بعد يوم واحد من اندلاع احتجاجات الأفغان في العاصمة الإيرانية طهران ومدينة مشهد، شمال شرقي إيران، ضد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، اندلعت اليوم الاثنين 16 أغسطس (آب)، احتجاجات مماثلة في مدينة قم الإيرانية.

 وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية مقاطع فيديو من تجمع لمواطنين أفغان يعيشون في مدينة قم، تظهر النساء والرجال الأفغان وهم يرفعون علم بلادهم ولافتات ضد حركة طالبان.

كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للمحتجين وهم يهتفون: "لا نريد إمارة إسلامية"، و"الموت لأشرف غني الخائن"، و"الموت لباكستان"، و"الموت لداعمي طالبان".

وتزامنا مع دخول طالبان العاصمة الأفغانية كابول، نُظمت أمس الأحد أيضا تجمعات مماثلة من قبل المواطنين الأفغان في طهران أمام مكتب الأمم المتحدة، ورددوا هتافات ضد طالبان.

وفي الوقت نفسه، نظم المواطنون الأفغان في مدينة مشهد الإيرانية تجمعات مماثلة، احتجاجا على سيطرة الحركة على كابول، ورفعوا شعارات مثل: "الموت لطالبان"، و"أيها الشعب لماذا تلتزم الصمت بينما أنت المنقذ الوحيد".

كما أفادت التقارير الواردة أن محمد إسماعيل خان، قائد القوات الشعبية في ولاية هرات الأفغانية، وصل إلى مدينة مشهد الإيرانية بعد سيطرة طالبان على هرات واستسلامه أمام قوات الحركة.

تأتي هذه الاحتجاجات في إيران، بعدما رحبت السلطات الإيرانية بانسحاب أميركا من أفغانستان. 

وقد تطرق الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الاثنين، خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تطرق إلى "الهزيمة العسكرية" الأميركرية في أفغانستان، وأكد أن انسحاب أميركا "يجب أن يتحول إلى فرصة لاستعادة الحياة والأمن والسلام المستدام" في أفغانستان.

وقال رئيسي إن "إيران سوف تسعى من أجل الاستقرار" في أفغانستان وهي ملتزمة بـ"علاقات الجوار مع هذا البلد".

وكانت بعض وسائل الإعلام والشخصيات السياسية والنشطاء قد انتقدوا في وقت سابق سياسة إيران الحالية تجاه طالبان.

كما التقى ظريف، اليوم الاثنين، يوه شيائو يونغ، الممثل الخاص للخارجية الصينية  لشؤون أفغانستان، حيث كانت الصين قد أعلنت في وقت سابق عن رغبتها في إجراء "علاقات ودية" مع طالبان.

كما قال الممثل الخاص لفلاديمير بوتين للشؤون الأفغانية، إن روسيا "لا ترى في طالبان تهديدًا لآسيا الوسطى". وأشار إلى أن موسكو أعدت الأرضية قبل هذا، لإجراء علاقات مع طالبان.

وقال مسؤول بالسفارة الروسية في أفغانستان لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" (RIA Novosti) الروسية إن السفير الروسي في أفغانستان من المقرر أن يجتمع مع ممثل طالبان يوم غد الثلاثاء.

وبحسب التقرير الرسمي عن لقاء ظريف مع المبعوث الصيني، قال وزير الخارجية الإيراني إن "قضية النازحين في التطورات الأخيرة في أفغانستان وهجومهم على دول الجوار أحد أهم القضايا في الأوضاع الراهنة".

وفي وقت سابق، أصدرت رابطة الكتاب الإيرانيين بيانا انتقدت فيه "الحكام المستبدين" الذين لا يهتمون إلا بـ"تعزيز الحدود المشتركة" لبلدهم مع أفغانستان، دون الإشارة إلى اسم إيران.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد اقتحام طالبان العاصمة الأفغانية كابول، شهدت المدينة أوضاعا متوترة، حيث هرع الشعب الأفغاني إلى المطار الدولي في هذه المدينة في محاولة منهم لترك البلاد. وقد تم استخدام مروحيات عسكرية لتفريق الحشود.

وأفادت وكالة أنباء "رويترز"، نقلاً عن شهود عيان، بأن 5 أشخاص على الأقل قتلوا في مطار كابول خلال محاولة المئات من المواطنين الأفغان للهروب من وطنهم ودخول الطائرات التي كانت تغادر أفغانستان بالقوة.

وأعلن المتحدث باسم منظمة الطيران الإيرانية إلغاء جميع الرحلات الجوية بين طهران وكابول، وقال إن الأجواء الأفغانية مغلقة حتى إشعار آخر.