بعد استيلاء قوات طالبان على هرات وقندهار، ليل الخميس- الجمعة، أشار رسول موسوي، مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون جنوب آسيا على "تويتر" إلى طالبان باسم "الإمارة الإسلامية"، وقال إنهم تعهدوا بتأمين القنصلية الإيرانية. 

وفي الوقت نفسه، أعلنت القنصلية الإيرانية في مزار شريف عن نقل شؤونها إلى كابول.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية لشؤون جنوب آسيا، إن "إدارة هرات أصبحت تحت سيطرة قوات الإمارة الإسلامية [طالبان].. أنا على اتصال منتظم معهم.. القوات التي تدير الأمور [طالبان] ملتزمة بالأمن الكامل للقنصلية العامة ودبلوماسييها وموظفيها".

يشار إلى أن وزارة الخارجية في إيران، وكذلك محمد جواد ظريف، قد استضافا عددا من قادة طالبان في طهران عدة مرات من قبل.

ووصف أحمد نادري، عضو البرلمان الإيراني، طالبان بـ"الحركة الأصلية" الأمر الذي قوبل بردود فعل واسعة من النشطاء الإيرانيين.

وأضاف نادري أن "طالبان هي إحدى الحركات الأصيلة ذات الخلفية البشتونية في المنطقة، والعمل معهم يمكن أن يؤدي إلى انتشار الاستقرار في المجتمع الأفغاني، ومنع نفوذ جماعات مثل داعش".

وقالت القنصلية العامة الإيرانية في مزار شريف في بيان لها إنه تم نقل القنصلية إلى كابول بسبب تصاعد الحرب في شمال أفغانستان.

واضاف البيان ان القنصلية الإيرانية في مزار شريف قررت نقل خدماتها مؤقتا من مزار شريف إلى كابول لمواصلة تقديم الخدمات والقيام بمهامها لفترة محدودة، وذلك بعد تصعيد الاشتباكات شمالي أفغانستان واحتمال حدوث بعض الانفلات الأمني في المدينة.

وأكدت القنصلية الإيرانية في مزار شريف أنه "من الواضح أنه بمجرد أن يصبح الوضع أكثر استقرارا، ستستأنف القنصلية العامة أنشطتها في هذه المدينة".

يذكر أن القنصلية الإيرانية في مزار شريف هي نفسها التي اقتحمتها قوات طالبان في أغسطس (آب) قبل 23 عامًا، وقتلت 8 دبلوماسيين إيرانيين، بالإضافة إلى مراسل وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) محمود صارمي. إلا أن وزارة الخارجية الإيرانية هذا العام لم تذكر اسم "طالبان" في بيانها بمناسبة ذكرى الحادث.

وفي الوقت نفسه، نشرت تقارير ومقاطع فيديو تشير إلى أن القوات الحكومية الأفغانية الموجودة في مدينة هرات، بعد دخول طالبان المدينة واحتلالها، تراجعت إلى حدود إيران، ولجأت إلى الأراضي الإيرانية.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، كان عدد كبير من القوات الحكومية الأفغانية على الحدود الإيرانية ينتظرون موافقة المسؤولين الإيرانيين على اللجوء ودخول الأراضي الإيرانية.

وفي وقت سابق، أثناء استيلاء طالبان على ولاية نيمروز، لجأ عدد من القوات وآلاف المواطنين من زرنج إلى إيران، ولكن بعد 5 أيام من وصولهم، ذكرت صحيفة "همشهري" أن إيران قد رحّلت جميع اللاجئين الأفغان. 

وأفادت صحيفة "همشهري" بأن "إيران رحّلت جميع اللاجئين الأفغان الذين لجأوا إلى قوات حرس الحدود الإيرانیة عند معبر ملیك وعدد من المعابر الأخری في محافظة بلوشستان، شرقي إيران، إثر هجوم طالبان علی  بلدة زرنج الحدودية في ولایة نیمروز والسیطرة علیها".

ويشير التقرير إلى أن العائلات الأفغانية التي لجأت إلى الحدود الإيرانية في زهك قد أعيدت إلى أفغانستان من نفس الحدود، ولم يتبق سوى أقل من 100 لاجئ محتجزين في المخيم حتى يتم تحديد مصيرهم.

وبحسب صحيفة "همشهري"، فقد دخلت مجموعة من القوات الأفغانية إيران عبر الحدود بالآليات والمعدات العسكرية بعد سقوط مدينة زرنج بولاية نيمروز على يد طالبان، وقد احتفظت إيران بمعداتهم ومركباتهم وأعادت 145 جنديًا أفغانيًا بالطيران إلى كابول.