عمال البناء في إيران يعانون من البطالة والجوع
ﻻ تزال بطالة العمال في إيران مستمرة، فبعد تفشي فيروس کورونا المستجد في البلاد انضم مئات الآلاف من العمال إلى صفوف العاطلين عن العمل، ومن ضمنهم عمال البناء الذين ليس لديهم صاحب عمل ثابت ولا عقد تأمين، ولا يشملهم التأمين ضد البطالة.
وكانت الحكومة قد وعدت هؤلاء العمال، الذين كانوا عاطلين عن العمل أيضًا قبل تفشي فيروس كورونا الجديد، بقرضٍ قدره مليونا تومان، ولكن لم يتم دفعه حتى الآن، وكان توزيع حزم الدعم المعيشية، عملية استعراضية، حسب ما أفاد العمال أنفسهم.
كما أن الجوع وعدم وجود تأمين ومرافق صحية عرَّضا حياة العمال وأُسرهم للخطر.
وفي الأثناء، قال أكبر شوكت، رئيس اتحاد النقابات العمالية، الاثنين 18 مايو (أيار)، لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا)، إن عددًا من عمال البناء الذين أصبحوا عاطلين عن العمل بعد كارثة كورونا، يزورون مكتب الاتحاد كل يوم ويطلبون الدعم المعيشي.
وفي إشارة إلى دعاية الباسيج في بلدية طهران، التي أعلنت عن توزيع المواد الغذائية وحزم الدعم المعيشية بين عمال البناء، قال شوكت إن هذه المساعدة تم توزيعها على ألف شخص، على الأكثر، في بعض المناطق المحرومة بطهران.
وربما يكون عمال اليومية وعمال البناء أضعف فئة من العمال في مواجهة الأزمة التي سببتها كورونا؛ فهؤلاء العمال الذين كانوا في الغالب عاطلين عن العمل خلال فصل الشتاء بسبب ركود حركة البناء، لم يجدوا عملًا بعد تفشي كورونا؛ فكل يوم في ساحات المدن الرئيسية، ترى حشودًا من عمال البناء ينتظرون العمل لساعات، وفي الليل يعودون إلى منازلهم بلا أي شيء، ومن ثم يفعلون الأمر نفسه في اليوم التالي.
وقد نشرت وکالة أنباء "إيلنا" مقطعًا لتجمُّع عمال البناء في زقاق سعدي في شيراز، تحدث فيه عدد من العمال عن وضعهم.
العمال الباحثون عن عمل، بين مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا من سيستان-بلوشستان، ورجل يبلغ من العمر 70 عامًا، في ساحة سعدي في شيراز، ينتظرون شخصًا يأخذهم للعمل يومًا أو بضعة أيام.
يقول مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا، إن والده مريض، وإنه جاء إلى شيراز لإرسال عوائد عمله لإعالة أسرته. لكن لا يوجد عمل، وينام اللیل جائعًا.
عامل شاب آخر أخرج أمواله من جيبه، قائلًا: "لديَّ ألفا تومان فقط. لو نفِدت، فلن يكون لدي مال للذهاب إلى المنزل".
في حين يقول أحد العمال إنه يأتي إلى الساحة في الساعة السادسة صباحًا ويعود إلى المنزل خالي الوفاض في الساعة الثامنة مساءً!
المصادر: إيران إنترناشيونال- الوكالات الإيرانية