تظهر وثيقة حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" أن وزارة الصحة الإيرانية تسعى إلى شراء لقاح أكسفورد–أسترازينيكا، من الهند. وأن تسليم هذا اللقاح إلى إيران يتطلب موافقة هيئة الرقابة الهندية وتوفير الميزانية المطلوبة من قبل الحكومة الإيرانية.

وبناء على هذه الوثيقة المؤرخة في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعث سعيد نمكي، وزير الصحة الإيراني، برسالة إلى إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، طالب خلالها بالموافقة على الميزانية اللازمة من أجل شراء لقاح كورونا عبر 3 طرق، هي: كوفاكس، والصين، وكذلك "معهد أمصال الهند".

ويعتبر "معهد أمصال الهند" (سيروم إنستتيوت أوف إنديا)، أحد أكبر شركات إنتاج اللقاحات في العالم. علما بأن هذا المعهد وبموجب عقد مع الشركات المنتجة للقاح أكسفورد–أسترازينيكا، مسؤول عن إنتاج مليار جرعة من اللقاح لإيصالها إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

الجدير بالذكر أن اسم لقاح كورونا الذي ينتجه "معهد أمصال الهند" المعتمد على صيغة لقاح أكسفورد-استرازينيكا، هو "كوفيشيلد".

وكان المسؤولون الإيرانيون قد تطرقوا سابقا إلى "مشكلة تحويل الأموال في ظل العقوبات" باعتبارها عائقًا أمام شراء اللقاحات، لكن في نهاية المطاف أعلن رئيس البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي قد سمح منذ فترة طويلة بتحويل الأموال لشراء اللقاحات.

وبعد ذلك، أشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني أيضًا إلى مساعٍ وجهود داخلية لشراء اللقاح. ولفت روحاني إلى ما سماه "المباحث المطروحة حول إنتاج وشراء لقاح كورونا"، مؤكدًا أن الحكومة لن تتردد في شراء اللقاح الأجنبي، والبدء في التطعيم على الفور.

وأشار روحاني إلى عدم التأكد من النتيجة والوقت الذي يستغرقه اختبار لقاح كورونا الذي أنتجته إيران، وقال: "إذا كنا مكتفين ذاتيًا بالكامل، فلا داعي للاستيراد من الخارج، ولكن عندما لا يكون الطريق واضحًا بعد ولا يعرف أحد عدد الأشهر التي سيستغرقها اللقاح للتطعيم على نطاق واسع، فمن الأفضل توفير لقاح جاهز يمكننا استيراده وبدء التطعيم في غضون ثلاثة أسابيع".

ويشير روحاني في تصريحاته هذه إلى معارضة بعض المسؤولين في الداخل ومؤسسات النظام الإيراني مع شراء واستيراد لقاح كورونا.

وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي قد عارض في وقت سابق ضمنيا زيادة المطالب لشراء واستيراد لقاح كورونا الأجنبي.

وكان مساعد منسق الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا نقدي، قد شدد في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على أنه "بحسب توصيات الخبراء، وشكوك الخبراء العالميين والتاريخ السيئ لبعض الشركات المصنعة الحالية للقاح كورونا، لا أنصحُ أفراد الحرس الثوري الإيراني والباسيج بالحقن بلقاحات كورونا الأجنبية".

ومع ذلك، أعلن مدير مكتب روحاني، محمود واعظي، أمس الخميس، أن الحكومة عملت عبر قنوات مختلفة على شراء لقاح كورونا بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، وكوفاكس والصين والهند وروسيا.

وأضاف: "نجري اتفاقا مع الصين على شراء نحو 4 ملايين جرعة، سيستغرق شراؤها قرابة شهرين، كما أجرينا محادثات مع الهند وروسيا، وسيعتمد الشراء على الكمية التي حددوها للبيع".

وستبدأ عمليات تصدير لقاح أكسفورد-أسترازينيكا من إنتاج معهد الأمصال الهندي بموافقة لجنة خبراء الصحة الهندية.

يشار إلى أنه في الأسبوع الماضي، وبعد إصدار تصريح للاستخدام الطارئ من قبل هيئة تنظيم الأدوية البريطانية للقاح أكسفورد-أسترازينيكا، أصدرت وزارة الصحة الهندية بيانًا أعلنت فيه أن لجنة خبراء الصحة الهنود ستقرر اليوم الجمعة الأول من يناير (كانون الثاني) 2021، بشأن إصدار تصريح للاستخدام الطارئ للقاحات Covid-19.

يذكر أن معهد الأمصال الهندي أعد حتى الآن حوالي 40 مليون جرعة من لقاح كورونا، والتي سيتم استخدامها في الهند بمجرد إصدار التراخيص. ويعتزم المعهد إنتاج 50 إلى 60 مليون جرعة من لقاح كورونا شهريًا وزيادة طاقته الإنتاجية إلى 100 مليون جرعة شهريًا من خلال إطلاق مصنعه الثالث في مارس (آذار) المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاح المشترك لـ"أكسفورد–أسترازينيكا"، و"معهد الأمصال الهندي" يمكن تخزينه في درجتين إلى 8 درجات مئوية،ًعلى عكس اللقاحات المصنعة الأخرى، والتي يجب تخزينها في درجات حرارة منخفضة جدًا.