"جمعية المناعة" الإيرانية: الوعود الفارغة بإنتاج لقاحات محلية وتجاهل بديهيات العلم وراء وفيات كورونا
بعث محمد وجكاني، رئيس جمعية المناعة والحساسية في إيران، برسالة إلى إبراهيم رئيسي، قال فيها إن المناعة الجماعية باللقاحات تحدث عندما يتم تطعيم 81 في المائة على الأقل من السكان، خلال فترة قصيرة تصل إلى عدة أشهر.
وكتب محمد وجكاني في رسالة إلى رئيسي أنه مع تمديد فترة التطعيم وظهور سلالات جديدة من الفيروس، لن تتحقق المناعة الجماعية.
وقالت الجمعية إن الأزمة الحالية جاءت نتيجة "الخطأ في تقدير قدرة إنتاج لقاحات محلية وتضارب المصالح وتجاهل البديهيات العلمية وآراء الجمعيات والمؤسسات المتخصصة".
يذكر أن محمد مخبر، قبل تعيينه في منصب النائب الأول للرئيس، كان رئيساً للمقر التنفيذي لأمر الإمام وادعى أن المقر سيكون قادرًا على إنتاج 50 مليون جرعة من لقاح "بركت" المحلي بحلول سبتمبر (أيلول) من هذا العام.
كما قال مخبر إنه سيتم إنتاج 20 مليون جرعة من لقاح "بركت" كل شهر اعتبارًا من بداية سبتمبر.
ومع ذلك، قال كيانوش جهان بور، المتحدث باسم منظمة الغذاء والدواء، في 28 أغسطس (آب) الحالي، إنه تم إنتاج 7 ملائين و500 ألف جرعة فقط من لقاح "بركت" حتى الآن، وتم تسليم 3 ملايين و650 ألف جرعة إلى وزارة الصحة.
وحتى الآن، تم تطعيم 7 ملايين و248 ألف شخص فقط باللقاحات الأجنبية خاصة الصينية، أي 9 في المائة من سكان إيران، بالجرعة الثانية من اللقاح.
كما طالب رئيس جمعية المناعة والحساسية بإكمال التطعيم الوطني في غضون فترة قصيرة خلال عدة أشهر وعدم استبعاد أي لقاح أو أي دولة من دائرة الاستيراد.
يشار إلى أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، كان قد حظر في خطاب ألقاه يوم 8 يناير (كانون الثاني) 2021، استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية إلى إيران. لكن في الأسابيع الأخيرة، صرح التلفزيون الإيراني وبعض المقربين من خامنئي أنه لم يحظر استيراد اللقاحات الأجنبية.
وفي الأثناء، نشر التلفزيون الإيراني وبعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري مؤخرا تقارير مختلفة حول تلوث ومخاطر بعض اللقاحات الأجنبية.
إلى ذلك، كتب 10 من نشطاء المجتمع المدني، أمس السبت، رسالة إلى المنظمات الدولية يصفون فيها سياسات النظام الإيراني بأنها تتسبب في "إصابة وقتل المزيد من الناس"، مطالبين هذه المنظمات باتخاذ "الخطوات اللازمة" للسيطرة على كورونا، بما في ذلك إلزام السلطات الإيرانية باستيراد اللقاحات.
وحذر كل من نرجس محمدي، وجعفر بناهي، وشهناز أكملي، وإسماعيل بخشي، ومحمد حبيبي، ومحمد رسولوف، ومحمد سيف زاده، وجعفر عظيم زاده، وأكرم نقابي، ومحمد نوري زاد، حذروا من أنه بغير ذلك "سيحدث موت جماعي مروّع في إيران".
كما أعلنت جمعية المناعة والحساسية، في هذه الرسالة، أن مراكز حقن اللقاح أصبحت موقعاً لتفشي كورونا بسبب الاكتظاظ وسوء الإدارة.
ودعت الجمعية إلى زيادة عدد هذه المراكز واتخاذ الترتيبات اللازمة للازدحام فيها.
هذا وقد انتشرت، في الأشهر الأخيرة، عدة مقاطع فيديو وصور لمراكز حقن اللقاحات المزدحمة في إيران.