مسؤول في الحرس الثوري الإيراني: لا يمكننا التعامل مع مقتل فخري زاده بشكل انفعالي
بينما طالب بعض القادة والمسؤولين العسكريين في إيران بـ"الانتقام" لمحسن فخري زاده، رفض نائب قائد مقر ثار الله، التابع للحرس الثوري، محمد إسماعيل كوثري، اليوم الأحد 29 نوفمبر (تشرين الثاني) التعامل "العاطفي" مع حادثة الاغتيال، قائلا إن توقيت ونوع الرد غير واضحين.
وفي تصريح أدلى به إلى وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) حول كيفية الرد على مقتل فخري زاده، قال كوثري: "لا يمكننا التعامل مع الموضوع عاطفيًا، ولكننا لن ننسى ذلك أبدًا".
وأضاف: "سننتقم لهؤلاء الأعزاء، لكن توقيت ومكان ونوع الانتقام ليس واضحًا، الأمر بيد المسؤولين لتحديد ذلك".
تأتي تصريحات كوثري بعدما أشار كل من قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، وقائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، في تصريحاتهم بخصوص هذه الحادثة، إلى كلمة "الانتقام".
وعلى الرغم من هذا، فإن نبرة تصريحات هؤلاء القادة مختلفة أيضا عن الماضي ومقارنة مع فترة مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس. فقد أشار قائد الجيش الإيراني إلى أن بلاده "تحتفظ" بحق الانتقام، بينما لفت قائد الحرس الثوري إلى وضع الانتقام على جدول الأعمال.
فيما أكد المرشد الإيراني، علي خامنئي هذه المرة على ضرورة "ملاحقة ومعاقبة" المنفذين لاغتيال فخري زاده، في حين كان قد استخدم في تصريحاته عقب مقتل قاسم سليماني كلمة الانتقام.
يشار إلى أن محسن فخري زاده هو أحد كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، وقد كان يشغل منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة. ويعتبر أحد أبرز الشخصيات وأكثرها نفوذا في البرنامج النووي الإيراني وقد تم إدراج اسمه على قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وجاء اغتيال فخري زاده، خلال عمليات تم تنفيذها أول من أمس الجمعة في منطقة آبسرد في مدينة دماوند، في الوقت الذي أعرب فيه المسؤولون في طهران عن أملهم في عودة إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، إلى الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات.
اعتراف بالتسلل والاختراق
من ناحية أخرى، تحدث عدد من القادة وكبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، في إشارة إلى مقتل فخري زاده، عن وجود تسلل واختراق في المجال الأمني.
وفي مقابلة تلفزيونية، تحدث حسين دهقان، المستشار العسكري لعلي خامنئي، عن "اختراق وتسلل وثغرات" في الهيكل الأمني، مضيفًا أن هناك خرقًا في "المجال الاستخباري للبلاد".
من جهة أخرى، قال حسين علائي، أحد كبار القادة السابقين في الحرس الثوري، إن الاغتيال كان بناء على "معلومات دقيقة" وناتجًا عن "ضعف في هيكل وآليات الجهاز الأمني".
كما أشار محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، إلى نفس الموضوع، في رسالة إلى الرئيس حسن روحاني.
هذا ولم يستخدم روحاني كلمة انتقام في تعليقه على اغتيال فخري زاده، خلافًا لتعليقه في العام الماضي، على مقتل قاسم سليماني. وقال في اجتماع بالمقر الوطني لإدارة كورونا، أمس السبت، إن "الجهات المعنية سترد على هذه الجريمة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة".
يذكر أن عملية مقتل فخري زاده، جاءت بعد الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووي، وكذلك مقتل قاسم سليماني، وتعد ثالث عملية عسكرية متتالية في أقل من عام ضد الأنشطة العسكرية والبرنامج النووي للنظام الإيراني.