اعتقال نشطاء مدنيين في تبريز.. واستمرار الملاحقات الأمنية في الأهواز جنوب غربي إيران
أفادت مصادر حقوقية باعتقال عدد من النشطاء المدنيين في مدينة تبريز، شمال غربي إيران، بالتزامن مع ورود تقارير حول اعتقال نشطاء ومحتجين على شح المياه في الأهواز، جنوب غربي إيران، بعد اقتحام منازلهم.
وأعلنت وكالة أنباء "هرانا" المهتمة بقضايا حقوق الإنسان في إيران، مساء أمس السبت، عن اعتقال الناشط التركي، سيامك كوشي في البداية من قبل عناصر الاستخبارات الإيرانية، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ساعات من التحقيق، ولكن تم اعتقاله مرة أخرى من قبل عناصر استخبارات الحرس الثوري الإيراني مجددا.
كما أعلنت "هرانا" عن اعتقال أولدوز قاسمي، وصمد لادوندي، ومحمد محمودي، وداوود رحيمي، وهم مواطنون في تبريز، وقد تم نقلهم إلى مكان مجهول.
وتلقت قناة "إيران إنترناشيونال" مقاطع فيديو تظهر القوات الخاصة وهم يقودون معتقلين في احتجاجات تبريز التي اندلعت تضامنا مع احتجاجات الأهواز، وتم نقلهم إلى مراكز الشرطة مكبلين ومعصوبي الأعين.
وكتب المحامي الإيراني، مصطفى دانشجو على حسابه في "تويتر"، معلقا على هذا الفيديو، أنه من غير القانوني بموجب قانون الحقوق المدنية عصب أعين الأشخاص وتحقيرهم أثناء الاعتقال.
يشار إلى أن أهالي مدينة تبريز نظموا أمس السبت، احتجاجات شعبية واسعة تضامنا مع المواطنين في الأهواز، وذلك بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات في عدد من المدن الإيرانية.
وقال ممثل المرشد الإيراني وخطيب الجمعة في تبريز، محمد علي آل هاشم، اليوم الأحد 25 يوليو (تموز)، حول احتجاجات الأهواز: "قامت بعض العناصر الانفصالية باستغلال الاحتجاجات، ولكن ينبغي على الناس أن يستوعبوا بذكاء أوضاع البلاد وأن يتابعوا شكاواهم ومطالبهم عبر الطرق القانونية من خلال طرحها إلى المسؤولين والنواب في البرلمان وممثليهم في مجلس الخبراء".
استمرار الاعتقالات في خوزستان وأوامر رئيس القضاء حول المعتقلين
تجدر الإشارة إلى أن التقارير الواردة تفيد باستمرار موجة الاعتقالات للنشطاء المدنيين والشباب في مدن الأهواز والفلاحية ومعشور والجراحي والحميدية والمحمرة والخفاجية وإيذه والشوش، خلال الأيام الأخيرة ومساء أمس السبت. كما أكدت المصادر المحلية أن هذه الاعتقالات تتم من قبل الحرس الثوري الإيراني ويتم نقل المعتقلين إلى أمكنة مجهولة.
وكانت وكالة أنباء "هرانا" قد نشرت أمس السبت أسماء 102 من المعتقلين في احتجاجات خوزستان، جنوب غربي إيران.
وقد أجرى رئيس القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إجه إي، اتصالا هاتفيا مع رئيس محكمة خوزستان أمره فيه بالإفراج عن المعتقلين في هذه المحافظة الذين خرجوا "للاحتجاج فقط". وعلى الرغم من ذلك وردت أنباء عن استمرار اعتقال المحتجين والنشطاء المدنيين في خوزستان.
كما أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، وهو من مواليد الأهواز، أعلن يوم الخميس الماضي على حسابه في "تويتر" أنه أصدر أوامر "لقوات الأمن بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية احتجاجات الأهواز ممن لم يرتكبوا جريمة، وذلك بشكل عاجل وسريع".
وكتب بعض المحامين على "تويتر" تعليقا على كلام شمخاني: "إذا لم يرتكبوا جريمة فلماذا تم اعتقالهم؟ بأي جريمة حدث ذلك؟ هل الاحتجاج السلمي جريمة؟".
وفي الليلة العاشرة من احتجاجات الأهواز، مساء أمس السبت، احتجت مجموعة من المتظاهرين في الأهواز والفلاحية ومعشور ومدينة الجراحي. وفي غضون ذلك، نظمت، أمس السبت، مجموعة من أهالي تبريز عاصمة أذربيجان الشرقية ، وبجنورد مركز محافظة خراسان الشمالية، وسقز في إقليم كردستان، مظاهرات في الشوارع دعما لاحتجاجات المواطنين في خوزستان.
وفي الأهواز، رغم انتشار الآلاف من القوات الخاصة والحرس الثوري والجهود الأمنية المكثفة، نزلت مجموعة من المتظاهرين والشباب إلى شوارع حي علوي وكمبلو ولشكر آباد في ساعة متأخرة من ليل السبت.
هذا وقد أطلقت قوات الأمن النار والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وتم قطع الإنترنت على الهواتف المحمولة بشكل كامل، بعد أن تم تشغيله لساعات، أمس السبت، بعد أيام من الانقطاع.
وشهدت احتجاجات الأهواز على شح المياه موجات دعم وتضامن واسعة في الداخل والخارج من قبل مختلف شرائح المجتمع بمن فيهم المعلمون والسينمائيون والرياضيون ومختلف المؤسسات الحقوقية، بما فيها هيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية.
ومؤخرا أصدرت نقابة المعلمين في مدينة همدان الإيرانية بيانا أعلنت فيه أن "الظلم والجور والاضطهاد الذي يخنق إخواننا الأعزاء في خوزستان، جعل جميع الشعب الإيراني مستاء".
كما أعلنت نقابة المعلمين في كيلان، شمالي إيران، أن "هذا الصوت لا يمكن قمعه وأن نظرية النصر بالرعب نظرية فاشلة". وأكدت نقابة المعلمين على ضرورة الاعتذار للشعب الأهوازي، و"إذا تصورت السلطات خلاف ذلك، فإن الاحتجاجات الشعبية ستتوسع أكثر".
ودعت ميشيل باشليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة مشكلة شح المياه في محافظة خوزستان، بدلًا من قمع الاحتجاجات الشعبية واعتقال المتظاهرين.
وقالت المسؤولة الأممية: "يجب أن يكون تركيز النظام على العواقب المدمرة لأزمة المياه على حياة وصحة ورفاهية سكان محافظة خوزستان، وليس على احتجاجات اليائسين الذين تم تجاهلهم لسنوات".
كما أصدرت منظمة العفو الدولية، أول من أمس الجمعة، بيانًا طالبت فيه السلطات الإيرانية بوقف استخدام الأسلحة والقوة ضد المحتجين على شح المياه في الأهواز، جنوب غربي إيران، مشيرة إلى مقتل 8 أشخاص في هذه الاحتجاجات الشعبية.