وسائل الإعلام الإيرانية تتجاهل الأوضاع في خوزستان.. و"همشري": اعتقال 300 شخص في الخفاجية
يتواصل الصمت الإعلامي داخل إيران عن الأوضاع في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، ولا يُسمح للصحافيين المستقلين بالتغطية لعواقب القمع الدموي للاحتجاجات في هذه المحافظة.
لكن صحيفة "همشهري" نشرت اليوم، الخميس 5 أغسطس (آب)، تقريرًا جاء فيه أن عدد المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة في الخفاجية بلغ نحو 12 ألفًا، وكتبت أنه تم اعتقال 300 شخص فقط في هذه المدينة.
يشار إلى أن كاتب هذا التقرير هو حامد هاديان، أحد الصحافيين الأصوليين، ومن بين الصحافيين القلائل الذين سُمح لهم بالذهاب إلى مدينة معشور، وإعداد تقرير مصور بعد المذبحة التي تعرضت لها هذه المدينة عام 2019.
يذكر أنه وفق الإجراءات المعتادة في إيران، لا يمكن إعداد مثل هذه التقارير دون التنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وخلال الاحتجاجات الأخيرة في خوزستان، انقطع الإنترنت عبر الهاتف المحمول في المحافظة وحدث خلل في الإنترنت المنزلي.
وخلال هذه الفترة، لم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية سوى تصريحات لمسؤولين، ردًا على الاحتجاجات، ولم تتحدث عن حملة القمع.
وبحسب تقرير "همشهري" اليوم، ففي الاحتجاجات الأخيرة خرج سكان مدن مثل الخفاجية، والحميدية والبسيتين، والرفيع، والفلاحية، والذين كانوا قد تأثروا بشكل مباشر بشح المياه في هور العظيم، وقد دعم هذه الاحتجاجات المواطنون في بعض المدن الأخرى.
وكتبت الصحيفة أن الخفاجية، باعتبارها "من أهدأ الأماكن في إيران طوال سنوات ما بعد الثورة"، كانت "المكان الأكثر أهمية" خلال الاحتجاجات في خوزستان، حيث نزل الرجال والنساء والأطفال إلى الشوارع.
ويقدر هذا التقرير عدد الأشخاص الحاضرين في تجمعات الخفاجية بـ 12000 شخص.
وأضاف التقرير: "في اليوم الرابع من الاحتجاجات، مع وصول وحدة الشرطة الخاصة إلى منطقة الخفاجية، والتي كان عناصرها من السكان غير الأصليين وغير المألوفين بالمنطقة، تغيرت الأجواء والمواطنون الذين لم يستخدموا أي عنف حتى ذلك اليوم وكانت احتجاجاتهم هادئة وسلمية، تعرضوا للعنف من قبل وحدة مكافحة الشغب مما كلف المواطنين غاليًا".
وبحسب التقرير، فقد تعرض للهجوم أيضا عدد من الأشخاص الذين غادروا منازلهم لمجرد مشاهدة التجمعات، و"قد تحدث الناس عن بائع فلافل مراهق عاد إلى المنزل ملطخًا بالدماء أو بائع ألبان بريء مصابًا بكسر في ذراعه".
وذكرت "همشهري" أن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة في خوزستان بلغ 8 أشخاص.
وتقول مصادر مستقلة إن أكثر من 10 أشخاص قتلوا في الاحتجاجات، واعتقل المئات، بينهم عدد من الأطفال.
وبحسب التقارير، لا زالت الاعتقالات الليلية، من منزل إلى منزل، لنشطاء المجتمع المدني والمتظاهرين مستمرة.
في غضون ذلك، حذر 62 سجينًا سياسيًا سابقًا من احتمال وقوع كارثة في سجون خوزستان بسبب "الحر الشديد وقلة المرافق واكتظاظ السجون بالنزلاء".
كانت الشرارة الأولى للاحتجاجات الأخيرة في خوزستان هي نقص المياه على طول مستنقعات هور العظيم، والتي سرعان ما امتدت إلى شعارات مناهضة للنظام الإيراني وسوء الإدارة.
وكتبت صحيفة "همشهري" في تقريرها أنه خلافا للتقارير الإعلامية داخل إيران، لم يتم حل المشاكل في خوزستان وأنه بالإضافة إلى شح المياه، لا زالت هناك مشاكل أخرى، مثل الصرف الصحي والجفاف "تؤرق المواطنين".