وثيقة مزعومة لوزارة الصحة الإيرانية تعلن شراء "أجهزة اكتشاف كورونا" قبل تشخيص الفيروس في الصين
أشارت قناة "الأطباء" الإخبارية على تطبيق "تلغرام" التي تهتم بنشر الأخبار الطبية، إلى أن التاريخ المدرج في الوثيقة المزعومة لوزارة الصحة الإيرانية بشأن شراء أجهزة الكشف عن كورونا يرجع إلى ما قبل تشخيص هذا الفيروس في الصين، واصفة هذه الوثيقة بأنها "خطأ تاريخي للعاملين في وزارة الصحة".
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نشرت، أول من أمس الجمعة، وثيقة تكشف عن الفساد الواسع في وزارة الصحة الإيرانية، والحرس الثوري، ولجنة تنفيذ أمر الإمام، بخصوص استيراد "أجهزة كشف عن كورونا" من كوريا الجنوبية.
وردًا على تقرير "إيران إنترناشيونال"، نشر مسؤولو وزارة الصحة الإيرانية صورة لعملية تحويل مالي فاشلة كدليل على أن هذه الأجهزة لم يتم استيرادها من هذه البلاد، وقالوا إن ذلك كان بسبب العقوبات.
وكان المستشار في وزارة الصحة الإيرانية، علي رضا وهاب زاده، قد نشر وثيقة على "تويتر" تتعلق بشركة "میكو بایومد" الكورية، وذلك ردًا على تقرير قناة "إيران إنترناشيونال"، وقال إن هذه الشركة كلفت شركة أوجي وورلد (OJWORD)، بتوزيع أجهزة الكشف عن كورونا في الشرق الأوسط وآسيا، في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي.
إلى ذلك، اتهم المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهان بور، أمس السبت، قناة "إيران إنترناشيونال" بأن تقريرها مهّد الأرضية لفرض العقوبات على إيران في مجال استيراد الأجهزة الطبية.
ووصف جهان بور الموظفين في قناة "إيران إنترناشيونال" بأنهم "صحافيون يعملون ضد إيران". وفي الوقت نفسه نشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية التابعة للنظام، بما فيها "برس تي في"، وبعض النشطاء على الفضاء الافتراضي الموالين لإيران هذا الاتهام على صفحاتهم في الإنترنت.
وثيقة بمعلومات غير مطابقة للواقع
يشار إلى أن الوثيقة التي نشرها المسؤولون في وزارة الصحة والتي تتعلق بإعطاء توكيل لشركة أوجي وورلد من قبل شركة "میكو بایومد" لتوزيع الأجهزة، تم تأريخها بـ02-01-2020 (وفقًا لشكل إدراج التاريخ في كورويا الجنوبية على نحو اليوم- الشهر- السنة، وطبقًا لجميع التواريخ المدرجة على الشهادات الرسمية المتعلقة بهذه البضائع في موقع الشركة الكورية)، وقد تم ذكر اسم الجهاز بأنه "جهاز للتشخيص الجزيئي" (فقط لمرض فيروس كورونا)، علمًا بأن مرض فيروس كورونا (Novel Coronaviruse) واختصاره (nCov–2019)، هو اسم وُضع بشكل مؤقت على هذا الفيروس في بداية تشخيصه، ثم تم تغيير الاسم إلى (Sars Cov–2).
وإذا ألقينا نظرة على الجدول الزمني لفيروس كورونا، فسنرى أنه لم يتم حتى الثاني من يناير (كانون الثاني)، تحديد سبب هذا المرض المستجد، وتوصل الأطباء في الصين إلى أن جينوم هذا المرض الجديد قابل للانتشار، وذلك بعد يوم واحد من أخذ عينات من مريض في مدينة ووهان الصينية، كما اتضح أن المرض الجديد ناجم عن فيروس جديد من فصيلة الفيروسات التاجية، حيث أطلق عليه مؤقتًا فيروس كورونا المستجد، أو (nCov-2019).
وقد أكد مؤجز تقرير منظمة الصحة العالمية عن أوضاع المرض حتى 20 يناير (كانون الثاني)، أكد بوضوح أنه حتى الثالث من يناير (كانون الثاني) أدى مرض "غير معروف" إلى حجز 44 شخصًا في المستشفيات.
وعلى هذا الأساس، ليس من الواضح كيف تمكنت شركة "میكو بایومد" قبل يوم من تحديد سبب المرض، من صنع أجهزة تشخيصية له، ومنحت ترخيصًا لباقي الشركات بتوزيعه.
ومن جهة أخرى، فإن التحقيقات الجارية على الأخبار المنتشرة في المواقع الكورية باللغة الإنجليزية، مثل موقع "هيرالد كوريا"، تظهر أن خبر صناعة الجهاز التشخيصي للفيروس الجديد انتشر لأول مرة في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما أكد هذا الخبر المنتشر على أن هذه الشركة تنتظر الحصول على تصريح الاستخدام الطارئ لهذه الأجهزة من قبل المركز الكوري الجنوبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (KCDC).
وهذا يعني أن الأجهزة التي "تم السماح بتوزيعها" في الثاني من يناير (كانون الثاني)، لم يتم السماح باستخدامها حتى بعد شهر من ذلك.