أعلن السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي، عن إعداد نص اتفاقية لتحويل "اتفاق العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين إيران وروسيا" إلى اتفاق سياسي وأمني وعسكري ودفاعي واقتصادي مدته 20 عامًا.

وقال السفير الإيراني في موسكو في برنامج تلفزيوني إن الاتفاقية، وبتأكيد من المرشد علي خامنئي، تمت صياغتها وإرسالها من قبل السفارة الإيرانية في روسيا إلى وزارة الخارجية للمراجعة النهائية.

وأضاف جلالي أنه وفقًا لرسالة كتبها علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورد الأخير عليها، فإن الأمر يتعلق بتمديد الاتفاق لأكثر من عقدين أو أكثر.

وأكد السفير الإيراني أنه في الاتفاقية الجديدة نعتزم ربط القدرات الجديدة التي تم إنشاؤها في البلدين وتوسيع العلاقات في مختلف المجالات، وهذه الاتفاقية هي في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والدفاعية والاقتصادية.

وبالإشارة إلى "معاهدة العلاقات المتبادلة ومبادئ التعاون بين إيران والاتحاد الروسي" الموقعة بين مسؤولي البلدين في موسكو في آذار( مارس) 2000، والذي وافق عليها البرلمان الإيراني في يناير (كانون الثاني) 2001، قال جلالي إن هذا العقد تم تمديده تلقائيًا لمدة 5 سنوات.

ومع ذلك، أشار جلالي إلى طلب خامنئي من بوتين الحصول على عقد جديد، مضيفًا أنه وفقًا لرسالة خامنئي إلى بوتين ورد الأخير عليها، من المتوقع أن تستمر الاتفاقية لأكثر من عقدين.

وقال إن رسالة خامنئي إلى بوتين تناولت عددًا من المجالات، بما في ذلك موضوع الاتفاقية الإيرانية الروسية المرتقبة والتعاون الاقتصادي.

ولم يتطرق جلالي إلى تفاصيل الاتفاق الإيراني الجديد مع روسيا، لكنه أشار إلى معالمه، قائلًا إنه نظرًا لأن الاتفاقية السابقة كانت قبل 20 عامًا، كان من الضروري النظر في الاتفاقية الجديدة في ضوء الظروف الإقليمية والدولية الجديدة، وكذلك عملية التنمية الحديثة في البلدين.

ورفض جلالي الانتقادات الموجهة لجهود مسؤولي النظام الإيراني لإبرام اتفاقية جديدة مدتها 20 عامًا مع روسيا، قائلًا: "يعتقد الكثير من الناس أن روسيا لازالت في الحقبة الشيوعية والقيصرية، بينما حققت موسكو الكثير من التقدم في العشرين عامًا الماضية وهي روسيا جديدة"، والكثير من الروس "لا يعرفون الجمهورية الإسلامية وإيران الجديدة بالقدرات الجديدة التي حظيت بها".

وأضاف جلالي: "لدينا عدد من العلماء المختصين بالشأن الروسي داخل إيران وهناك عدد من العلماء المختصين بالشأن الإيراني داخل روسيا، والبعض ما زالوا يثيرون بانتظام قضايا الماضي، وربما تتبادر في أذهان الناس معاهدة التركمانشاي وكلستان"، لكن لا يمكن للمرء أن يقول إن "علاقات اليوم تعتمد كليًا على الماضي".

يذكر أنه في يوليو (تموز) 2020، أثار نشر مواد من الاتفاق الشامل لمدة 25 عامًا بين إيران والصين احتجاجات كثيرة، وقارن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الاتفاقية بمعاهدة "تركمانشاي" مع روسيا في فترة القاجار، واعتبروها بمثابة عرض إيران للبيع.

وبحسب وثيقة نشرتها "إيران إنترناشيونال"، العام الماضي، فإن الاتفاق بين إيران والصين يتضمن ضمانات لبكين لشراء النفط الإيراني مقابل وجودها في إيران، وتطوير الموانئ والجزر، والتعاون في بناء وسائل التواصل الاجتماعي والمعدات العسكرية، والنهوض بالصناعات العسكرية.

ومع ذلك، فإن وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، ونظيره الصيني، وانغ يي، وقعا اتفاقية مدتها 25 عامًا بين البلدين في حفل أقيم في طهران يوم 27 مارس (آذار) 2021.

وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي بعد التوقيع على الاتفاقية إن الحكومة الصينية أصرت على "مشاركة ممثل عن النظام" ولهذا السبب لعب علي لاريجاني مثل هذا الدور، كمستشار لخامنئي.

يشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين لم يذكروا حتى الآن تعيين خامنئي مبعوثًا خاصًا للمحادثات حول اتفاقية جديدة مدتها 20 عامًا مع روسيا، لكن عملية المفاوضات بشأن اتفاقية مدتها 25 عامًا مع الصين تعزز احتمال أن يكون المرشد الأعلى يدير المفاوضات شخصيًا من خلال مبعوث خاص، لعقد اتفاق سياسي، وعسكري، وأمني، واقتصادي، مع روسيا.