قال ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، إن "تغيير بولتون" أمر داخلي، والمفاوضات غير واردة حتى يتم رفع العقوبات.

جاء تصريح روانجي، بعد ساعات من تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، نقلًا عن محمد جواد ظريف: "لا نعلق على الشؤون الداخلية للولايات المتحدة".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن، مساء الثلاثاء 10 سبتمبر (أيلول) عن إقالة جون بولتون من منصب "مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض".

وذکر ترامب أن سبب الإقالة هو معارضته لآراء بولتون، وأکَّد أن الأشخاص الآخرين في الحكومة لديهم نفس الرأي.

وقال ترامب: "لقد طلبت منه الليلة الماضية أن يستقيل، وقد تقدم باستقالته، صباح اليوم".

يشار إلى أن المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية، وخاصة محمد جواد ظريف، كانوا في الأشهر الأخيرة يزعمون أن سياسات ترامب تجاه إيران تتخذ بناءً على آراء جون بولتون. ومع ذلك، لم يعلق ظريف علنًا، منذ إقالة بولتون.

وفي تعليقه على الإقالة، اعتبر ممثل إيران لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، أن إقالة جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض هي قضية داخلية، وقال: "المفاوضات غير واردة حتى يتم رفع العقوبات".

وأشار روانجي إلى أن "موضوع التغيير داخل الأنظمة والحكومات هو قضية داخلية، ويوجد في جميع الحكومات، ومن ذلك تغيير بولتون، ونحن لا نتخذ موقفًا بشأن القضايا الداخلية في البلدان".

وقال المندوب الدائم للجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة بشأن تأثير إقالة جون بولتون على السياسة الأميركية تجاه إيران: "من السابق لأوانه الحكم، كان بولتون معروفًا بأنه متطرف، وكان ترامب نفسه يصرح بذلك، لكن ما إذا كانت سياسة أميركا المتشددة ستتغير أم لا، فإن ذلك يعتمد على العوامل المختلفة التي تؤثر على السياسة الخارجية الأميركية".

وأضاف تخت روانجي، ردًا على رغبة دونالد ترامب في مقابلة مسؤولي الجمهورية الإسلامية، بمن فيهم حسن روحاني، وتصريحات وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، حيث اعتبر مثل هذه الزيارة ممكنة: "لقد ذكرنا عدة مرات، وقد أوضح الرئيس الإيراني صراحة أنه لا مجال للمحادثات، مع استمرار هذه العقوبات القاسية والإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه الحكومة الأميركية ضد الشعب الإيراني".

وأكد روانجي: "يمكننا التحدث عن التفاوض عند إلغاء العقوبات القاسية، ويمکن التفاوض ضمن مجموعة 5+1، وفي إطار المناقشات التي أجريناها سابقًا بشأن القضية النووية".

وتابع تخت روانجي: "في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، قال وزير الخزانة الأميركي إن سياسة الضغط الأقصى ستستمر، لذلك فإن موقفنا واضح ويعلم الأميركيون أننا لن نقبل الضغط الأقصى على الإطلاق، ونعتبر العقوبات ضد الشعب الإيراني تعسفية ويجب إلغاؤها".

وحول تكهنات وسائل الإعلام بأن "إقالة بولتون ستسهل إمكانية إجراء حوار بين إيران والولايات المتحدة"، قال تخت روانجي: "سياستنا في هذا المجال واضحة للغاية، هذه السياسة لا علاقة لها بالتغييرات في الإدارة الأميركية، "إذا لم يتم إلغاء سياسة الإرهاب الاقتصادي الأميركية، فلن يكون هناك مجال للحوار".

وفي وقت سابق، علق علي ربيعي، المتحدث باسم حكومة روحاني، على إقالة جون بولتون مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، قائلًا: "نحن ما زلنا واقفين أما هو فقد رحل".

وكتب ربيعي على صفحته في "تويتر": "وعد جون بولتون منذ عدة شهور أن إيران لن تكون موجودة بعد ثلاثة أشهر.. رحل هو ونحن ما زلنا صامدين"، مضيفًا: "لقد غادر الساحة مثلما غادرها جميع من تواطأ ضد إيران".

كما كتب المتحدث باسم حکومة روحاني واصفًا جون بولتون بأنه "مؤيد للحرب"، وذكر أنه "مع إخراج أكبر داعم للحرب والإرهاب الاقتصادي، سيكون البيت الأبيض أمام عوائق أقل لإدراك الحقائق عن إيران".

وفي الأثناء، کتب مستشار رئيس الجمهورية، حسام الدين آشنا، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن دفع بولتون إلى الهامش، ومن ثم إزاحته، ليس حدثا فقط، بل دليل قاطع على فشل استراتيجية فرض الضغوط القصوى من قبل أميركا، في مواجهة المقاومة البناءة القصوى من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأضاف مستشار روحاني: "لا يساوركم الشك بأننا قادرون على مواجهة سلوك الولايات المتحدة الاميركية تجاه إيران، ولن نتراجع أبدًا.. حصار إيران سيُكسر".