بينما تؤكد وكالات الأنباء المقربة من الحرس الثوري الإيراني، نقلا عن برلمانيين اثنين، "وجود" عضو مجلس الخبراء الإيراني، روح لله صدر الساداتي، وشقيقيه الاثنين، رضا ومحمد مهدي، في مدينة قم الإيرانية، فإن أباهم نفى هذه التصريحات الأخيرة.

ونشر مهدي صدر الساداتي، أبو الأشقاء الثلاثة، مساء الجمعة 6 سبتمبر (أيلول)، مقطع فيديو على موقع تلغرام، ينفي فيه علمه بوجود أولاده في قم.

وأكدت التقارير غير الرسمية، نقلا عن عائلة صدر الساداتي، أن الإخوة الثلاثة "اختفوا وأغلقت هواتفهم المحمولة، أول من أمس الأربعاء، بعد خروجهم من مدينة قم في الساعة الثانية والنصف صباحًا (بالتوقيت المحلي) باتجاه مطار مهرآباد في طهران، بهدف السفر إلى مدينة بندر عباس".

ولم تعلق حتى الآن الجهات الأمنية الرسمية في إيران، بما فيها وزارة الاستخبارات، والحرس الثوري، وكذلك المجلس الأعلى للأمن القومي، لم تعلق على اختفاء هؤلاء الإخوة الثلاثة.

وكتب البرلماني الإيراني النائب عن مدينة قم، أحمد أمیر آبادي، اليوم الجمعة، على حسابه في "تويتر": "تابعتُ قضية عائلة صدر الساداتي، حيث قال المسؤولون المعنيون إنهم لم يتم اعتقالهم أو استدعاؤهم، وإنهم يواصلون حياتهم اليومية في قم".

كما كتبت وكالة "تسنيم" الإيرانية، استنادا إلى هذه التغريدة، أن أبناء عائلة صدر الساداتي غير مفقودين ولا مختطفين.

وفي الوقت نفسه، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذو النور، في تصريح لوكالة "فارس" الإيرانية، أن "أبناء عائلة صدر الساداتي لم يختطفوا ولم يختفوا، ولم يتم نقلهم إلى أي مكان"، مضيفًا: "قرر الأشقاء في طريق قم–طهران، إغلاق هواتفهم المحمولة والعودة إلى قم، وبالتالي نفذوا هذا القرار".

كان المساعد السابق في منظمة الباسيج في طهران، وحيد أشتري، قد أعلن، أمس الخميس 5 سبتمبر (أيلول)، عن اختفاء أحد أعضاء مجلس الخبراء، روح الله صدر الساداتي، وشقيقيه، فيما نفت العلاقات العامة التابعة للمحكمة الخاصة برجال الدين خبر اعتقال هؤلاء الأشقاء.

وكان مهدي صدر الساداتي قد اتهم سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، بالفساد وممارسة الريعية.

وأعلن أشتري، وهو أحد المقربين من صدر الساداتي، أمس الخميس، في قناته على تطبيق "تلغرام"، أعلن أن صدر الساداتي اختفى بعد خروجه من مدينة قم في الساعة الثانية والنصف صباحًا (بالتوقيت المحلي) باتجاه مطار مهرآباد في طهران بهدف السفر إلى مدينة بندر عباس، لكن "المطار يقول إنه لم يتسلم تذكرته من غرفة التذاكر.. مهدي حاله مثل حال الآخرين؛ فقد تعرض للتهديد عبر اتصالات هاتفية ورسائل نصية".

وتكلم أشتري في "تويتر" عن أوضاع صدر الساداتي المجهولة، قائلا إن زوجة روح الله صدر الساداتي راجعت الشرطة للإعلان عن اختفاء زوجها، وقالت الشرطة إن "القضايا الأمنية ليست من مهامنا"، ثم ذهبت إلى مكتب مجلس الخبراء في قم، الذي قال إن "متابعة مثل هذه القضايا ليست من عملنا".

كما صرح محافظ قم، بهرام سرمست، بأنه لم يتلق أي تقارير حول اختفاء عضو مجلس الخبراء وشقيقيه.

يذكر أن روح الله صدر الساداتي (من مواليد 1983)، وتأهل إلى مجلس الخبراء في انتخابات الدورة الخامسة لهذا المجلس. كما أن صدر الساداتي ولد في مدينة قم، ودرس في حوزة قم العلمية، تحت إشراف محمد رضا مدرسي، ومحمود هاشمي شاهرودي.

وكان شقيق صدر الساداتي قد نشر سابقًا مقطع فيديو على تطبيق "إنستغرام" ادعى فيه أن عمارة سكنية بقيمة ألف مليار تومان في شارع فرشته في طهران، تتعلق بزوجة علي شمخاني، (آذرميدخت طباطبائي)، مضيفًا أن عائلة شمخاني حصلت على تصاريح بناء واسعة في طهران، ولواسان، والأهواز، والشوش، وشمال إيران، كما قام بنشر وثائق ملكية لعائلة شمخاني لبعض العمارات في طهران.

ونشر أيضًا في سبتمبر (أيلول) العام الماضي تقارير حول وجود حسن وحسين شمخاني في شركة "أدميرال" للملاحة، قائلا إن أشقاء وأبناء شمخاني حصلوا على مناصب حكومية من خلال الممارسات الريعية.

ووصف مصدر مطلع مقرب من سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي هذه الأخبار بأنها "مغرضة" ولها مآرب سياسية.