"العفو الدولية" تطالب إيران بوقف استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين في الأهواز والإفراج الفوري عن المعتقلين
أصدرت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة 23 يوليو (تموز)، بيانًا طالبت فيه السلطات الإيرانية بوقف استخدام الأسلحة والقوة ضد المحتجين على شح المياه في الأهواز، جنوب غربي إيران، مشيرة إلى مقتل 8 أشخاص في هذه الاحتجاجات الشعبية.
ولفتت "العفو الدولية" في بيانها إلى الإجراءات الأخيرة للقوات الأمنية الإيرانية في عدد من مدن الأهواز التي أسفرت عن مقتل 8 مواطنين بينهم مراهق، وطالبت بالإفراج الفوري عن المعتقلين وحماية السجناء من التعذيب وسوء المعاملة.
واعتبرت نائبة مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، ديانا الطحاوي، في هذا البيان، أن استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين العزل بمثابة تهديد خطير لحياتهم وانتهاك شديد لالتزامات إيران بحماية أرواح الناس.
ووصفت "الطحاوي" إجراءات مثل إطلاق النار واستخدام الغاز المسيل للدموع واحتجاز المواطنين في الاحتجاجات الأخيرة بأنها "مروعة" و"غير قانونية"، وقالت إن هذه الإجراءات تذكير بتلك التي نفذتها السلطات الإيرانية في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 والتي لم يحاسَب أي مسؤول إيراني عنها حتى الآن.
كما دعت منظمة العفو الدولية إلى الإنهاء الكامل لتعطيل الإنترنت وانقطاعه في خوزستان، ودعت السلطات الإيرانية إلى ضمان حصول الضحايا على العلاج الطبي في المستشفيات دون خوف من الاعتقال التعسفي.
وفي سياق متصل، أصدرت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش)، أمس الخميس 22 يوليو، بيانًا انتقدت فيه قسوة قمع قوات الأمن الإيرانية ضد المحتجين في الأهواز، وطالبت السلطات الإيرانية بالتحقيق في مقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل ومحاسبة الجناة.
وطالبت هذه المنظمة ومنظمة العفو الدولية النظام الإيراني بمعالجة مشكلة شح المياه الخطيرة في الأهواز على الفور.
علمًا أن نشوب أزمة شح المياه في محافظات كثيرة في إيران، بما في ذلك محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، جعلت من الصعب جدًا على المواطنين الحصول على مياه الشرب، كما عرّضت الزراعة وتربية المواشي وسبل عيش الأسر في هذه المناطق للخطر.
واحتجاجًا على هذه الأوضاع الصعبة والمزرية لأهالي محافظة خوزستان، ومعظمهم عرب، شهدت الكثير من المدن في الأهواز اندلاع احتجاجات ليلية واسعة لليوم التاسع على التوالي.
وبدأت هذه الاحتجاجات الليلية في مدن شرق خوزستان ثم امتدت إلى مدن ومحافظات أخرى.
وأفادت مصادر غير رسمية وشعبية بمقتل 8 أشخاص على الأقل حتى الآن وإصابة عدد من المواطنين واعتقالهم.
ولكن المصادر الرسمية الإيرانية ووكالات الأنباء المحلية أكدت حتى الآن مقتل شابين محتجين، وترفض تقديم إحصاءات عن المصابين والمعتقلين.
كما عزا مسؤولون في النظام الإيراني مرارًا وتكرارًا هذه الاحتجاجات إلى "مثيري الشغب" وحاولوا أن ينسبوها إلى "حركات تسعى للإطاحة بالنظام" وجماعات معارضة.
وأدانت العديد من الشخصيات والمؤسسات الحقوقية والسياسية والثقافية المحلية والدولية، حتى الآن، أداء القوات الأمنية والشرطة الإيرانية ضد المحتجين في خوزستان، ودعت إلى معالجة مطالب المحتجين بشأن مشاكل شح المياه في هذه المحافظة.