"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" يكشف أنشطة موقعين نوويين لـ"صنع قنبلة ذرية"
عقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (الفرع السياسي لمنظمة مجاهدي خلق)، مؤتمرًا صحافيًا في واشنطن، وأعلن أنه كان لموقعي "سرخة حصار" في طهران و"مريوان" في آباده تجارب على "إنتاج أسلحة نووية".
وعرض علي رضا جعفر زاده، العضو البارز بالمجلس الوطني للمقاومة، تفاصيل الموقعين وأنشطتهما السرية في مؤتمر صحافي يوم الجمعة 16 أكتوبر (تشرين الأول)، وقال إن الموقعين مملوكان لـ"منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة" المعروفة باسم "سبند".
وأشارت منظمة مجاهدي خلق لـ "سبند" لأول مرة في عام 2011. وبحسب هذه المنظمة، فقد أوكل الجزء العسكري من الأنشطة النووية الإيرانية إلى "سبند" ورئيسها محسن فخري زاده مهابادي.
موقع سرخة حصار
وبحسب جعفر زاده، يقع موقع سرخة حصار على طريق طهران - دماوند السريع، وهو منطقة عسكرية بالكامل.
ووفقًا للتقرير ذاته، فقد بدأ بناء هذا الموقع عام 2012، ويقع موقع "خجير" في جنوبه.
وبحسب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، فقد انتقلت في عام 2017 أقسام مرتبطة بـ "سبند" إلى هذا المكان، بما في ذلك "مجموعة الجيوفيزياء"، تلك المجموعة التي كانت تعمل سابقًا في موقع "مجدة" الذي كشفه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وذكر التقرير أن إحدى الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الموقع كان اختبار انفجار في نفق تحت الأرض؛ أي الاختبار نفسه الذي أجري عام 2002 في منطقة في سمنان (وسط إيران).
وقال جعفر زاده إن النظام الإيراني اشترى أجهزة قياس زلازل حساسة للموقع من خلال وسطاء باسم دول أخرى.
موقع مريوان
وقال جعفر زاده أيضًا عن الموقع الثاني، إن "موقع مريوان" يقع بالقرب من مدينة آباده بمحافظة فارس. تم كشف موقع آباده السابق قبل نحو عامين، وتشير الأدلة إلى أن الحكومة الإيرانية أجرت عدة تجارب تتعلق بصنع أسلحة نووية هناك.
وأعلن جعفر زاده أن هذا الموقع والمنطقة المحيطة به تحت سلطة الحرس الثوري.
وقال إن مهندسًا في الحرس الثوري، اسمه "هاشمي تبار"، شارك في بناء المراكز السرية للحرس الثوري، وهو الذي قام ببناء هذا الموقع.
ووفقًا لهذا التقرير أيضًا، كان سعيد برجي، وخداداد ميهمي، وحسين غفوري يعملون في مشروع يسمى "أحمد آباد" ومن المرجح جدًا أن "أحمد آباد" هو نفس "موقع مريوان" في آباده.
وبحسب جعفر زاده، فقد شارك سعيد برجي في بناء غرف التفجير في "بارشين" وتعاون مع خبراء أوكرانيين. وتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضًا في الإجراءات.
تدمير معدات موقع آباده عام 2019
وبحسب جعفر زاده، في مؤتمر الجمعة، مُنع سكان المنطقة من دخول منطقة موقع آباده وضواحيه، كما تم تسليم الصخور المعدنية المحيطة بالموقع لتكون تحت تصرف الحرس الثوري.
وقال إنه بعد الكشف عن مواصفات ومكان الموقع، دمر الحرس الثوري جميع منشآته في يوليو (تموز) 2019؛ ووفقًا له فإن "وجود هذه المنشآت قد يثبت أنه تم إجراء تجارب أسلحة نووية".
يذكر أن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي زار طهران الشهر الماضي، قال لدى عودته إن إيران وافقت على زيارة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "موقعين".
ولم يذكر المدير العام للوكالة الموقعين، لكن بعض وسائل الإعلام ذكرت سابقًا أن الوكالة واجهت "حالات مشبوهة" لأنشطة نووية لم يتم الإبلاغ عنها في أوائل العقد الماضي، في موقعين؛ على مشارف طهران، وحول مدينة شهر رضا بمحافظة أصفهان (وسط إيران).
وذكرت وسائل الإعلام، نقلًا عن بعض تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الموقعين ربما تم تدميرهما في عامي 2003 و2004 بهدف تدمير آثار اليورانيوم والأنشطة النووية.
وطالبت الوكالة بزيارة الموقعين اللذين لم يتم الكشف عن اسميهما إلا منذ شهور.
وأثارت معارضة إيران لدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للموقعين توترات دبلوماسية في الأشهر الأخيرة.
ومع ذلك، وبحسب منظمة مجاهدي خلق، زارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموقعين بعد إخلاء أثر الجهود المبذولة للحصول على أسلحة نووية.
وشدد جعفر زاده في مؤتمر يوم الجمعة على أن الاتفاق النووي لم يعرقل مساعي النظام الإيراني لامتلاك أسلحة نووية.
ولم يرد المسؤولون في النظام الإيراني بعد على إفشاء المجلس الوطني للمقاومة لمعلومات عن الموقعين النوويين.
وكانت منظمة مجاهدي خلق قد عقدت مؤتمرات صحافية عدة مرات في السنوات الأخيرة لفضح برنامج إيران النووي، كما تم الكشف عن الموقعين النوويين "نطنز" و"أراك" من قبل المنظمة لأول مرة عام 2002.
وتزامن المؤتمر الصحافي للمجلس الوطني للمقاومة يوم الجمعة مع التنافسات الانتخابية الأميركية، حيث تكثف إدارة دونالد ترامب ضغوطها على إيران في الأشهر الأخيرة. وكان الانسحاب من الاتفاق النووي وقتل قاسم سليماني من أهم الإجراءات التي اتخذها دونالد ترامب ضد النظام الإيراني.