كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن وزارة الدفاع الأميركية نشرت مؤخرًا تعميمًا سريًا لمخطط عملية تدمير مجموعة من الميليشيات المدعومة من إيران، والتي هددت بشن مزيد من الهجمات ضد القوات الأميركية.

وحسب الصحيفة، فإن هذا التعميم أبلغ إلى الجنرال روبرت وايت، قائد القوات الأميركية في العراق، يوم 16 مارس (آذار) الحالي، لتوجيه واضعي الخطط في مقر قيادة الجيش الأميركي، والعراق، لوضع استراتيجية لتدمير الكتائب التابعة لـ"حزب الله".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عددًا من المسؤولين الأميركيين الذين تلقوا أو أُبلغوا بالتعميم أعلاه، قالوا إن تعليمات البنتاغون تنص على اعتبار قوات الحرس الثوري الإيراني "هدفًا مشروعًا" إذا شوهدت إلى جانب قوات "حزب الله".

يذكر أن الهجمات الصاروخية التي شنتها كتائب "حزب الله" العراقي أدت لمقتل جنديين أميركيين وجندي بريطاني في قاعدة عسكرية عراقية، خلال يومين، مما أدى إلى غارة انتقامية شنتها الطائرات الحربية الأميركية في اليوم التالي.

ولم يقدم المسؤولون الأميركيون أدلة واضحة على أن الحكومة الإيرانية أمرت بالهجمات بشكل مباشر، لكنهم يقولون إن قوات الكتائب تعمل بالتنسيق الكامل مع فيلق القدس، أحد فروع الحرس الثوري الإيراني.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد حذر الجنرال وايت من أن العمل ضد قوات كتائب "حزب الله" قد يكون دمويًا ودون جدوى، ويهدد بخطر الحرب مع إيران.

وقال وايت، في مقال له بعد يوم من أمر البنتاغون إن أي عمل عسكري جديد في العراق سيتطلب نشر الآلاف من القوات مجددًا وتغيير المهمة العسكرية الأميركية في العراق إلى تدريب القوات العراقية على قتال "داعش".

وأضاف أن مثل هذه الخطوة تتعارض مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة العراقية الحالية بشأن وجود القوات الأميركية هناك.

وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن اثنين من كبار المسؤولين في حكومة دونالد ترامب أن وزير الدفاع، مارك إسبر، وافق على العمل العسكري الجديد في العراق بهدف إعطاء ترامب خيارات كافية، إذا صعّدت الميليشيات العراقية من هجماتها على القوات الأميركية.

وقال المسؤولون الأميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز" إن اجتماعًا عقد يوم 19 مارس (آذار) في مكتب الرئاسة الأميركية، ولم يعلق ترامب فيه على ما إذا كان العمل العسكري الجديد مسموحًا به في العراق أم لا، ولكنه سمح بالتخطيط لهذا الأمر.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تكشف فيه التقارير الأخيرة عن خلاف حاد بين أعضاء حكومة ترامب حول كيفية التعامل مع إيران وقرارها بشأن مسألة العراق.

وقد دعا عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، إلى عمل عسكري ضد إيران والميليشيات التي تنوب عنها، معتبرين أن انشغال مسؤولي الجمهورية الإسلامية في مكافحة انتشار فيروس كورونا فرصة جيدة لتدمير الميليشيات المدعومة من إيران في العراق.

لكن وزير الدفاع مارك إسبر، والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، يقولان إن زيادة الوجود العسكري الأميركي في الوقت الذي يسعى فيه ترامب لخفض الوجود العسكري في المنطقة سيسبب مزيدًا من التوتر في الشرق الأوسط.

يذكر أن إيران دعمت ميليشيات مسلحة في العراق تنوب عنها في محاربة القوات العسكرية الأميركية والعراقية لممارسة نفوذها السياسي في العراق.

وبحسب الخبراء، فإن كتائب "حزب الله" لها فروع سياسية وعسكرية وعلاقات مع قطاعات مختلفة في البلاد.