الجبير ينفي "دقة" مزاعم طهران حول "رسائل السعودية"
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر (تشرين الأول)، إن ما ذكره المتحدث باسم الحكومة الإيرانية من أن المملكة بعثت برسائل للنظام الإيراني أمر غير دقيق.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، قد قال، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس الاثنين، ردًا على خبر یفید بأن قادة المملكة العربية السعودية بعثوا برسالة إلى طهران: "الخبر دقيق".
وأضاف ربيعي: "وصلت إلى حسن روحاني رسائل من السعوديين، عبر قادة بعض الدول، لكن يجب أن تشاهد إيران علامات ذلك؛ إذا كانت السعودية تريد حقًا تغيير السلوك، فإن إيران سترحب بذلك".
يشار إلى أن عادل الجبير، كتب، فجر اليوم الأربعاء، في حسابه على "تويتر": "ما حدث هو أن دولاً (وصفها بالشقيقة) سعت للتهدئة، وأن الرياض أبلغتها أن موقف المملكة يسعى دائمًا للأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف الجبير في 5 تغريدات عبر حسابه في "تويتر"، حول تصريحات ربيعي، أن الرياض أبلغت هذه "الدول الشقيقة" أن التهدئة يجب أن تأتي من الطرف الذي يقوم بالتصعيد ونشر الفوضى عبر أعماله العدائية في المنطقة.
ويبدو أن تغريدات الجبير هذه يمكن اعتبارها ردًا مباشرًا على تصريحات ربيعي، التي تنتظرها طهران من المملكة العربية السعودية.
وفي الوقت نفسه، قال علي ربيعي: "وصلتنا رسائل من السعودية من إحدى الدول، لكن يجب أن نشاهد رسالة علنية من قبلها، ويمكن أن تكون إحدى رسائل السعودية العلنية هي إنهاء الحرب على اليمن".
وقد أدى هذا أيضًا إلى رد فعل من عادل الجبير، حيث قال إن بلاده "لن تتحدث إلى الحكومة الإيرانية حول اليمن لأن قضية اليمن تخص اليمنيين".
تجدر الإشارة إلى أن طهران هي أهم داعم للحوثيين في اليمن، وقد اتُهمت طهران مرارًا بإرسال أسلحة وغيرها من المساعدات إلى الحوثيين. من ناحية أخرى، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عسكريًا لإعادة السيطرة الکاملة على البلاد لصالح حكومة عبد ربه منصور هادي، وقد شاركت في الحرب اليمنية منذ أربع سنوات.
اللافت أنه في التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم حكومة طهران لم يتم ذكر اسم الدولة أو الدول التي حملت هذه الرسالة من قبل قادة السعودية. وفي تغريدات الجبير أيضًا لم تتم الإشارة إلى أسماء "الدول الشقيقة".
ويبدو أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان کان أحد حاملي الرسالة، أو أحد الذين نقلوا کلام أو رسائل المسؤولين بين كل من إيران والسعودية؛ حيث قال حسن روحاني، الأسبوع الماضي، إنه سيواصل اتصالاته مع إسلام آباد كوسيط مع المملكة العربية السعودية.
وفي الأيام الأخيرة، أدلى المسؤولون في كل من إيران والسعودية بتصريحات فيما يتعلق بالآخر.
في حديث إلى قناة "سي بي إس"، حيث حذر ولي العهد السعودي من تصاعد التوترات مع طهران ونشوب صراع عسكري محتمل، لكنه قال إن الحل السياسي والسلمي للقضايا أفضل بكثير.
ورحَّب علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، في رد على هذه المقابلة، في حوار مع قناة "الجزيرة" الإخبارية، باستعداد ولي العهد السعودي لحل التوترات مع إيران.
ومع ذلك، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، اتهم محمد بن سلمان مرة أخرى طهران بالوقوف وراء الهجمات على منشآتها النفطية وحث قادة العالم على اتخاذ "إجراءات جادة". كما وجهت الولايات المتحدة والدول الأوروبية اتهامات مماثلة ضد إيران.
وفي المقابل رفضت طهران هذا الادعاء ووصفته بأنه "لا أساس له".