استمرار الخلاف حول طالبان.. وتقرير "الوكالة الذرية" يمهد الطريق لقرار ضد إيران.. و 41% من المجتمع الإيراني يعاني الفقر.. أبرز عناوين اليوم
تواصل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 9سبمتبر (أيلول)، الاهتمام بتطورات الأحداث في أفغانستان وانعكاسها على إيران، وموقف الحكومة الإيرانية من حركة طالبان.
صحيفة "جمهوري إسلامي" واصلت مهاجمتها لحركة طالبان، أكثر من غيرها من الصحفة الورقية الإيرانية، حيث اعتبرت الحكومة الأفغانية الجديدة التي شكلتها حركة طالبان بأنها "غير قانونية وغير شرعية".
فيما نشرت صحيفة "آفتاب يزد" صورة كبيرة للرئيس الأفغاني الهارب من كابول أشرف غني على صفحتها الأولى تحت عنوان: "اعتذار بلا جدوى". ويوم أمس اعتذر غني عن خروجه من أفغانستان وقال إنه كان أصعب قرار اتخذه في حياته.
صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد، نفذ صبرها حول مواقف الإصلاحيين تجاه الأزمة الأفغانية، ومعارضتهم لحركة طالبان فخرجت على العلن لمهاجمة من وصفتهم في تقريرها بـ"موالي الغرب".
"كيهان" ذكّرت الإصلاحيين بمواقفهم السياسية الدولية، واصفة إياها بـ"الخاطئة التي لا تراعي مصالح الجمهورية الإسلامية"، من ضمنها "مواقف بعض الاصلاحيين تجاه الحرب في سوريا والأسد والمعارضة السورية"، مشيرة إلى شعار الاحتجاجات الإيرانية المعروف "لا غزة ولا لبنان روحي فداء إيران". وخلصت صحيفة المرشد بالقول إن الاصلاحيين يريدون إظهار هزيمة الولايات المتحدة في أفغانستان بأنها هزيمة لإيران.
وصفت "كيهان" المطالبين بدعم إيران لـ"بنجشير" بأنها "مجموعة صغيرة" تهدف إلى "تمثيل الرأي العام" من خلال افتعال الأجواء وإحداث ضجة.
وكتبت الصحيفة: "أفغانستان لديها اختلافات مهمة من حيث التركيبة الديموغرافية والعرقية والدينية مع العراق وحتى سوريا".
أما صحيفة "آسيا" كان عنوانها الرئيسي عن زيارة مبعوث الأمم المتحدة لشؤون إيران روبرت مالي إلى باريس وروسيا. المثير في العنوان أنها كتبت اسم المبعوث الأميركي بالخط العريض واللون الأحمر وتريد بذلك التأكيد على أهمية هذه الزيارة على "المواقف التي قد تبنى" ضد إيران.
ووصفت صحيفة خراسان خبر "وجود ممرضة واحدة فقط لـ25 مريضا" في إيران بـ"الكارثة"، معتبرة ذلك بأنه تهديد لحياة المرضى.
أما صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري فقد نشرت عنوانا على صفحتها الرئيسية من تحذير الرئيس إبراهيم خلال اتصال هاتفي برئيس المجلس الأوروبي بأن "الإجراءات غير البناءة للوكالة الذرية" ستعرقل عملية التفاوض.
فيما هاجمت صحيفة "رسالت" الأصولية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير حول إيران، واعتبرت أن الهدف الرئيسي من التقرير هو زيادة الضغط على طهران لقبول بقيود تتجاوز المعاهدات الدولية، حسب تعبيرها.
صحيفة "بيام ما" كان عنوانها الرئيسي على صفحتها الأولى تحذيريا عن "تصاعد الفقر الغذائي في إيران"، وذكرت أن 41 في المائة من المجتمع الإيراني يعاني الفقر في الصحة والغذاء.
والآن نقرأ بعض الموضوعات في بعض الصحف الأخرى:
"آرمان ملي": على الحكومة أن تفكر فقط في موائد الشعب
كتب البرلماني السابق، غلام علي أيمن آبادي، مقالًا تطرق فيه إلى الوعود الفارغة للمسؤولين، وأن على الحكومة أن تفكر فقط بموائد المواطنين.
وقال أيمن آبادي: "الحقيقة هي أن جزءًا كبيرًا من رأس المال الاجتماعي اليوم يشعر بالإحباط بسبب أن كل ما تم وعده به لم يتحقق".
وأضاف أن الوضع في البلاد واضح، لكننا نطالب المسؤولين باتباع ما قالوه، ومعرفة أن الناس لا يطالبون بنسبة 100 في المائة، وحتى لو تم تنفيذ 30 إلى 40 في المائة من القضايا، فإنهم سيبررون الباقي.
وأضاف أنه من السيئ للغاية أن الوعد لم يتم الوفاء به على الإطلاق، وهذا موضوع محزن للغاية، ومن المؤمل أن يعود رأس المال الاجتماعي بسرعة وتعود ثقة الجمهور، بحيث إذا تم بث شيء ما في التلفزيون الحكومي، فلا يشكك الناس فيه ولا يسخرون من المسؤولين.
وتابع أيمن آبادي: اليوم، على عكس الحكومات السابقة، ليس الوضع مساعدًا بحيث تكون لمطالب الناس اتجاهات سياسية، ينخرط الناس في قضايا الرزق والدخل وحتى الجوع؛ لدرجة أنهم في بعض الأحيان يكافحون من أجل شراء ضرورياتهم، والوضع في المجتمع سيئ للغاية. لذلك فإن الشيء الوحيد الذي يجب القيام به هو التفكير في مائدة الناس.
"اعتماد": صدور قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية بات قريبا
بعد 9 أشهر من تولي الإدارة الجديدة السلطة في الولايات المتحدة وبعد شهر واحد من تغيير الحكومة في إيران، أصبح الوضع بين إيران ومجموعة 5 + 1 لإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي مع طهران أسوأ من أي وقت مضى، حيث يقول رئيسا الولايات المتحدة وإيران، جو بايدن وإبراهيم رئيسي، إنهما يسعيان لاستخدام الدبلوماسية لحل الخلافات والعودة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي، لكن ذلك لم يتحقق بعد.
وخارج نطاق المجاملات السياسية والإيماءات التفاوضية، فإنه في الميدان وعلى أرض الواقع تستمر الولايات المتحدة في فرض العقوبات على إيران، وتقوم طهران بزيادة نشاطاتها النووية، وتحاولان مغالبة بعضهما البعض، وهي مغالبة يرى العديد من المحللين أنها على وشك تجاوز النطاق الآمن للمفاوضات ونقل القضية إلى مراحل خطيرة وربما لا رجعة فيها.
وتشير الصحيفة إلى أن أول علامة على "الوضع الأحمر" في قضية إحياء الاتفاق النووي؛ هو التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضحت أن هذا التقرير، مثل جميع تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام الماضي، قد تأثر ببعض الضغوط السياسية وراء الكواليس، ولكن بشهادة تاريخ قضية إيران على مدى السنوات العشرين الماضية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن يكون منصة خطيرة لقرار ضد طهران في الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين، وفي النهاية عودة قضية إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وهي العملية التي شهدتها طهران ذات يوم، واليوم بهذه التجربة المكلفة، يمكن ويجب منع تكرارها.