"الوكالة الذرية": قدرة مراقبة المنشأة النووية الإيرانية في خطر.. بعد فقد كاميرا مراقبة في تفجير "كرج"
بعد شهرين ونصف من الهجوم على أحد مباني منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بالقرب من كرج، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير عن تدمير كاميرا وفقدان بعض قطعها الرقابية في الحادث.
ونشرت وكالة أنباء "بلومبيرغ"، اليوم الأربعاء 8 سبتمبر (أيلول)، تقريرا كتبت فيه أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت هذا الموضوع إلى الدبلوماسيين عبر تقرير يتكون من 16 صفحة، حصلت الوكالة على نسخة منه.
وأفاد التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذرت من أن عدم تصليح هذه المعدات قد يقلل من قدرة مفتشي الوكالة على مراقبة المنشأة النووية الإيرانية.
وكان موقع "نور نيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني قد أعلن، في 23 يونيو (حزيران) الماضي، عن تعرض أحد مباني منظمة الطاقة الذرية لـ"عملية تخريبية"، وأكد أن "العملية باءت بالفشل ولم تسفر عن أي أضرار بشرية ومادية".
لكن صحيفة "جيروزاليم بوست" ذكرت أن "التخريب الذي تعرض له أحد المواقع النووية الإيرانية صباح الأربعاء 23 يونيو، تسبب في أضرار جسيمة".
وأضافت الصحيفة أن "الوثائق القوية التي عُرضت على جيروزاليم بوست تظهر وضعًا يتعارض مع مزاعم المسؤولين الإيرانيين".
في الوقت نفسه، أفادت "القناة 13 الإسرائيلية" أن الهجوم "تسبب في أضرار جسيمة لمصنع إنتاج الألمنيوم لأجزاء أجهزة الطرد المركزي".
وبينما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المبنى الذي تعرض للهجوم ينتمي إلى شركة تكنولوجيا الطرد المركزي الإيرانية، نشر معهد "إينتل لب" للأبحاث صورًا من الأقمار الصناعية تظهر الأضرار التي لحقت بالمركز.
وبحسب صور الأقمار الصناعية التي نشرها المعهد، فإن أحد المباني في المجمع، الذي تبلغ مساحته 40 × 15 مترًا، قد تضرر أو دمرت أجزاء منه.
كما أفادت "بلومبيرغ" أنه في أعقاب الهجوم، طلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين في أغسطس (آب)، معلومات حول وضع معدات المراقبة التابعة للوكالة في هذا المركز.
وجاء في تقرير الوكالة أن إحدى كاميراتها دمّرت وأخرى "لحقت بها أضرار بالغة" وكاميرتين يبدو أنهما سالمتان.
ومع ذلك، وجد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن وحدة التسجيل ووحدة تخزين البيانات لم تكن موجودة ضمن بقايا معدات الكاميرا المدمرة. ودفع ذلك الوكالة إلى إرسال رسالة أخرى إلى إيران يوم الاثنين.
وكتب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الوكالة ليست في وضع يسمح لها باسترداد جميع المعلومات التي سجلتها هذه الكاميرات، وشدد على أن "هذا يعرض القدرة الفنية للوكالة لخطر جدي".
وتشير التقارير الأخيرة الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن طهران قد عجلت من أنشطتها النووية وتخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق، نقلت "بلومبيرغ" عن مسؤولين قولهما إن رافائيل غروسي يسعى لتقييم استعداد إيران للعمل مع المفتشين على هامش الاجتماع العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر، وذلك خلال لقائه محمد إسلامي، الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.