انتقادات دولية لفيديوهات سجن إيفين.. ومسؤولون إيرانيون: "مزيفة ومن صنع الصهاينة"
قال محمد مصدق، النائب الأول لرئيس السلطة القضائية الإيرانية، إن العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر التعذيب وسوء المعاملة وضرب السجناء في سجن إيفين "تمت منتجتها، ولا علاقة لها بالسجن أبدًا".
ورفض مصدق تحديد المكان الذي ظهر في مقاطع الفيديو، ولكنه قال إن "بعض الأماكن الأخرى في هذه الصور لا تتعلق بالسلطة القضائية أبدا".
من جهته، قال حسن نوروزي، نائب رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، إن هذه الصور "من صنع الصهاينة" لصرف انتباه الناس عن "هزيمة أميركا من المقاتلين الأفغان المظلومين والحفاة".
يشار إلى أنه عقب انتشار مقاطع الفيديو التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" من مجموعة قراصنة أطلقت على نفسها "عدالة علي"، عن انتهاكات واسعة في سجن إيفين، تحمل المسؤولون القضائيون في إيران، بمن فيهم رئيس منظمة السجون الإيرانية مسؤولية سوء المعاملة مع السجناء وأعلنوا عن فصل بعض "الموظفين" من عملهم، ولكن هذا البرلماني الإيراني أكد أن مقاطع الفيديو المنتشرة هي عملية "ابتزاز" وليس هناك أي تعذيب في السجون الإيرانية.
وكانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت صورا وفيديوهات قامت مجموعة إلكترونية تدعى "عدالة علي" بالحصول عليها عن طريق اختراق الكاميرات الأمنية في سجن إيفين الذي يعد أكبر السجون الإيرانية، ويضم نزلاء سياسيين وغيرهم.
ونُشرت هذه التسريبات لأول مرة، يوم الأحد الموافق 22 أغسطس (آب) الحالي، وتتضمن إحداها إساءة معاملة أحد السجناء. كما تُظهر هذه التسريبات سجينًا يغمى عليه في مكان يُرجح أنه ساحة سجن، ثم يصل عدد من حراس السجن ويسحبونه على الأرض لمسافة طويلة.
وفي جزء آخر من مقابلته، قال نوروزي إن التعذيب محظور بموجب الدستور الإيراني، مضيفا: "وفقًا للمتابعات الدقيقة التي أجريتها، لا يوجد عندنا تعذيب على الإطلاق".
تجدر الإشارة إلى أن سجن إيفين هو أشهر سجن في إيران، حيث يتم احتجاز السجناء السياسيين في عنابر مختلفة، ووردت تقارير عديدة عن تعذيب السجناء في هذا السجن.
كما تقع بعض أجنحة هذا السجن تحت إشراف الأجهزة الأمنية مثل جهاز استخبارات الحرس الثوري، ولا تخضع لأي رقابة.
وكان 28 شخصا من السجناء السياسيين في سجن طهران الكبير قد أصدروا في 26 أغسطس (آب) بيانا أشاروا خلاله إلى هذا الموضوع، وكتبوا أن "ما جاء في هذه الفيديوهات من تعذيب وإهانة وتحرش جسدي ما هو إلا جزء من الواقع المرئي للتعذيب الذي تتم ممارسته على السجين وعائلته في إيران. لكن هناك حالات تعذيب أخرى لم يتم تسجيلها على أي كاميرا".
وفي هذا الخصوص، أشار هؤلاء السجناء في بيانهم إلى حالات "التعذيب النفسي والعقلي للمعتقلين في الحبس الانفرادي (التعذيب الأبيض) وغرف الاستجواب والآباء والأمهات والزوجات والأطفال الذين يعانون أكثر فأكثر من عدم رؤية أحبائهم ومتابعة قضاياهم في دوائر القضاء وعدم تلقيهم إجابة من قبل المسؤولين الإيرانيين وإساءة المعاملة".
كما قالت منظمة العفو الدولية إن مقاطع الفيديو المسربة من سجن إيفين تظهر سوء المعاملة المروعة التي تتم في حق السجناء، والحصانة الممنوحة لمسؤولي السجون في إيران، الذين عرضوا السجناء للمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة، وطالبت المسؤولين الإيرانيين بالسماح للمقرر الخاص التابع للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان في إيران بزيارة سجون إيران.
وقالت هبة موراييف، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة إن "هذه الصور المقلقة تقدم صورة نادرة للوحشية المستمرة ضد السجناء في إيران".
وتابعت موراييف: "إنه لأمر مروع أن نرى ما يجري داخل جدران سجن إيفين، لكن لسوء الحظ، فإن سوء المعاملة التي تظهر في مقاطع الفيديو هذه ليست سوى قمة جبل الجليد لوباء التعذيب في إيران".