مع اقتراب موعد الجولة الثانية من عقوبات واشنطن على طهران، في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، والتهديد المباشر باتجاه الاقتصاد الإيراني، يرى البعض حضور الرئيس الإيراني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر (أيلول) فرصة لإيران من أجل تغيير قرار الرئيس الأميركي وعدم تنفيذ العقوبات.

لكن آخرين ليسوا متفائلين لحصول أي منفعة للبلاد من حضور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نيويورك، بينما من الواضح أن رئيس الولايات المتحدة قرر أن تكون تدخلات طهران في المنطقة هي الموضوع الأبرز في خطابه الافتتاحي أمام الجمعية العامة. فيما يقوم رجال الدين في السلطة الإیرانیة الآن، بكتابة رد على ما سيقوله الرئيس الأميركي، والذي سوف يقرأه روحاني أمام الجمعية العامة، بعد ظهر يوم 25 سبتمبر (أيلول) الحالي.

خلال الأيام الأخيرة، وبعد أن تعرضت السفارة الأميركية في بغداد، والقنصلية العامة قبالة مطار البصرة لهجوم، من قبل جماعات مسلحة بقذائف الهاون، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام نحو طهران، وحذرتها من أنها سترد إذا ما تكررت مثل هذه الأعمال.

في الوقت نفسه، یسعی أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون في واشنطن إلی تطبيق مشروع قانون يستهدف النفوذ الإيراني المتصاعد في العراق، کما أشار أحد نواب مجلس الشيوخ الأميرکي إلی الهجمات الأخيرة في العراق، حیث كانت مصدر قلق لأميركا، خاصة فيما يتعلق بالميليشيات التي تقوم إيران بتجهيزها ودعمها.

ويتضمن مشروع القانون فرض عقوبات، تتعلق بالإرهاب، على "الميليشيات العراقية التابعة لإيران". ويُلزم هذا المشروع وزير الخارجية الأميركي بنشر قائمة للجماعات المسلحة التي تتلقى دعمًا من الحرس الثوري الإيراني.

الشخصية الوحيدة التي كانت تتمتع بكاريزما خاصة في النظام السياسي الإيراني، هو محمد جواد ظريف، الذي كان يستطيع، قبل الاتفاق النووي، التعامل مع القضايا الإقليمية وتحسين علاقات إيران مع الدول العربية، لكن الفرصة فاتت، فلم يعد لظريف ذلك الاعتبار والاحترام السابق عند دول الجوار، کي يسعى بوساطة منهم لمنع فرض العقوبات الأميركية، أو یقوم بتقديم ضمانات لتأمين مراكزهم الدبلوماسية في البلدان الواقعة تحت نفوذ إيران، أو يعطي وعودًا للحد من التوترات في العراق واليمن.

على سبيل المثال، إذا استطاعت المیلیشیات التابعة لإيران مهاجمة السفارة الأميركية في العراق، أو استهداف ناقلات نفط سعودية في باب المندب، فقد زرعت في أذهان هذه الدول أنها يمكن أن تقوم غدا بالاعتداء على المقار الدبلوماسية، إذا توقف، مثلا، النظام المصرفي الألماني عن تداول العملات الأجنبیة مع إيران، بعد أن كانت ألمانيا قد وعدت طهران بذلك، أو إذا أعادت فرنسا، مثلا، طرح قضية برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، للتفاوض.. فيتهدد أمن المقار الدبلوماسية لهذه الدول. فهل يتم احتجاز الشعب الإيراني والمجتمع الدولي كرهائن من قبل النظام الإيراني ومراقبة هؤلاء الرهائن من قبل الميليشيات الإيرانية في الداخل والخارج؟

یمر الجزء الآخر من القصة الإیرانیة عبر سوريا، حيث إن النظام الإيراني متورط بشكل عميق في القضية السورية، وکل رد فعل أو هجوم عسكري على الجيش السوري أو عمليات عسكرية روسية في إدلب، لا يمكن أن تتم دون أن تضع في حسبانها الجماعات الإيرانية والقوات التابعة لها، التي تدعم الجيش السوري على الأرض.

الشيء الوحيد الذي لا يريده السياسيون الإيرانيون، في الوقت الحالي، هو تفاقم العنف في سوريا، وتركيز الرأي العام والمجتمع الدولي على الملف السوري وتدخلات إيران وتورطها هناك، خصوصا وأن الإيرانيين ذاهبون إلى نيويورك وهم بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي.. وأنا على ثقة من أن اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيتيح هذه الفرصة لشعب إدلب، حيث سيرجح أطراف النزاع قرار التفاوض والدبلوماسية مع الجماعات المسلحة والمتمردة داخل المدينة، على قرار الحرب".

وسوف يذهب روحاني إلى الأمم المتحدة ليطلب من المجتمع الدولي دعم الإيرانيين في مواجهة عقوبات ترامب، وعليه أن یثبت أنه بعید عن التدخل في المنطقة.