادرات مؤثرة من شأنها أن تلعب دورًا أساسيًا في وضع حد لتفاقم الوضع القائم وإنهاء الحرب والخصومة".
وأوضح أنه "لا شك في أن التكاليف الباهظة للحرب المندلعة لو توظَّف في البناء والإعمار عبر خطة عمل مشتركة إقليمية، سيزول شبح الخوف، والفقر، والموت عن الناس ويتذوق الكل حلاوة حياة كريمة، وعادلة، وحرة تحت ضياء السلام والأخوة".
ورأى أن "المسؤولية الإنسانية تفرض على الكل وبكل ما تملك من طاقة، أن تسعى من أجل وضع نهاية لهذه الحرب وإحلال السلام والصداقة والتعاون".
وبيَّن أحمدي نجاد أنه يتقدم بالمبادرة بصفته "عضوًا من المجتمع الإنساني الذي تصله يوميًا أنباء الأزمات العالمية من هنا وهناك، خاصة فيما يتعلق باليمن ويتأثر منها كثيرًا".
وكشف عن مبادرته لحل الأزمة اليمنية، بقوله: "أعلن عن استعدادي في حال موافقتكم وموافقة قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين، لتشكيل لجنة تضم عدد من الشخصيات الموثوقة عالميةً والمُتسمة بالحرية والعدالة لإجراء محادثات مع الطرفين المتخاصمين، وذلك بهدف إنهاء الأزمة وإحلال السلام والصداقة".
وختم رسالته بقوله لولي العهد السعودي: "إنني على ثقة، بأن سماحتكم في الرد على مطالب شعوب المنطقة والمجمتع الإنساني الواضحة منكم، وبتأمل جيد في نتائج هذه الحرب المدمرة، ستقومون بعمل تُذكرون به خيرًا ويرضي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه".