أشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء 11 سبتمبر (أيلول)، ضمنیًا، إلی إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، وقال: "يحتاج الأميركيون إلى فهم أن الحرب وأمراء الحرب ليسا في صالحهم.. يجب على أمراء الحرب التنحي جانبًا ويجب التخلي عن سياسة المتشددين والضغط الأقصى".

وقد انتقد حسن روحاني، اليوم الأربعاء، سیاسة "الضغط الأقصی" للولايات المتحدة على إيران لتغيير السياسات النووية والصاروخية والإقليمية للجمهورية الإسلامية، قائلاً: "اليوم، حیث یمارس العدو أقصى الضغوط علينا، لم یبق أمامنا إلا المواجهة والمقاومة".

وأضاف: "قلنا مرارًا إن منطقنا في إيران والجمهورية الإسلامية هو تكنولوجيا نووية سلمية.. وقلنا إن منطقنا اليوم في الاتفاق النووي هو الالتزام مقابل الالتزام. فإذا أبدوا التزامًا، فسنلتزم بالکامل، وإذا قدموا التزامًا ناقصًا، فسنبدي نحن أيضًا التزامًا ناقصًا".

وکان الرئيس الإيراني یشیر إلى انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي للقوی العالمیة الست مع طهران، يوم 8 مايو (أيار) من العام الماضي.

وردًا على انسحاب واشنطن، خفضت إيران من تعهداتها النووية، الملزمة بتنفيذها وفقًا للاتفاق النووي، في ثلاث خطوات، منذ مايو (أيار) من هذا العام.

ووصف روحاني، في تصريحاته، الخطوة الثالثة من تقليص التزامات إيران، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنها "أهم خطوة للجمهورية الإسلامية"، والتي قال إنها "لا یمکن مقارنتها مع الخطوة الأولى والخطوة الثانية". وهدد بأنه إذا لزم الأمر، فإن إيران ستتخذ خطوات إضافية في هذا الصدد.

إيران ترحب بإقالة جون بولتون

وفي الوقت نفسه، رحب كثير من المسؤولين الآخرين في الجمهورية الإسلامية بنبأ إقالة جون بولتون، وفسروا ذلك بأنه "فشل" في سياساته "الحربية".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن في تغريدة يوم 10 سبتمبر (أیلول) أنه أقال بولتون، بسبب الاختلافات الكثيرة التي كانت بينه وبين الآخرين في الإدارة الأميركية.

ومن المعروف عن مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، أنه كان يتخذ نهجًا متشددًا للغاية تجاه البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي الإيرانيين، وتجاه دور الجمهورية الإسلامية في المنطقة، وقد رحب بعض المسؤولين في طهران بإقالته، في رد جاء سريعًا.

ومن جهته، كتب محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، على صفحته في "إنستغرام"، أن بولتون كان "عدوًا للدبلوماسية ومؤيدًا للحرب والأحادية"، ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي السابق بأنه "کان یهدد بالحرب، ووعد بأن تنهار إيران في غضون بضعة أشهر، وكان أحد أعداء الأمة وجمهورية إيران الإسلامية المتحمسين.. لقد فعل الكثير للإطاحة بالنظام الإيراني". ويخلص رئيس مكتب حسن روحاني، إلى أن "طرد بولتون من إدارة ترامب يدل على أن عصر السياسات المتطرفة والراديكالية والضغط الأقصى والتدخل قد انتهى".

وفي الوقت نفسه، أعلنت قناة "فوكس نيوز" الأميركية عن سبعة مرشحين محتملين لخلافة بولتون.

ووفقًا لمصادر مختلفة، فإن الأسماء التي ذكرت "فوكس نيوز" أنها لمرشحين لخلافة بولتون هم: ريك غرينيل، سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا، وبراين هوك، رئيس مجموعة العمل الخاصة بإيران في الخارجية الأميركية، وستيفن بيجن، الممثل الخاص للولايات المتحدة في شؤون كوريا الشمالية، وبیک هوکسترا، سفير الولايات المتحدة في هولندا، وروب بلير، مساعد ميك مالفين، رئيس الأركان في البيت الأبيض.

وأضافت "فوكس نيوز" أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ اتصلوا بالبيت الأبيض لدعم ترشيح غرينيل. وقال السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، المقرب من دونالد ترامب، لقناة "فوكس نيوز" إن الجنرال المتقاعد، كيث كلوغ، وبراین هوك، وریك ودل، نائب مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض؛ مرشحون لمنصب مستشار الأمن القومي. وقال: "إن الرئيس أخبرني بأسماء هؤلاء الثلاثة. وهناك أشخاص آخرون في القائمة".