بالتزامن مع اقتراح التفاوض المباشر بین حسن روحاني ودونالد ترامب، صدرت ردود فعل من قبل الرئیسین، الإیراني والأميرکي، والشخصیات السیاسیة والمسؤولین في جمهورية إيران الإسلامية.

وفي هذا الصدد، أعلن روحاني، في كلمته عن إنجازات الحكومة، أمس الاثنين، 26 أغسطس (آب)، أنه مستعد للقاء أي شخص والتفاوض معه "من أجل المصلحة الوطنية"، ورد ترامب أيضًا على اقتراح فرنسا في اجتماع مجموعة السبع، قائلاً إنه "مستعد للتفاوض" مع روحاني "إذا توفرت ظروف مناسبة".

إعادة بث مقطع "رفض التفاوض" على قناة خامنئي التلغرامية

في أول رد فعل للقناة التابعة للمرشد علي خامنئي، في "تلغرام"، بعد ظهر الاثنين، أعادت القناة بث مقطع فيديو سابق لمرشد جمهورية إيران الإسلامية، يرفض فیه مبدأ التفاوض مع الولايات المتحدة.

وفي جانب من هذا الفيديو، أوضح المرشد الإيراني أنه "لن يتفاوض أي إيراني عاقل وغیور مع الحكومة الأميركية الحالية".

وتحت هذا الفیدیو، تمت الإشارة، أيضًا، إلى جانب من تصريحات خامنئي، حول ترامب، حیث يقول: "من الخطأ التفاوض حتی مع المتزنین، فما بالك بهؤلاء الأميركيين غیر المتزنین".

الحرس الثوري: نرجو أن لا یتزحزح المسؤولون في بلدنا

وعلق غلام رضا غیب برور، كبير مستشاري قائد الحرس الثوري الإيراني، على الزيارة غير المتوقعة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى فرنسا، وإمكانية إجراء مفاوضات.

ووفقًا لصحيفة "اعتماد"، فقد انتقد غیب برور هذه الرحلة، وقال: "أتمنی أن لا تکون هذه الرحلات نابعة من الیأس والتخاذل. وأرجو أن لا یتزحرح المسؤولون عن مواقفهم".

وفي الوقت نفسه، عبرت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري عن موقفها حیال هذه القضیة، حیث وصفت صحيفة "جوان"، وموقع "رجا نیوز"، التفاوض بأنه "جنون"، و"ربط لموائد المواطنين بطاولة المفاوضات".

رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان: لسنا مستعدين للتفاوض

من جهته، قال حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، عن الاقتراح الأوروبي: "لا يمكننا الوثوق باقتراحهم ووعدهم بمعالجة الاتفاق النووي".

وأضاف النائب البرلماني أن جمهورية إيران الإسلامية لا يمكنها التفاوض والاتفاق حول قضايا أخرى.

كما أعلن نقوي حسيني استدعاء ظريف إلى لجنة الأمن القومي بالبرلمان للرد على استفسارات حول رحلته إلى فرنسا وشرحها.

أبطحي: إنه فخ

وفي الأثناء، علق محمد علي أبطحي، مدير مکتب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، على صفحته في "تويتر"، واصفًا اقتراح التفاوض الذي طرحه إيمانويل ماكرون وترامب في قمة مجموعة

السبع بأنه "فخ سياسي كبير" لروحاني.

وكتب هذا الناشط السياسي الإصلاحي: "النبض الإيجابي لروحاني بالتفاوض الذي يعرف أنه لا يستطيع إجراءه، يجعل الداخل أكثر انغلاقًا وخطورة، والضغط الخارجي أكبر".

کما أشار مصطفى تاج زاده، المساعد السياسي لوزارة الداخلية في حكومة خاتمي، إلى عدم موثوقية إدارة ترامب، ولكنه أكد على مبدأ التفاوض، مضيفًا أنه يجب "المحافظة على القوة".

وقال تاج زاده في قناته على تطبيق "تلغرام": "إذا كانت هناك ثقة فلا حاجة للتفاوض، نكتب رسالة لبعضنا البعض وننهي المهمة. في الواقع، يتم التفاوض بين أولئك الذين لا يثقون في بعضهم البعض ومن المقرر أن يتوصلوا إلى اتفاق معين".

وفي السياق، قال سعيد ليلاز، عضو اللجنة المرکزية لحزب البناء، لوکالة أنباء "تسنيم"، في هذا الصدد: "أميركا وأوروبا هما المتضررتان حاليًا من مُضي الوقت، ويجب أن لا نُظهر رغبتنا في التفاوض أبدًا.

رسائي: إنه جنون



من ناحية أخرى، وصف حميد رسائي، العضو السابق في البرلمان الإيراني، إعلان استعداد روحاني للتفاوض، مقارنةً بتصريحاته السابقة، بأنه "جنون".

وفي مقال على قناته في تطبيق "تلغرام"، كتب رسائي: "السؤال الذي يطرحه الناس هو: ألم يقل روحاني في البرلمان إن التفاوض مع الولايات المتحدة جنون؟ فلماذا إذن بدأ يمهد للاجتماع والتفاوض مع ترامب؟!".

وتابع الناشط السياسي الأصولي: "روحاني لم ينس تصريحاته قبل عام، ولم يتجاهل التحذيرات العلنية والخاصة من الإمام خامنئي، ويدرك جيدًا الخطوط الحمراء الموضوعة، لكنّ يديه فارغتان".

ومن الشخصيات الأصولية البارزة الأخرى، کتب حسين شريعتمداري، رئيس التحرير وممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، منتقدًا تصريحات روحاني بشأن المفاوضات، قائلا: "كانت أبرز نتيجة لاجتماعاتكم ومفاوضاتكم مع الولايات المتحدة هي الاتفاق النووي، ولا أحد- أؤکد، لا أحد– يمکن أن يکون لديه أدنى شك في أنه كارثي".

ووصف شريعتمداري أي محادثات أخرى، بأنها "خسارة أخرى" لإيران، و"هدية" لترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

قاليباف: التفاوض ضار

كتب محمد باقر قاليباف، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، منتقدًا اقتراح التفاوض، وقال: "كنا نأمل أن يفهموا أنه لا ينبغي ربط الاقتصاد بالخارج".

كما وصف الغرض من المحادثات بأنه "بناء ثنائيات سياسية للتهرب من المسؤولية".

وفي هذا الصدد، كتب حشمت الله فلاحت بيشه، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، تعليقًا على حثّ ماكرون على المحادثات بين أميركا وإيران: "أي محادثات نووية قبل اتخاذ الخطوة الثالثة من قبل إيران لن يكون لها نتائج أفضل من اللعب الأميركي مع كوريا الشمالية".