شاهد عيان: قوات الحرس الثوري أطلقت الرصاص على المواطنين.. حتى في منازلهم
كشف شاهد عيان من مدينة معشور التابعة لمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، في تصريح لقناة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول)، عن تفاصيل جديدة تتصل بالمجزرة التي تعرض لها المواطنون خلال احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قائلا إن "الحرس الثوري كان قد أرسل لواء من القوات الخاصة مع دبابتين و6 ناقلات جنود مدرعة، مع أسلحة ثقيلة، وشبه ثقيلة، بالإضافة إلى مروحية عسكرية" إلى المدينة.
وأضاف شاهد العيان أن القوات الأمنية "فور دخولهم إلى المدينة، اتجهوا في بادئ الأمر إلى منطقة تشمران، وفتحوا النار على المواطنين بسلاح الدوشكا، وكذلك عبر طائرة مروحية".
يشار إلى أن من بين المناطق الرئيسية في مدينة معشور التي شهدت اشتباكات بين المحتجين مع القوات الأمنية، منطقة تشمران، ورجائي، وطالقاني.
وتابع شاهد العيان الذي لم يكشف عن اسمه أن قوات الحرس الثوري في منطقة تشمران التابعة لمدينة معشور أطلقت النار على المواطنين العاديين، "وحتى أولئك الذين كانوا داخل منازلهم، ولم يشاركوا في الاحتجاجات أبدًا".
وأكّدَ الشاهد: "في الساعات الأولى من بداية هذا الإجراء تم قتل نحو 17 شخصًا في المدينة، بينهم طفلان بين 4 إلى 8 أعوام، إضافة إلى امرأة عجوز تبلغ من العمر نحو 70 عامًا، إثر إصابتهم بإطلاق نار مباشر، غير أن حصيلة القتلى الآخرين ليست واضحة تمامًا، وذلك بسبب هروب الشباب إلى مستنقع القصب، وكذلك بسبب إطلاق قوات الحرس الثوري النار بشكل عشوائي، حيث كانت القوات الأمنية تفتح النار على المدنيين في أي مكان تصل إليه".
وتفيد التقارير المختلفة بأنه خلال الاحتجاجات الأخيرة في مدينة معشور، تم قتل نحو 100 شخص ممن كانوا قد هربوا إلى مستنقعات القصب.
وأكد هذا المواطن الذي يقيم في مدينة معشور أن عدد القتلى في هذه المدينة لا يزال غير واضح، وذلك لأن جثث معظمهم "مجهولة"، وقال: "لقد قاموا (قوات الحرس الثوري) بجمع الجثث بأنفسهم في عدة شاحنات. وكان بعض القتلى في البداية مجرد جرحى لكن مستشفى المدينة رفض استقبالهم ومعالجهتم بأمر من الحرس الثوري".
وأضاف: "مساء ذلك اليوم، دخلت (قوات الحرس الثوري) منطقة رجائي، ومنطقة دهكدة غاما، ومنطقة مدني، وسقط كثير من القتلى هناك أيضًا.. بعض سكان هذه المدينة الذين هم من عشائر العرب، مسلحون بطبيعة الحال. لقد صنع الحرس الثوري بشكل متعمد حمام دم هناك، بهدف امتداد الاشتباكات إلى منطقة طالقاني، وقد تعامل سكان هذه المنطقة وفق مبدأ المعاملة بالمثل، فلم تنقطع أصوات الرصاص منذ الساعة 6 مساء من يوم الثلاثاء وحتى الساعة الواحدة من فجر اليوم التالي الأربعاء (بالتوقيت المحلي). واقتحمت (قوات الحرس الثوري) المنطقة بالدبابات، ولكن الناس في هذه المنطقة واجهوا القوات، فسقط كثير من ضباط الحرس الثوري في هذه المواجهة كما سقط كثير من المواطنين ضحايا أيضًا. وبعدها تم وقف إطلاق النار بواسطة الشيوخ وكبار المدينة وتمت محاصرة منطقة طالقاني".
وحول الاعتقالات، قال هذا الشاهد: "بعد هذه الأحداث، ولمدة ثلاثة أيام متتالية، قامت القوات الأمنية باعتقال أي شاب يعثرون عليه في هذه المناطق.. يمكن القول إن الوضع هادئ الآن، ولكن لا نستطيع القول إن الأجواء هادئة تمامًا".
وفي معرض إشارته إلى وجود كثير من القوات الأمنية والضباط العسكريين بالزي المدني في مدينة معشور، ورعب المدنيين منهم، أكد شاهد العيان أن "الكارثة الإنسانية التي حدثت في المدينة أكبر مما تنقله وسائل الإعلام"، مضيفًا أن "السبب الرئيسي وراء الكارثة أن الناس هددوا الشريان الرئيسي لاقتصاد البلاد، ولذلك تم قمعهم بهذا الشكل الوحشي، ولم نشهد قمعًا كهذا في أي مدينة أخرى في البلاد، حيث اقتحمت القوات المدينة بالدبابات وبجحافل من القوات الخاصة".
تأتي تصريحات هذا الشاهد بعدما أکد محمود واعظي، مدير مكتب حسن روحاني، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، عضو هیئة رئاسة البرلمان، أكدا التقارير التي تفيد بمقتل المتظاهرين في معشور خلال احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكان أمير حسين قاضي زاده هاشمي قد قال: "لقد تم قتل كثير من الناس في معشور، ونحن نعرف بالضبط من هم"، مدعيًا أن بعض القتلى كانوا يهدفون إلى "تدمير الخطوط الرئيسية لنقل الطاقة في البلاد".
وأضاف هاشمي، في دفاع ضمني عن قتل المتظاهرين في معشور: "ألم یکونوا على علم بما يمكن أن يحدث لهم عندما يهاجمون خطوط نقل الطاقة الرئيسية في البلاد؟".
تجدر الإشارة إلى أن معشور تقع بالقرب من مجمعات البتروكيماويات الغنية، رغم أنها واحدة من أكثر المناطق حرمانًا في محافظة خوزستان.